فى الوقت الذى ينتشر فيه الفقر والجوع فى دول العالم بسبب الأزمات الاقتصادية والتغيرات المناخية المدمرة أنفقت الدول العظمى 2443 مليار دولار على التسليح عالميا لإشعال الحروب ونشر الموت والدمار.
الولايات المتحدة تحتل المركز الأول بلا منافس كأكبر مصنع ومصدر للسلاح فى العالم حيث تصدر أسلحتها لأكثر من 107 دول تليها روسيا وفرنسا والصين وألمانيا ويبدو أن السوق مزدحمةبالمتنافسين خاصة وأن واشنطن نجحت فى دعم وإشعال أهم الحروب وحرصت على استخدام هذه الأسلحة من خلال دعمها لإسرائيل وأوكرانيا عسكريا للترويج لمنتجها الأهم والأول وهو السلاح.
واشنطن ترى أن نشر أسلحتها فى الشرق الأوسط يبعث برسالة ردع واضحة إلى خصوم الولايات المتحدة وأدت حزمة المساعدات العسكرية التى تبلغ قيمتها 95 مليار دولار والتى وقعها بايدن الشهر الماضى لكل من إسرائيل وأوكرانيا وتايوان إلى تضخيم الأهداف الحربية فى مواجهة خصوم واشنطن.
يبدو أن المصالح المالية لحفنة من مقاولى الأسلحة الدافع الأساسى لقرارات سياسية لتصدير الأسلحة الأمريكية لإشعال الحروب فى المنطقة التى كشفت سوءاتها وعوراتها وكذبها وادعائها الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وهو ما شهدناه جميعا أثناء القبض على متظاهرى طلاب الجامعات الأمريكية الداعمين لأهل غزة والقضية الفلسطينية.
> مع تصاعد حدة الحروب والصراعات بين القوى العظمى التى تؤججها التوترات العالمية خاصة الحرب الروسية الأوكرانية والتى تدور رحاها منذ أكثر من عامين دون حل تزايدت التهديدات باستخدام النووى فبعد أن كانت هناك قوتان عظميان ظهرت دول أخرى ترغب فى امتلاك السلاح المدمر.
الاضطراب الأمنى العالمى وحالة عدم الاستقرار المستمرة دفعت الكثير من الدول للجوء إلى القوة النووية كملاذ آمن وأخير لتأمين أراضيها وهذا ما روجت له فرنسا مؤخرا لتعلن نهاية عصر من المعاهدات الدولية لحماية العالم من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل حتى أصبح السلاح لغة العصر الحديث مع اشتعال الحروب شرقا وغربا.
> اقتحم الذكاء الاصطناعى السوق العالمية ليقدم جيلا أكثر فتكا وتدميرا من الأسلحة الحديثة بل أحد اللاعبين الرئيسيين فى حروب العصر الحديث فلم يعد مفهوم الحروب الذكية خيالا علميا كما كان قبل عقدين من الزمان فميدان المعركة اليوم هو شبكة معقدة من المعلومات والخوارزميات ضمن أنظمة ذاتية التشغيل فى إطار استراتيجيات الحرب المعروضة وهذه الأنظمة والشبكات الالكترونية التى يسيطر عليها الذكاء الاصطناعى تعتبر من الحروب الحديثة حيث توفر معلومات دقيقة وواقعية وحيوية عن ميدان المعركة.
ويمكن النظر للحرب الروسية الأوكرانية باعتبارها نموذجاً لاستخدام الأسلحة الذكية فقد أظهرت لقطات فيديو طائرات بدون طيار «مسيرات» تتوغل فى عمق الأراضى الروسية وتدمر البنية التحتية للنفط والغاز بعد تقديم صورة كلية لميدان المعركة وتحديد الأهداف بأبعادها بدقة متناهية وهو ما أدركته الولايات المتحدة مبكرا فقد خصصت وزارة الدفاع «البنتاجون» مليار دولار لبرنامج يهدف إلى بناء أسطول من المركبات الصغيرة الذكية المسلحة كما تم تصنيع غواصات ودبابات وسفن تجريبية تستخدم الذكاء الاصطناعى لقيادة نفسها واطلاق النار على الهدف مباشرة.
خلاصة القول:
> مع انهيار المعاهدات الدولية الواحدة تلو الأخرى وتصاعد المخاوف وتزايد التوترات الجيو سياسية بدأت القوى العالمية سباق تسليح جديد أكثر خطورة يمهد لدخول العالم فى نفق مظلم وعصر ملبد بالغيوم يهدد بتدمير الحضارة البشرية بضغطة زر وبدون اتفاقية جديدة تضمن حظر أسلحة الدمار الشامل النووية وغيرها من أسلحة الذكاء الاصطناعى وسيصبح من الصعب حماية العالم من أى تهور مستقبلي.
كلام أعجبني:
> بكاء القلب أشد ألما على الإنسان من بكاء العين فكثيراً ما تبكى القلوب والعيون صامتة.
> اثنان يراقبان أحوالك شديد الحقد وشديد الحب.