لا سبيل لمواجهة التحديات .. إلا بالتكاتف والتضامن العربى
العدوان على غزة وصمة عار على جبين العالم
السفير حسام زكى : قمة ناجحة .. وموقف قوى .. يساند الفلسطينيين ضد الاحتلال
عقدت بالعاصمة البحرينية المنامة أعمال اجتماع وزراء الخارجية التحضيرى للقمة العربية فى دورتها الـ 33 برئاسة وزير الخارجية البحرينى الدكتور عبداللطيف الزيانى بعد تسلمه الرئاسة من وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله.
ناقش الاجتماع مشروع جدول أعمال القمة فى صورته النهائية فى ضوء نتائج اجتماع المندوبين الدائمين وكبار المسئولين أمس، ومشاريع القرارات للبنود المدرجة على مشروع جدول الأعمال ومشروع الإعلان الختامى الذى سيصدر عن القادة العرب.
أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أن الكلمات لا تكفى للتعبير عن مشاعر الغضب الممزوج بالحزن لدى الجميع جراء العدوان على قطاع غزة، حيث تحكمت مشاعر الانتقام لدى الاحتلال الإسرائيلى على الحس البشرى ليرتكبوا جرائم لها اسم معلوم فى القانون الدولي، وهو التطهير العرقي.
قال أبوالغيط، فى كلمته أمام مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، إن الجريمة تبدو مكتملة الأركان، فهى ليست جريمة قتل فحسب ولكنها اغتيال للمجتمع بأسره عبر تمزيق نسيجه وتدمير مقدراته ونسيجه بالكامل بحيث لا تصير الأرض قابلة للحياة، مما يدفع أهلها نحو الفرار من ملاذ إلى آخر، بلا جدوي.
اعتبر أبوالغيط أن العدوان على غزة، ليس وصمة عار على جبين الاحتلال وإنما على جبين العالم بأسره، موضحا أن الاحتلال تجرد من مشاعر الإحساس بالعار، خاصة أن الأمور طالت لشهور حتى بدأت بعض الدول المطالبة بوقف إطلاق النار رغم ما تمارسه الدولة العبرية من انتهاك صارخ للقانون الدولى والقانون الدولى الإنساني.
أضاف أن أى تحرك دولى لوضع حد للجرائم المرتكبة بقطاع غزة هو ضرورة قصوى موضحا أن المساعى العربية منذ القمة العربية الإسلامية بالرياض فى نوفمبر الماضي، كانت صادقة لبناء قاعدة صلبة من المواقف الدولية والإقليمية المؤيدة للشعب الفلسطينى وحقوقه وكشف الاحتلال وممارساته بعد محاولات إسرائيل عبثا استغلال احداث السابع من أكتوبر لاستقطاب التعاطف الدولى لتبرير مخططاتها وإنزال عقاب جماعى للفلسطينيين.
قال إن العالم أدرك أن الوضع الإقليمى سوف يبقى هشًا ما دامت القضية الفلسطينية قائمة دون حل موضحًا أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
أضاف أبوالغيط ان الوضع فى ليبيا واليمن وسوريا – والمطروح بشأنها قرارات على القمة – يعد مجمداً الى حد كبير.. والتجميد هنا ليس حلاً مع الأسف لأنه يخلق أوضاعاً قابلة للانتكاس.. ولا يرفع المعاناة عن كاهل الشعوب، ولا يوفر الاستقرار الإقليمى المنشود.
ومن جانبه أعلن السفير حسام زكى الأمين العام المساعد للجامعة العربية ان قادة ما يزيد على ثلثى الدول العربية سوف يحضرون القمة وأن تمثيل باقى الدول سيكون بأعلى المستويات.. ووصفها بأنها «قمة ناجحة» .
وقال زكى ان الموقف العربى يتوافق كليا نحو تقديم أكبر دعم للفلسطينيين والقضية الفلسطينية وأن الدول العربية جميعها تتفق على أساسيات مهمة فى المقدمة منها وقف العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطيني.
وكشف السفير حسام زكى ان اعلانا سوف يصدر عن القمة العربية يسمى «إعلان المنامة» يحمل موقفا عربيا قويا إزاء القضايا المطروحة.
وأكد السفير حسام زكى ان قيام مصر بالتدخل لدى المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل موقف غاية فى الأهمية يؤكد موقف مصر الداعم دائما للقضية الفلسطينية وكشف ان دولا عربية تدخلت لدى المحكمة.. لكن المعوقات القانونية حكمة هى ما يمنع الجامعة العربية من التدخل ضد إسرائيل.
وقال السفير حسام زكى ان مصر هى الدولة الأقرب فى حدودها لما يجرى فى غزة من حرب إبادة.
وقال زكى «أنصح المسئولين الإسرائيليين ان يقرأوا بعناية الموقف المصري».
وأكد زكى ان المبادرة العربية للسلام لاتزال الأساس الذى يتمسك به العالم العربى لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين وهو موقف أجمع عليه العالم بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال ان إسرائيل الآن دولة «مارقة» تحرق كل القوانين والأعراف الدولية.
وقال ان الدول العربية لا ترغب فى الحديث عن «غزة ما بعد الحرب».. والآن ولكن ذلك سوف يحدث عندما تتوقف الحرب وهذا الحديث الآن يغير الوضع فى غزة.
وكشف عن موقف عربى مهم إزاء ما يحدث فى السودان داعيا الأطراف المعنية الامتثال لصوت العقل ومصلحة الشعب السودانى حتى لا تتسع رقعة الحرب.. ولابد من الحفاظ على السودان ووحدته ولا يتهدد.
