فى منطقة نائية عن جغرافية الإحباط، وانتظار حلول لن تخرج أبدا من رحم الرؤى العقيمة، شاهدنا ما يمكن أن نطلق عليه معجزة تنموية غير مسبوقة، أعادت الزراعة المصرية إلى مربع التنافسية والإنتاجية العالمية، إنه مشروع «مستقبل مصر للتنمية المستدامة» والذى يتخذ من الدلتا الجديدة قاعدة انطلاق لعموم الجمهورية فى أسوان والوادى الجديد والمنيا وبنى سويف والبحيرة والمنوفية والجيزة وسيناء والإسماعيلية وأسيوط، المشروع يستهدف الوصول بالمساحات المنزرعة أربعة ونصف مليون فدان خلال عام 2027 أى ما يقرب من نصف مساحة مصر الزراعية، وما تم زراعته من عام 2017 وحتى الآن هو 800 ألف فدان موزعة على كل المشروعات فى كل محافظات مصر، القمح الذى تنساب سنابله فى خيلاء بإنتاجية عالمية هو محور المشروع وسره الأول، ثم كان بنجر السكر الذى وصلت إنتاجية الفدان إلى أكثر من 45 طناً للفدان فى عرواته المختلفة، وبدأ عقد الخير يتشكل بمئات الآلاف من الأفدنة فى محاصيل بستانية وحقلية وصوبات زراعية ساهمت فى توفير الاحتياجات المحلية للعديد من السلع الزراعية ودخل المشروع دنيا التصدير من أبوابه الملكية نظراً لجودة منتجاته التى وصلت إلى العالمية، المشروع ساهم خلال ست سنوات فى الاقتصاد القومى بما يصل إلى 4.3 مليار دولار ومن خلال إنتاج 2 مليون طن قمح و200 ألف طن ذرة و400 ألف طن سكر سيوفر المشروع مليارات الدولارات كانت تتحملها الدولة المصرية «من لحم الحي»، المشروع طرق أبواب الإبداع الإدارى وخرج بمنظومة تكاملية تعظم من القيمة المضافة لكل ما تنتجه أرض المشروع فكانت الصناعات الزراعية من سكر وأعلاف ودقيق ونشا وبصل ومركزات عصائر الموالح والرمان، وامتد المشروع إلى إقامة صوامع الحبوب التى تزيد السعة التخزينية لمصر بنسبة 16٪ من خلال إقامة 24 صومعة سعة الواحدة 5000 طن ليصل الإجمالى إلى 120 ألف طن، وامتد فكر القائمين على المشرع إلى إقامة أكبر سوق تجارى للجملة فى مصر على مساحة 500 فدان وفق أحدث النظم العالمية، كل هذا تم من خلال فكرة طرحها وتابعها ودعمها الرئيس وقام بها رجال مخلصون بتنفيذ مبدع وخلاق، النتائج تتحدث ببلاغة والمستقبل يفتح ذراعيه للمخلصين الأكفاء، مبروك لمصر هذا الصرح الزراعى العالمى الذى يمثل نموذجاً فريداً للتنمية المستدامة.