شاءت الأقدار.. أن يأتى موعد انعقاد القمة العربية العادية فى أصعب وأقسى ظروف تمر بها الأمة ووسط حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل ضد الفلسطينيين الذين طالما أكد العرب على أن قضيتهم هى لب القضايا فى الشرق الأوسط..
وطبعا.. كان من الممكن تأجيل هذا الاجتماع العادى للقمة التى تحمل رقم 33 لكن خشى الرؤساء أن يطرحوا مثل هذا الاقتراح الذى كان سيقابل ولا شك بموجة غضب عنيفة وعارمة من جانب الشعوب التى يذرف أبناؤها دماءهم قبل دموعهم حزنا وألما على إخوة أعزاء لهم وآباء وأمهات وأطفال.. بل وأجنة فى بطون أمهاتهم.
>>>
من هنا يمكن القول إن القمة العربية التى تعقد اجتماعها فى العاصمة البحرينية غدا تعتبر من أهم القمم على الإطلاق مقارنة بسابقاتها وربما بعدها مستقبلاً.
على هذا الأساس وفى ظل ذلك المناخ الملتهب فإن سياسات الإدانة والشجب والتهديد والوعيد الإنشائية مرفوضة مسبقا شكلاً وموضوعاً.. مما يحتم على القادة العرب اتخاذ قرارات حاسمة ورادعة ضد الإسرائيليين أهمها توقيع أقصى العقوبات الاقتصادية ضدهم وضد جميع مؤيديها على مستوى العالم بحيث يبقى «سفاح القرن» نتنياهو وحده يعض بنان الندم.. لاسيما فى ظل التوقعات باتساع أصوات ومظاهرات المعارضين من الإسرائيليين أنفسهم الذين أخذوا يتمسكون الآن بحلين لا ثالث لهما إما استقالة أو إقالة نتنياهو.. أو الاقتحام الشعبى ضده فى مكتبه أو منزله وإنزاله بالقوة لإجراء محاكمته شعبيا وهى المحاكمة التى لابد وأن تنتهى بتضييق الخناق حول رقبته حتى يسقط غير مأسوف عليه فى أبيار النيران ومستنقعات الخيبة والحسرة.
أيضا يجب اتخاذ موقف مشدد ضد أمريكا التى تغير من توجهاتها بين كل يوم وآخر.. ثم تنتهى باستمرار تحيزها السافر لمن يشنون حرب إبادة ضد شعب بأكمله لاسيما بعد أن أصدرت واشنطن بيانا بعثت به إلى المحكمة الجنائية الدولية تقول فيه إن هذه الحرب الباغية والتى تنطوى على شتى ألوان الظلم والعسف والتعنت لا ترقى إلى حرب إبادة جماعية.. بعد هذا ألا ينبغى الخروج من عباءات السلبية والتردد.
>>>
على الجانب المقابل هناك موضوعات ساخنة أخرى أمام القمة العربية من بينها الصراعات فى كل من السودان وليبيا والحرب الأهلية فى الصومال وسوريا واليمن.. والبقية تأتى.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
إن الحمية العربية كما نعرفها وكما تداولتها قصص وأساطير الأولين وأيضا الآخرين سواء بسواء.. ترفض بإباء وشمم كل من يتجرأ على المساس بهيبتها .. ومجدها التليد.. و.. وبالتالى إذا كانت إسرائيل تتعمد فى بجاحة وتحدٍ قتل وتشويه ونسف منازل فوق رءوس سكانها قبل انعقاد القمة وطبعا أثناء انعقادها فماذا سيكون رد الفعل العربى بالنسبة لمن أوكل إليهم القصاص من المعتدين الآثمين.
>>>
و.. و.. شكراً