وأكد حسام زكى ان الدعم العربى للقضية الفلسطينية ضخم ومستمر ومهم.. ولولا هذا الدعم لعانت القضية الفلسطينية كثيرا.
وقال ان 70٪ من جدول أعمال القمة العربية ذو صيغة سياسية.. وهناك مجموعة من القرارات تخص إستراتيجيات عربية صدرت عن المجلس الاقتصادى والاجتماعى مؤكدا ان جدول أعمال القمة .. جاهز.
ومن جانبه تضمن مشروع جدول الأعمال التى ناقشت خلال الاجتماع 8 بنود رئيسة تتناول مختلف القضايا المتعلقة بالعمل العربى المشترك فى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإعلامية والأمنية والتعاون العربى مع التجمعات الدولية والإقليمية ومنها تقرير رئاسة القمة الثانية والثلاثين عن نشاط هيئة متابعة تنفيذ القرارات والالتزامات، وتقرير الأمين العام للجامعة العربية عن مسيرة العمل العربى المشترك.
كما تضمن مشروع جدول الأعمال بنداً حول القضية الفلسطينية والصراع – العربى الإسرائيلى ومستجدات ويشمل هذا البند على عدة موضوعات منها متابعة التطورات السياسية للقضية الفلسطينية والصراع العربى الإسرائيلى وتفعيل مبادرة السلام العربية والتطورات والانتهاكات الإسرائيلية فى مدينة القدس المحتلة ودعم موازنة دولة فلسطين وصمود الشعب الفلسطيني؛ ومتابعة تطورات الاستيطان وجدار الفصل العنصرى والأسرى واللاجئين وأوضاع وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، والتنمية فى الأراضى المحتلة والجولان العربى السورى المحتل.
ناقش مشروع جدول أعمال القمة بنداً حول الشئون العربية والأمن القومى وشمل عدة موضوعات منها التضامن مع لبنان، وتطورات الوضع فى سوريا، ودعم السلام والتنمية فى السودان، وتطورات الوضع فى ليبيا واليمن ودعم الصومال والقمر المتحدة والحل السلمى للنزاع الحدودى الجيبوتى – الإريتري، واحتلال إيران للجزر العربية الثلاث التابعة للإمارات، والتدخلات الإيرانية فى الشئون الداخلية للدول العربية واتخاذ موقف عربى موحد إزاء انتهاك القوات التركية للسيادة العراقية ؛والتدخلات التركية فى الشئون الداخلية للدول العربية والسد الإثيوبي.
تضمن مشروع جدول الأعمال بنداً حول الشئون السياسية الدولية ويشتمل على عدة موضوعات منها القمة العربية – الصينية الثانية التى تستضيفها بكين؛ وإنشاء منتدى للشراكة بين جامعة الدول العربية ورابطة دول جنوب شرق اسيا «اسيان»؛ ودعم وتأييد مرشح مصر دكتور خالد العنانى لمنصب المدير العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو».
وتضمن مشروع جدول أعمال القمة ملف الشئون الاقتصادية والاجتماعية والإعلامية والقانونية ويشتمل على عدة مواضيع منها متابعة التفاعلات العربية مع قضايا تغير المناخ، والإستراتيجية العربية لحقوق الإنسان المعدلة؛ والإستراتيجية العربية المشتركة لمكافحة الإرهاب؛ وصيانة الأمن القومى العربى ومكافحة الإرهاب وتطوير المنظومة العربية لمكافحة الإرهاب؛ إلى جانب مشاريع القرارات المرفوعة من المجلس الاقتصادى والاجتماعى التحضيرى للقمة، ومشروع الإعلان الختامى للقمة.
على صعيد آخر عقدت مجموعة العمل الوزارية العربية لدعم جمهورية الصومال الفيدرالية فى مواجهة الاعتداء على سيادتها ووحدة اراضيها اجتماعًا لها لبحث الموضوعات المدرجة على جدول الاعمال. وجاء الاجتماع على هامش اجتماع وزراء الخارجية التحضيرى وذلك لمتابعة خطة العمل العربية لدعم الصومال وعرضها على قمة البحرين لاعتمادها.
يرأس الصومال اجتماع المجموعة التى تضم فى عضويتها كلا من مصر والبحرين والسعودية وموريتانيا وجيبوتى والامين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط، وتابعت مجموعة العمل السبل والإجراءات لتنفيذ قرار مجلس الجامعة رقم «8988» بتاريخ 17 يناير الماضى حول دعم الصومال فى مواجهة الاعتداء على سيادته ووحدة أراضيه وجددت مجموعة العمل الوزارية تأكيد الموقف العربى الرافض لمذكرة التفاهم للشراكة والتعاون الموقعة بين اثيوبيا وإقليم «أرض الصومال» بموجب القرار رقم «8988» الصادر عن مجلس الجامعة على المستوى الوزارى والذى أعلن التضامن الكامل مع الدولة الصومالية وتأييد موقفها باعتبار هذه المذكرة باطلة ولاغية وغير مقبولة ورفض القرار أى آثار مترتبة عليها سواء قانونية أو سياسية أو تجارية أو عسكرية مؤكدًا تأييد وتضامن الجامعة العربية الكامل مع كافة الخطوات الدبلوماسية التى يقوم بها الصومال لمواجهة هذه الخطوة الخطيرة.
تناول الاجتماع الدور العربى المنشود وفق خطة العمل لدعم الصومال على جميع الأصعدة لصيانة وحدته وسيادته وسلامة أراضيه وكذلك مساندته فى جهود مكافحة الإرهاب وجذوره وتقوية مؤسساته القومية واقتصاده بما يلبى طموحات الشعب الصومالى المشروعة.