الأفراح التى نعنيها هنا هى أفراح أصحاب الملايين وخاصة من يأتون من خارج مصر ويقيمون أفراحهم فى فنادقها وبين أهم معالمها الاثرية والتاريخية.
وقد تجدد الحديث عن هذه الأفراح بعد فرح أقامه مليونير هندى مؤخراً أمام أهرامات الجيزة وأبوالهول.. وكذلك فى واحد من قصورها وهو قصر الأمير محمد على فى منطقة المنيل على نيل القاهرة.
وقد قدر ما أنفق على هذا الفرح بنحو ثلاثة ملايين دولار.. وهو مبلغ قد يراه البعض كبيرا.. ولكن هناك من ينفق أكثر من ذلك بكثير.
وهناك فرح من دولة عربية شقيقة أقيم فى نفس المنطقة بفندق مينا هاوس.. والأهرام وأبوالهول.. سبق فرح المليونير الهندى بأيام قليلة وغنى فيه معظم فنانى مصر.. وجاء المدعوون إليه بطائرة خاصة.. إلى جانب من جاء على رحلات الطيران العادية.. وقدر الانفاق على هذا الفرح بأكثر مما انفق المليونير الهندى.
وبخلاف المكاسب المادية المباشرة لهذه الأفراح فان الدعاية لمصر الناتجه عنها لا تقدر بثمن.. وقد تناولت وقائعها وصورها صحف كثيرة.. فضلا عن نقلها عبر وسائل التواصل الاجتماعى.
ولا يقتصر الانفاق الكبير على الأفراح القادمة من خارج مصر.. بل أن هناك من أثرياء المصريين من ينفق أيضا أرقاماً خياليه بالنسبة لمستوى الدخول فى مصر.. بل إن الأفراح العادية فى الفنادق لم تعد فى متوسطها تقل عن نصف مليون جنيه.. وقد تتضاعف قيمتها حسب الأسعار المعلنة للفنادق بخلاف من يشارك فى إحيائها من الفنانين بما يرفع من تكلفة الأفراح إلى عدة ملايين يدفعها البعض سعيداً بأفراحه.
ولماذا نذهب بعيداً لقد انفق مليونير أو ملياردير مصرى من أصحاب شركات السياحة.. عشرة ملايين دولار على فرح ابنه.. ولكنه لم يقم هذا الفرح فى مصر وإنما اختار جزيرة يونانية يملك عدداً من فنادقها لإقامة هذا الفرح.. وحملت طائرات خاصة المدعوين إليه من أوروبا ومن مصر أيضا.
وقد ضاعف المشرع الضرائب على الأفراح بشكل عام سواء كانت لمصريين أو أجانب.. وعندما زادت الضرائب على الأفراح سارعت دول عربية شقيقة فألغت هذه الضرائب على الوافدين إليها لإقامة هذه الأفراح مما ساعدها فى الترويج لإقامة هذه الأفراح لديها.. ولكن يظل لأفراح مصر سحرها الخاص لديهم سواء بين اثارها أو فى فنادقها مع فنانيها الذين يحيون هذه الأفراح.
ولكننا مع هذا يمكن أن نأخذ بشىء من تخفيض الضرائب لغير المصريين كنوع من الحوافز لإقامة الأفراح فى مصر.. هذا مع اشتراط أن يتم السداد لكل مفردات هذه الأفراح بالعملة الصعبة.
كما أن الضرائب على أفراح المصريين يمكن أن تفرق بين من يقيم فرحه دون فنانين.. وتلك التى يحييها فنانون.. بحيث تزيد الضرائب فى الحالة الثانية.. لأن الضرائب لا تشمل الفنانين لأن أجورهم تدفع خارج فاتورة الفندق.. كما أنه يمكن التدرج أيضا فى شرائح الضرائب حسب تكلفته.. مما يعنى التخفيف على الطبقات الوسطى.. وتحميل الطبقات الأعلى بفارق الضرائب.
ويمكن أن تكون إقامة حفلات الزفاف أحد مفردات حملة الترويج لمصر.. فالفرح الهندى الأخير سبقه آخر منذ شهور.. مما يجعل الهند على سبيل المثال إحدى وجهات الترويج لهذه الأفراح.. كما أن الأمر ممكن أيضا فى بعض بلدان أوروبا لإقامة أفراحهم فى أهم المعالم الاثرية المصرية.. والأمر كذلك فى الترويج للأفراح فى البلدان العربية.
ولا تعتبر سياحة الأفراح وحدها السياحة كثيفة الانفاق.. بل إن سياحة الحوافز والمؤتمرات بشكل عام تأتى فى المقام الأول.. وليس بعيداً عن الذاكرة مؤتمر المناخ (COP27) الذى أقيم فى شرم الشيخ.. كما عقد أوائل التسعينيات فى مصر مؤتمر السكان.. كما تشهد مصر الكثير من المؤتمرات على مستويات أقل.. هذا إلى جانب رحلات سياحة الحوافز كتلك التى تقيمها الشركات العالمية لوكلائها فى أنحاء العالم.. أو التى تقيمها كنوع من الحوافز لهم.. وهذه المؤتمرات عادة يتم الاتفاق على تنظيمها لسنوات سابقة قد تصل إلى خمس سنوات.. وربما أكثر.. وهناك فى مصر شركات قليلة متخصصة فى سياحة الحوافز.. ولابد أن يساعد الاستقرار الذى تعيشه مصر.. والأمن والأمان اللذان تتمتع بهما مصر بحمد الله..على تنظيم مثل هذه المؤتمرات التى يتم الارتباط بها قبل سنوات عديدة من عقدها.
وكل من سياحة المؤتمرات وسياحة الحوافز من أنواع السياحة عظيمة الانفاق التى ينبغى أن نحرص على جذبها فى مصر.. ولا نكتفى بجهود الشركات المصرية وحدها فى هذا الشأن.. بل إن الدولة نفسها يمكن أن تساعد فى عقدها فى مصر.. كما حدث فى مؤتمر المناخ.. ثم تقوم الشركات بباقى العمل.
والحفلان الهنديان اللذان أقيما فى مصر كانا بمجهود شخصين من شخصين لهما وزنهما فى مجال السياحة.. الأول قام به عمرو القاضى رئيس هيئة تنشيط السياحة.. والثانى من العالم الكبير الدكتور زاهى حواس.. أما الثالث فقد كان من أم من دولة خليجية تحب مصر وابنها وهو أيضا من محبى مصر.. وهذا جانب ممن يمكن أن نتوجه إليهم ممن عاشوا أو درسوا فى مصر.. ولكننا نأمل أن تتواصل جهود التنشيط السياحى فى هذا الإطار بشكل عام مع جهود القطاع الخاص فى الترويج لهذا اللون من السياحة كأحد مفردات المنتج السياحى المصرى التى يتم الترويج لها.