ذهبت الأسبوع الماضى إلى أحد المستشفيات العامة جنوب حلوان، بعد ألم شديد فى ضرس العقل كنصيحة أحد الاصدقاء وان بها نخبة متميزة من الأطباء وامكانيات كبيرة ورعاية متميزة ومدير مستشفى قوي.. وبالفعل ذهبت إلى هناك وكلى أمل أن أجد منظومة صحية متكاملة وأطباء أكفاء وإمكانيات.. وانتظرت دورى أشاهد ما يحدث، فوجدت بعض المرضى لا يمكث إلا دقيقة فى العيادة ويخرج مسرعاً وفى يده ورقة بيضاء ثم يعود بعد فترة وينضم إلى فريق المنتظرين.. وتبدأ الحكايات.
الورقة البيضاء عبارة عن تحويل إلى مركز أشعة خاص فى منطقة كورنيش التبين لعمل اشعة عادية بقيمة 50 جنيهاً.. يدفعها المريض الذى أطلقت الدولة من أجله مبادرة العلاج المجانى خلال الفترة الصباحية فى المراكز الطبية والمستشفيات وحددت له سعر الكشف بجنيه.. الموقف دفعنى لانتظار أطول فترة ممكنة واستكمل مشاهدة ما يحدث.
كان المشهد الثاني، تعامل «فظ» مع المرضى وتعمد الاستهانة بهم «وهات الدواء وتعال تاني» وتحولت مبادرة تخفيف الألم إلى عقاب قاس.. عقاب كل من يحضر إلى عيادة الأسنان.
المشهد الثالث، كان الدخول إلى العيادة.. الوضع كان مختلفاً والظروف تغيرت، فقد سمعت تجارب السابقين وتعلمت مما حدث معهم.. فلم أجلس على كرسى الكشف، بل انتظرت ورقة تحويل الاشعة مباشرة، وهنا ضحك أحد الاطباء وقال: لا أجلس الأول، فضحكت وجلست ثوانى ثم أخذت الورقة وذهبت إلى المركز الخاص، وبعد دردشة وحكايات واستظراف اطلعت على كشف اشعة الاسنان واسمى كان رقم ٢٢ وعرفت أن يوم الاربعاء من كل اسبوع هو أفضل يوم لدى المركز، وان كل توقيع على التحويل له علامة لتحديد اسم الطبيب الذى أرسله.. المهم، رجعت وكلى تصميم أن أعرف بقية ما يحدث ونسيت علاج ضرسي.. وانتظرت أشاهد بقية ما يتعرض له المرضي.
ثم وجدت انه فى حالة ضرورة الخلع، تجد طبيبة تصرخ لا ينفع ولازم أشعة «بانوراما» قيمتها تتعدى 60 جنيهاً، وغير كده لا أتحمل المسئولية.. فينصرف المريض وهو يسب ويلعن .
المهم تولد لدى نهم صحفى أن أعرف السر فى رفض إجراء عملية خلع ضرس الرجل.. الطبيبة عندها موعد وعايزة تروح، وخلع ضرس العقل فى كل الأحوال يستغرق وقتاً لن يقل عن ربع ساعة وقد يمتد إلى ساعة أو أكثر.
لم أستوعب الموقف حتى الآن.. هل هذه طبيبة أقسمت على علاج المرضي؟!.. بالتأكيد هو تصرف فردى من انسانة لا تعرف حق قسم الطبيب الذى أقسمته ولا تشعر بظروف من جاء إلى هذا الصرح الطبى الذى أقامته الدولة لعلاج الفقراء، وقامت بتجهيزه بأفضل الامكانيات ووضعت له نظاماً متكاملاً وعينت مديراً لا يجلس فى مكتبه يتابع كل العيادات بنفسه ويجرى العديد من العمليات.. ولكنها للأسف لم تجد إلا طبيبة تدير العيادة وأطباء يريدون الانصراف سريعاً ولا يهمهم المريض أو وجعه.
المشكلة ليس فقط فى أسلوب الطبيبة أو تحويلها غالبية المرضى لمركز الاشعة ورفضها القيام بدورها.. القصة تعدت ذلك.. انها تسيء إلى منظومة طبية كاملة وفرت لها الدولة كل الامكانيات.
المهم انصرفت مسرعاً وأنا أقول لنفسى «تستاهل».. لماذا لم تذهب إلى عيادات كلية طب أسنان بنات الأزهر ولك فيها تجارب متعددة وأساتذة على قدر كبير من الانسانية قبل المهنية، بخلاف الاسعار الأقل من الرمزية والإمكانيات الكبيرة والتخصصات الدقيقة؟!
>> رحم الله ابنة العمدة سيدة الخير والجود الحاجة هند عبدالحميد شلبى والدة الصديق محمد عبدالله وأسكنها فسيح جناته.. كانت صوامة قوامة محبة للخير.. مضيافة كريمة.