..كم هو جميل ورائع.. أن يرى سكان كوكب الارض زعماء العالمين العربى والاسلامى وقد انتفضوا.. وتوحدت كلمتهم وارادتهم فى مقررات وتوصيات وقرارات لا تخلو من سحر الكلمة.. وبلاغة الجملة.. وحلو الخطاب.. وايقاع يجسد الغضب الكامن فى النفوس.. فإن ما شهدته العاصمة القطرية لا يمثل فقط انتهاكا للسيادة القطرية.. وإنما طعنة خنجر مسموم فى الجسد العربى الإسلامى كله بغير استثناء.. طعنة من رئيس مارق لدولة مارقة أمن العقاب فساء الأدب وطعن الاخلاق والقيم وفرق كل دساتير الكون واحرق مبادىء القانون الدولى وعصبة الامم والامم المتحدة ونواميس الطبيعة.. وواصل اغتراف الدم العربى بقلب بارد ويد لا ترتجف.. فإن المحيط العربى إذا لم توقظه هذه الفعلة الشنعاء.. فعلى الأرض السلام.. المواطن العربى وهو يرصد بكل مشاعره وجوارحه ما جرى على ارض الخليج العربى امتدادا لما جرى منذ 23 شهرا ولا يزال يجرى فوق الارض العربية فى غزة.. فإن لسان حال هذا المواطن يقول كم انا سعيد بمخرجات لقائكم القمى ولقاءاتكم الثنائية والثلاثية والرباعية والخامسية.. وكم انا سعيد بما سمعت من قرارات وتوصيات ومخرجات وقد حفظت بعضها من لقاءاتكم السابقة.. فإنني- والحديث للمواطن العربى من المحيط إلى الخليج- لقد سئمت الكلمات والجمل.. والصيغ البراقة.. والوعود الحاسمة.. وكل ما اطلبه- والحديث لايزال للمواطن العربي- أن تتم ترجمة هذه القرارات وهذه التوصيات والتعهدات إلى واقع فعلى على أرض الواقع.. عندئذ «وعندها فقط» يمكن لاسرائيل ان ترتدع.. وللحرب ان تتوقف ويصمت نتنياهو.
المواطن العربى.. وقد استقر الخنجر المسموم فى كبده يرى جزءا من ارضه قد استباح العدو حرمتها.. وانتهك سيادتها.. فى وقت تقوم فيه دولة قطر بدور الوساطة وليس التحريض.. يطعنونها فى ضيوفها الذين لم تأويهم وتستضيفهم إلا باتفاق مع امريكا واسرائيل ذاتها.. وكم عقدت من اجتماعات علنية اسفرت عن تبادل للاسرى والمعتقلين.
المواطن العربى.. لا يريد ان ينهزم امام ذاته وان يستقر فى وجدانه الاحساس بالعجز واليأس فينتقل تأثير الخنجر المسموم من الكبد إلى سائر الجسد فيسقط إلى غير رجعة.
المواطن العربى لا يريد قصصاً وروايات وحكايات واساطير.. لا يريد بيانات وادانات وانما يريد ان يرى القوة العربية تحلق فى سماء العرب والمسلمين تحمى مقدساتهم وتراب اوطانهم تحمى نساءهم وشيوخهم واطفالهم والمستقبل.
المواطن العربى يستحلف بالله كل القادة.. اجلعوها نصب اعينكم.. ان تعتمدوا على الله وحده دون غيره.. يستحلفكم المواطن العربى ان تعتمدوا على تكتلكم العربى ووحدتكم الاسلامية.. جسد واحد «حقيقة لا كلام» إذا شكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى.. ضعوا ايديكم معاً.. ومصر فى القلب منكم.. مصر التى تعهدها الله بالحماية.. وفيها اقوى جيوش المنطقة على الاطلاق.. مصر القوية العظيمة التى قرأت المشهد مبكراً.. وعرفت ان «القوى» لا احد يستطيع ان يقترب من «لقمته».. مصر التى اثبتت دوما انها «ام العرب».. مصر التى قال عنها الشيخ الشعراوى.. «صدرت القرآن حتى للارض التى نزل فيها القرآن».. مصر التى كثيرا ما عانت.. لكنها دائماً الأم والسند.
المواطن العربى يستحلف زعماء العرب والمسلمين ان تنحوا جانبا كل خلافاتكم فإنها فى جوهرها شكلية.. فإن الخطر حقيقى وليس وهماً.. والعدو لا يستأسد فقط.. وانما هو يصر على استمرار نهجه التسلطى الفاسد والهيمنة إن لم يوقفه «المارد العربى» الذى يحمى مقدرات هذه الامة وثرواتها.. يحميها بيديه وليس بيد أحد آخر فما حك جلدك مثل ظفرك.. وقد رأينا تضليلاً سياسياً واعلامياً حاول اظهار الرئيس الامريكى كأنه لا يعلم.. وعندما يتحدث لا يعتذر لحليفته قطر وانما يتحدث عن العمل فقط لاستعادة الرهائن.
لم يعتذر نتنياهو.. ولم تفرض امريكا عليه الاعتذار كيف هذا.. وقد اكد اثنان من اعضاء الشيوخ الامريكى عقب عودتهما من غزة ان امريكا متواطئة مع اسرائيل.. بل الحقيقة المرة.. ان نتنياهو وقد خسر رهان العملية الاجرامية على أرض قطر فإنه يتعهد بأنه سيكررها اذا استمرت قطر فى استضافة حماس.. اصرار من نتنياهو على استمرار الهيمنة الاسرائيلية على الاقليم كله وكأن محيطه العربى والاسلامى قد تحول إلى جثة واشلاء.
المواطن العربى يريد حراكاً عربياً اسلامياً حقيقياً جاداً وهادراً يسمع زئيره العالم كله.. يجعل القوى العظمى والدول الكبيرة تعيد حساباتها فإن كل مصالحها «عند وحدة العرب والمسلمين» ستكون على المحك.. تعيد النظر فى عقودها وعهودها وتعهداتها.
المواطن العربى يرد..
> وحدة إقليمية عربية قوية متماسكة ومتينة.. فإن البديل ان تسقط العواصم العربية الواحدة تلو الاخرى.
> استمرار الضغط والحشد الدولى لحل الدولتين واستنهاض الضمير العالمى وحشد القوى فى المجتمع الامريكى للضغط على اسرائيل ووقف الحرب والعدوان.
> الاسراع بتلبية متطلبات الدفاع عن الخليج وتشكيل القوة العربية المشتركة لحماية الامن القومى العربى على اطلاقه من المحيط إلى الخليج.
> تصويب مفهوم الشراكة الاستراتيجية بما يشمل تحقيق الامن الكامل للشعوب دون ممالاة او نفاق.
> استثمار فائض الاموال العربية فيما يبنى حقيقة قوة العرب العسكرية والاقتصادية والمستقبلية وتنويع سبل استثمار هذه الاموال وعدم قصرها على دول بذاتها او تجمع بذاته.. واعطاء الاولوية للاستثمار العربى الآمن.
> مقاطعة الشركات العالمية التى تربطها بالكيان الاسرائيلى مصالح كبيرة.
> هذا بعض مما يريده المواطن العربى فهل من مجيب؟!