بين الحين والآخر يخرج علينا من يحاول المزايدة على مصر ودورها التاريخى فى دعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطينى الشقيق، رغم كل ما قدمته مصر دولة وقيادة وشعبا لنصرة القضية منذ نكبة 48 وحتى الآن.
أقول ذلك بمناسبة التقرير المهم الذى نشرته «الجمهورية» مؤخرا بقلم الزميل العزيز والكاتب الصحفى المتميز شريف عبدالحميد حول الرسائل الكثيرة التى وجهتها مصر والمواقف الحاسمة التى اتخذتها منذ اللحظة الأولى لاندلاع الحرب بين الكيان الإسرائيلى وفصائل المقاومة الفلسطينية بقيادة حركة حماس فى أعقاب انطلاق عملية «طوفان الأقصي» فى السابع من أكتوبر الماضى وما تلاها من مجازر ارتكبها الاحتلال الصهيونى ضد الشعب الفلسطينى الأعزل راح ضحيتها أكثر من 35 ألف شهيد وقرابة 80 ألف جريح حتى كتابة هذه السطور.
كانت مصر كعادتها دائما فى مقدمة الدول المساندة والداعمة للشعب الفلسطينى وبعثت العديد من الرسائل القوية سواء على لسان الرئيس عبدالفتاح السيسى أو رئيس الحكومة د.مصطفى مدبولى أو من خلال سامح شكرى وزير الخارجية، وذلك من أجل وقف العدوان الإسرائيلى الغاشم على أبناء غزة وفى الضفة الغربية، حيث حذرت مصر مؤخرا من العواقب الوخيمة لأى عمليات عسكرية إسرائيلية فى رفح الفلسطينية، بعد أن أعلنت منذ اللحظة الأولى لاندلاع الصراع الرفض القاطع لأى محاولات للتهجير القسرى لأبناء غزة أو الضفة بهدف تصفية القضية الفلسطينية.
وطالبت مصر بضرورة التوصل إلى حل لوقف فورى ومستدام لإطلاق النار لمنع سقوط المزيد من الضحايا، وكذلك العمل على منع توسيع دائرة الصراع حتى لا يؤدى إلى اشتعال المنطقة بالكامل، مع ضرورة الانفاذ الكامل والدائم للمساعدات إلى قطاع غزة دون عوائق، فى الوقت الذى يجب مواصلة الجهود للوصول إلى هدنة لتبادل الأسرى بين الجانبين، محذرة من مخاطر التصعيد العسكرى وعدم الالتزام بالمسار التفاوضى.
مصر أكدت مجدداً أن الاعتراف بدولة فلسطين المستقلة وحل الدولتين هو السبيل الوحيد للوصول إلى تحقيق السلام الشامل والأمن والاستقرار بالمنطقة، مطالبة المجتمع الدولى بالاطلاع بمسئولياته تجاه هذه القضية، لاسيما الدول المسماة بالكبرى أو العظمى، محذرة من تداعيات الاجتياح الإسرائيلى البرى لرفح الفلسطينية، مؤكدة فى نفس الوقت أنها جاهزة ومستعدة لكافة السيناريوهات.
أخيرا وليس آخرا أتمنى أن يستمع المجتمع الدولى لنداء مصر ويعى جيداً الرسائل العشر المهمة التى أطلقتها من أجل وقف الصراع وعدم اتساع دائرته، الأمر الذى يهدد باشتعال المنطقة بالكامل، فى ذات الوقت أطالب هؤلاء المزايدين فى الداخل قبل الخارج على مصر ودورها التاريخى لدعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطينى الشقيق كما ذكرت التوقف عن أساليبهم الرخيصة وأن يقرأوا التاريخ جيداً، فسوف يجدون مصر حاضرة فى كل صفحاته، وفى القلب منها ما يتعلق بدعم القضية الفلسطينية ومساندة الشعب الفلسطينى الشقيق قولاً وفعلاً، ولم لا ومصر خاضت العديد والعديد من الحروب والمعارك ضد الكيان الإسرائيلى منذ نكبة 1948 كما ذكرت فى البداية، مرورا بالعدوان الثلاثى عام 1956 ونكسة 67، وصولاً إلى حرب أكتوبر المجيدة التى قضت على غطرسة الكيان الصهيونى وكشفت أكذوبة الجيش الذى لا يقهر محققة أهم وأكبر نصر عربى وإن لم يكن الانتصار الوحيد على هذا الكيان المحتل، ثم خاضت مصر معركة دبلوماسية وقانونية لا تقل شراسة عن المعركة العسكرية حتى تم تحرير كامل أرض سيناء الغالية، فى الوقت الذى طالبت فيه أن تتضمن اتفاقية السلام تحرير كامل الأرض العربية فى فلسطين وسوريا، ولكن للأسف خرجت بعض الأصوات العربية التى اجهضت ذلك، وها هى مصر الآن تقود المساعى العربية والدولية من أجل وقف نزيف الدم الفلسطينى والوصول إلى حل الدولتين لتحقيق السلام الشامل والدائم بين الطرفين.