مساهمته فى 57 هدفًا ولقب البريميرليج .. لم يشفع له
فى مشهد معتاد فى السنوات الأخيرة، خسر النجم الدولى المصرى محمد صلاح، هداف فريق ليفربول الإنجليزى لكرة القدم، الرهان فى سباق التتويج بجائزة الكرة الذهبية رغم ترشيحه للفوز بها للمرة السادسة.
وتوقع الكثيرون أن يكون المشهد مختلفاً هذه المرة بعد موسم تاريخى عاشه صلاح، بعد أن فاز بلقب هداف الدورى الإنجليزى وأيضاً أفضل صانع للأهداف وساهم بقوة فى تتويج فريقه بلقب البريميرليج الموسم الماضي، بالإضافة لتحقيقه أرقاماً فردية رائعة واستحق جائزة أفضل لاعب فى الدورى الأقوى فى العالم.
ولكن كالعادة خرج صلاح دون التتويج بالجائزة، وبات ملكاً دون عرش وهو ما نلقى الضوء عليه فى السطور القادمة:
لا يختلف اثنان على كون محمد صلاح هو نجم الموسم الماضى فى أوروبا على مستوى الأرقام الفردية، فقائد منتخب الفراعنة الذى بلغ 33 عاما فى شهر يونيو الماضي، سجل 29 هدفاً فى الدورى الإنجليزى كما قدم 18 تمريرة حاسمة.
وأصبح صلاح ضمن قائمة هدافى الدورى الإنجليزى عبر التاريخ، بل وتفوق على أساطير لعبوا لسنوات طويلة فى الدورى الإنجليزى الممتاز، حتى صار أفضل هداف أجنبى فى تاريخ المسابقة العريقة.
صلاح بهذه الأرقام اكتسح الدورى الأقوى فى العالم، وحصل على جميع الجوائز الفردية به ونجح فى قيادة فريقه نحو تحقيق اللقب، ولكن كل هذا لم يشفع له للفوز بالكرة الذهبية أو حتى التواجد ضمن أفضل 3 مرشحين.
ابتعاد صلاح، الذى ساهم فى 57 هدفا خلال 52 مباراة لعبها مع ليفربول بمختلف المسابقات الموسم الماضي، وخروجه من المشهد لعدم تتويجه بلقب دورى أبطال أوروبا يطرح تساؤلات مهمة حول جائزة الكرة الذهبية والمعايير التى تقوم عليها وهو الأمر الذى يظهر فى نسخة العالم الحالي.
عثمان ديمبلي، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، لم يكن ليفوز بهذه الجائزة لتتويجه بلقب الدورى الفرنسى أو الثلاثية المحلية، ولكنه توج بها بعد فوزه بلقب دورى الأبطال.
صلاح ودع دورى الأبطال بركلات الترجيح أمام سان جيرمان، فهل تعنى هذه النهاية خسارة حظوظه فى المنافسة على الكرة الذهبية وتجاهل موسم محلى أسطورى أمام تتويج قارى جاء بفضل ركلات الترجيح فى مباراة ليفربول ضد نادى العاصمة الفرنسية؟
وأصبح الحديث متصاعداً عن العدالة فى هذه الجائزة التى سبق أن حُرم منها بعض النجوم البارزين لأسباب مشابهة لما حدث لمحمد صلاح وعلى رأسهم إندريس إنييستا، أسطورة برشلونة الإسباني، الذى فعل كل شيء عام 2010 لكنه لم يفز بالجائزة.
وإذا نظرنا إلى لغة الأرقام، نجد أن (الفرعون المصري) يتفوق على ديمبلي، الذى خاض مع باريس الموسم الماضى 53 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 35 هدفا، وصنع 16، ليساهم بذلك فى 51 هدفا فقط.
وكشف مصدر مقرب من صلاح، عن موقفه بعد خسارته سباق الكرة الذهبية هذا العام، حيث أوضح لشبكة (روسيا اليوم) أن اللاعب يشعر بغضب شديد لعدم فوزه بالجائزة، خاصة بعد الموسم المذهل الذى قدمه مع (الريدز) فى الموسم الماضي.
ونشر نادى ليفربول عبر حسابه على موقع (تويتر) للتواصل الاجتماعى صورة لمحمد صلاح مع كل الإنجازات التى حققها فى الموسم الماضي، وعلق عليها قائلا: «موسم يستحق الاستمتاع به من محمد صلاح»، وذلك تعليقا على خسارته للجائزة بعد أداء مميز فى الموسم المنقضي.
وظهر محمد صلاح فى الصورة مع لقب الدورى الإنجليزى وجائزة هداف الدورى الإنجليزى وأفضل صانع أهداف وأفضل لاعب من رابطة اللاعبين ورابطة الدوري، ومعها صور لأفضل اللحظات للفرعون مع الفريق خلال 2025.
وكعادتها، تفاعلت جماهير ليفربول عبر مواقع التواصل على مركز محمد صلاح، الصادم بالنسبة للكثيرين، حيث كتب أحد الرواد «كان من المفترض أن يكون ضمن أفضل ثلاثة لاعبين على الأقل، تفوق ديمبلى بفضل أداء الفريق، بينما تفوق محمد صلاح على الثلاثة الذين سبقوه فى الإحصائيات الفردية».
وكتب آخر «هذا أمر إجرامي، مضحك للغاية، لكنها لم تكن ذا مصداقية لفترة طويلة، آلة العلاقات العامة لبرشلونة فى حالة من النشاط المفرط – رقم 2؟!»، فى إشارة إلى تواجد لامين يامال فى المركز الثانى متفوقا على محمد صلاح.
وأوضح أحد مشجعى ليفربول «لو كان الموسم الماضى هو موسمه الأول لكان محمد صلاح فى المركز الأول، لقد جعل الأمر يبدو طبيعيًا بهذه الأرقام، رافينيا وديمبلى لن يكونا ضمن أفضل 10 لاعبين فى العام المقبل، صلاح سيظل ضمن المنافسة».
وسيتعين على صلاح المحاولة من جديد، أملا فى تحقيقه حلمه بالحصول على الكرة الذهبية، رغم صعوبة المهمة التى ستواجهه، لا سيما أن العام المقبل سيشهد إقامة كأس العالم فى الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
ويأمل صلاح فى مواصلة أدائه المذهل مع ليفربول هذا الموسم وقيادة الفريق الأحمر للفوز بجميع الألقاب الممكنة، حيث يتربع حاليا على قمة ترتيب الدورى الإنجليزى الممتاز بفارق 5 نقاط أمام أقرب ملاحقيه بعد مرور 5 مراحل على بداية الموسم.
كما يمتلك ليفربول الآن كوكبة من النجوم فى مختلف الخطوط، خاصة بعد الصفقات المدوية التى أبرمتها إدارة النادى خلال فترة الانتقالات الصيفية الماضية، التى شهدت التعاقد مع السويدى أليكسندر إيزاك والفرنسى هوجو إيكيتيكى والألمانى فلوريان فيرتز والهولندى جيريمى فريمبونج على سبيل المثال، وهو ما يعزز من حظوظ الفريق فى التتويج بدورى الأبطال هذا الموسم، ومن ثم ارتفاع حظوظ (الملك المصري) فى الحصول على الكرة الذهبية.









