الاحتفال بالذكرى المئوية لرحيل فنان الشعب سيد درويش «٣٢٩١–٣٢٠٢» امتدت إلى هذا العام أيضاً، ويستطيع عشاق التراث إعادة الاستماع إلى ٠١ أغنيات من أجمل ما أبدع سيد درويش بصوت المطرب محمد محسن، وهو واحد من أجمل الاصوات وأكثرها علما وخبرة بتراث الغناء المصري، وقد استمعنا إليه قبل سنوات وهو يغنى النشيد الوطنى المصرى القديم «تسلمى يامصر إننى الفدا»
وقع اختيار محمد محسن على أهم الاغانى العاطفية للشيخ سيد مثل: «زورونى كل سنة مرة» و «أنا هويته» و الله تستاهل ياقلبي، وكذلك اختار «محسن» مجموعة من الاغانى الوطنية مثل: «قوم يامصري» و ساعة ياسلامة و أهو ده اللى صار بالاضافة إلى ألحان خالدة من أوبريتات الشيخ سيد مثل: «لحن العمال المعروف باسم الحلوة دى قامت تعجن ولحن التحفجية ولحن الشيالين المعروف باسم شد الحزام على وسطك غيره ما يفيدك.
استعان محمد محسن بفرقة موسيقية محدودة مكونة من ٧ عازفين وقدم ابداعات سيد درويش على مسرح الشيخ ابراهيم آل خليفة للثقافة والبحوث فى البحرين، وهذا الاسبوع وضع كل ما غنى لسيد درويش على موقع يوتيوب لكى يصبح متاحاً لكل عشاق الاستماع للطرب الأصيل.
والحقيقة أن سيد درويش طوال المائة عام التى مرت على رحيله كان مصدر إلهام لكل من جاء بعده من الملحنين مثل محمد عبدالوهاب الذى عاصره واستمع إليه مباشرة على المسرح وعندما نستمع إلى أداء محمد محسن لابداعات سيد درويش سيجد المستمع نفسه يتذكر فيروز وهى تغنى «زورونى كل سنة مرة» و أهو ده اللى صار والحلوة دى قامت تعجن وكذلك يتذكر الموسيقى التصويرية للعديد من الافلام خاصة التى أبدعها الراحل على اسماعيل فى الافلام المأخوذة عن ثلاثية نجيب محفوظ واخراج حسن الامام.
كذلك حرص محمد محسن على التوثيق العلمى لكل أغنية ومعظمها من كلمات بديع خيرى وهو بذلك يمثل توأم روح سيد درويش لانه يكتب الكلمات ويقوم درويش بوضع الالحان فى توافق وتكامل يكاد يكون نادراً فى تاريخ الموسيقى العربية.
تحية خاصة للمطرب الجميل محمد محسن الذى أثبت بتجربة إعادة أداء تراث سيد درويش ان ذلك الموسيقار الكبير ظل فى ذاكرة الجميع طوال مائة عام وسوف يستمر لمئات السنوات القادمة، لأنه وضع موسيقى وألحان من قلب موهبة جبارة استحقت لقب فنان الشعب.