فى ظل الازمات العالمية المتلاحقة من حروب وأزمات اقتصادية أثرت سلباً بشكل مباشر على سلاسل الغذاء، وارتفاع أسعارها.. اتجهت الرؤية المصرية مباشرة صوب العمل على استصلاح أكبر مساحة من الأراضى الزراعية، وهو ما بدأته الدولة بالفعل منذ عدة سنوات بمشروعات تنموية ضخمة فى القطاع الزراعى، بهدف الحفاظ على الامن الغذائى.
يعد مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعى أحد أهم سلاسل المشروعات القومية التى تقوم بها الدولة فى هذا المجال لتحقق العديد من الفوائد منها توفير منتجات ومحاصيل زراعية بأفضل جودة وأسعار مناسبة، وسد الفجوة فى السوق المحلية ما يؤدى لتحقيق الاكتفاء من الحبوب وتوفير العملة الأجنبية، بالإضافة إلى توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة للشباب.
يكتسب هكذا مشروع أهمية كبيرة مع الزيادة المستمرة فى عدد السكان، حيث من المتوقع ان يصل التعداد السكانى فى 2050 إلى 180 مليون نسمة. أيضا تضمن الأمن الغذائى لمصر وتحميه من التقلبات الدولية، فضلاً عن زيادة معدلات نمو الدخل القومى، من خلال تعظيم فرص الإنتاج.
كان للقيادة السياسية بعد نظر، إذ عملت منذ 7 سنوات على زيادة الرقعة الزراعية، حيث تضاعفت المساحات المستصلحة فى الأعوام الماضية بشكل كبير، ففى عام 2018 تم استصلاح 30 ألف فدان، وفى 2022 تم استصلاح 350 ألف فدان، وفى العام التالى وصل عدد الأفدنة المستصلحة إلى 600 ألف، لتصل فى 2024 إلى 800 ألف فدان، ومتوقع أن تصل فى 2025 إلى 1.6 مليون فدان. ولما كان لهذا الامر أهمية بالغة، تسعى مصر إلى إضافة نحو4 ملايين فدان جديدة إلى الرقعة الزراعية، وهو ما يمثل نحو45٪ من الرقعة الزراعية فى مصر حالياً، ومن المخطط الوصول إلى هذا الرقم فى عام 2027، فى إطار «مشروع مستقبل مصر للتنمية المستدامة».
هذا المشروع يحظى برعاية ودعم الرئيس لما له من أهمية قصوى، حيث شدد مؤخراً على ضرورة توفير الاحتياجات اللازمة من المرافق والخدمات، لا سيما فى قطاعات الكهرباء والمياه والرى، وأيضاً لمشروعات التنمية الزراعية بالفيوم، والمنيا وبنى سويف، ومشروع سنابل سونو بأسوان، ومشروع منطقه الداخلة بجنوب مصر، فى إطار حرص الدولة على توفير منتجات زراعية بجودة مرتفعة للأسواق المحلية، بأسعار مناسبة للمواطنين، بالإضافة إلى زيادة معدلات التصدير للخارج.
من الواضح ان الرئيس السيسى، يضع خريطة واضحة للتحول من الاستيراد للمنتجات والسلع إلى الاعتماد الذاتى على مقومات الدولة وأهم هذه المشروعات «مستقبل مصر» للإنتاج الزراعى والحيوانى، فالحقيقة المؤكدة أن تعتمد الدولة على إنتاج السلع الإستراتيجية والأساسية مثل القمح والذرة والبنجر وقصب السكر والأرز، لتوفير احتياجاتها محلياً، وهذه الإستراتيجية السبيل الوحيد لحماية أمن مصر الغذائى ومواجهة التقلبات العالمية سواء فى سوق الغذاء أو ارتفاع أسعار الدولار وارتفاع معدلات التضخم.
هذا الحلم ما كان يتحقق لولا وجود الإرادة والإصرار، فى ظل العديد من المعوقات والتحديات، فقد تمكن أبناء مصر من تحويل الصحراء إلى جنة خضراء، رغم قسوة الحياة هناك والشمس الحارقة. فهذا المشروع وحده قادر على توفير وحماية الأمن الغذائى لمصر وتحقيق الاكتفاء الذاتى. شكراً لكل من خطط وعمل وصبر حتى تحول الحلم إلى حقيقة.