ماذا يفعل العالم تجاه حرب غزة التى لا يريد النتنياهو وأمريكا إيقافها؟ الإجابة صعبة، وغير متاحة، والحل الوحيد هو العمل لأجل استمرار الحياة، وهو ما رفعه مؤسسو مهرجان الجونة السينمائى الدولى، وعبر عنه المهندس نجيب ساويرس فى كلمته بالمؤتمر الصحفى قائلاً «ربنا وفقنا فى الشعار اللى اخترناه وهو سينما من أجل الإنسانية» ثم أردف قائلاً «والإنسانية النهاردة متبهدلة»، وتوالت الكلمات تعبيراً عن الاجتهاد لأجل الحياة ودعمها لنجد أنفسنا أمام تخطيط ذكى لدورة جديدة، هى الثامنة لهذا المهرجان الذى أضاف الكثير للسينما فى مصر ولمحبيها، ومنذ عامين أضاف أيضاً مسابقة هامة «سينى جونة» لدعم مشروعات شباب السينمائيين، وفى الدورة الجديدة التى ستبدأ يوم 16 أكتوبر أضاف مشاركة جديدة أخرى للشباب معه.
شاهين ومغارة محطة مصر
فى مئوية ميلاد يوسف شاهين يحتفى المهرجان به بمعرض مستوحى من فيلم «باب الحديد» يدخل الزائر من خلاله إلى محطة مصر، حيث صور فيها يوسف شاهين فيلمه الشهير، المعرض تقيمه الفنانة شيرين فرغلى لزائرى المهرجان ضمن التكريم الذى يتضمن أيضاً بعضاً من أفلامه المهمة والتى لقت صدى كبيراً وحققت نجاحات لافتة بداية من فيلم «ابن النيل» الذى أوصله لمهرجان كان السينمائى لأول مرة إلى أن حصل على الجائزة الذهبية لأهم مهرجانات السينما فى العالم عن مجمل أعماله وبينها «المصير» و»المهاجر» و»إسكندرية ليه» الذى قدم فيه قصة عائلته فيما يعرف الآن بالسينما الذاتية التى استكملها بثلاثة أفلام أخرى بعدها قبل أن يرحل عام 2008 بعد فيلمه الأخير «هى فوضي»، أما تكريم نجوم اليوم فقد اختار المهرجان الممثلة الشابة «منة شلبي» لجائزة الإنجاز الإبداعى عن مجمل أعمالها، والممثلة الأسترالية الشهيرة «كيت بلانشيت» والحاصلة على جوائز الأوسكار والبافتا وتكريمات عالية أخرى ومن المدهش أنها مثلت فى الفيلم المصرى «كابوريا» أمام أحمد ذكي، وفى الحياة هى مدافعة شرسة عن حقوق المهجرين واللاجئين وتعمل سفيرة للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين.
عيد ميلاد سعيد
ستة أفلام مصرية طويلة يقدمها المهرجان لأول مرة هذا العام فى نوبة كرم إنتاجى استثنائى للسينما المصرية التى تعانى من قلة الإنتاج فى السنوات الأخيرة، لكنه اجتهاد أهل المهرجان فى البحث عن أفلام جديدة ومختلفة من بينها فيلم الافتتاح للمخرجة سارة جوهر، «عيد ميلاد سعيد» والذى اختير ليمثل مصر هذا العام فى مسابقة الأوسكار لأفضل فيلم غير أمريكي، أما أفلام المسابقات الثلاثة «الفيلم الروائى الطويل، الفيلم الوثائقي، الفيلم القصير» فقد فرضت نفسها كما قالت المخرجة ماريان خوري، المديرة الفنية للمهرجان، والتى اختيرت من بين مئات الأفلام التى تقدمت للعرض فى المهرجان، وهناك أفلام أخرى حاصلة على جوائز دولية كبرى تعرض ضمن برنامج رسمى خارج المسابقات، ويستضيف المهرجان كالعادة محاورين حول السينما بكل ماتمثله فى ورش ولقاءات عمل، ويزداد الإقبال بالطبع على كل مساحات الحوار بالفن فى المهرجان وهى واسعة، ويكفى أن نعرف أن برنامج «سينى جونة» تلقى 290 طلباً من أصحاب أفلام لدعمها، وتم اختيار عشرين منها للمشاركة فى البرنامج، وكذلك الأمر مع سوق الأفلام الذى يشهد مشاركة أوسع هذا العام من شركات وهيئات دولية تعرض إنتاجها للعالم من خلال المهرجان بكل ما يقدمه من أنشطة، وغير الأنشطة السينمائية، فالمهرجان يحتفل بمناسبتين هامتين أيضاً هذا العام.. الأولى هى مرور 35 عاماً على تأسيس المدينة نفسها كما قال المهندس سميح ساويرس مؤسس المدينة، فالاحتفال أصبح احتفالين، «أرى ان الجونة كمدينة، وأن المهرجان أصبحا يضيفان إلى بعضهما البعض» وكذلك قال محمد عامر، المدير التنفيذى للمدينة إن «مدينتنا موطن لأكثر من 25 ألف مقيم من أكثر من 50 جنسية وتستقبل أكثر من مليون زائر سنوياً، فى مجتمع بنى على الانفتاح والإبداع»، أما المناسبة الثانية الجديرة بالاحتفال فهى التعاون من خلال آفاق رسمى بين المفوضية السامية لشئون اللاجئين وبين مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية، للتأكيد على أن السينما يمكن أن تكون جسراً للتعاطف والتغيير أيضاً، وهو ما عبرت عنه الدكتورة رانيا المشاط، وزيرة التخطيط والتعاون الدولى فى المؤتمر وأعلنت أن «الشراكة الإستراتيجية بين الأمم المتحدة فى مصر ومهرجان الجونة والحكومة المصرية تشكل منصة ديناميكية لتوحيد السرديات العالمية وتعزيز فنون الحكى ودعم الحلول الثقافية كوسيلة للتنمية المستدامة وتعميق التفاهم الثقافى المتبادل وتعزيز قيمنا المشتركة»، وكل هذه الفعاليات والإبداعات تقام فى أيام قليلة من 16 إلى 24 أكتوبر، فقط، لكنها، أو بعضها، يصل إلينا فى القاهرة من خلال عروض لجزء من الأفلام المهمة بالمهرجان فى سينما زاوية بشارع عماد الدين.