ضرورة إقناع «دول الفيتو».. بعدم استخدام «النقض»
الضغط الدولى على «واشنطن».. ساعد فى تعديل موقفها المتشدد
تقدير كبير للجهود «المصرية – القطرية»..
للوقف الدائم لإطلاق النار
فتح تحقيق دولى مستقل.. للتجاوزات الإسرائيلية بالقطاع
حصول فلسطين على تصويت 143 دولة داخل الأمم المتحدة لصالح انضمامها كعضو كامل العضوية، يؤكد ان هناك دعماً دولياً متزايداً من أجل قضية فلسطين، وان دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة تستطيع ان تتحمل مسئولية العضوية فى الامم المتحدة.
وهذا أكد السفير ماجد عبدالفتاح رئيس البعثة العربية بالأمم المتحدة مؤكداً ان المفاوضات المصرية ــ القطرية تحظى بتقدير كبير فى الأمم المتحدة والدول الأعضاء بها التى تشيد بهذه الجهود.
عبدالفتاح شدد على ان جهودنا لم تنقطع من اجل تنفيذ ثلاثة اهداف رئيسية وهى وقف إطلاق النار ودخول المساعدات الانسانية ورفض تهجير الفلسطينيين من غزة الى اى من دول الجوار.
مشيراً إلى ان الصوت العربى موحد داخل الامم المتحدة وداعم تماما للشعب الفلسطينى فى كفاحه، وسنظل موحدين الى ان يتم حصول فلسطين على العضوية الكاملة ومن اجل حل القضية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
عبدالفتاح اكد ان استخدام حق «الفيتو» أو التهديد به هو احد الموضوعات التى يجب ان يتم حلها من خلال مفاوضات مجلس الامن، وهناك قمة المستقبل سوف تعقد على هامش الدورة المقبلة للامم المتحدة فى سبتمبر المقبل.
> كيف ترى ما حدث فى الجمعية العامة للامم المتحدة من تصويت 143 دولة لصالح انضمام فلسطين كعضو كامل العضوية بالامم المتحدة، فما هو الاجراء عقب ذلك، والبديل؟
>> خطوة مهمة للغاية.. وفقا للاجراءات علينا الرجوع لمجلس الأمن، ولابد من خلال طلب جديد تتقدم به دولة فلسطين من اجل الحصول على العضوية الكاملة بالامم المتحدة، وهذا الطلب الجديد لم تحدد فلسطين موعد التقدم له , لانه يعتمد على عدد كبير من العوامل منها المساعى السياسية المبذولة لتغيير الموقف الامريكى وهناك كثيرون مقتنعون بذلك كما أن هناك الضغوط التى نمارسها من خلال زيادة عدد الدول التى تعترف بدولة فلسطين المستقلة فهناك حتى الآن 143 دولة معترفة بدولة فلسطين، وهناك 4 دول من امريكا اللاتينية اعترفت الاسبوع الماضى وهناك 4 دول أوروبية اخرى تعتزم الاعتراف بفلسطين خلال الاسبوعين المقبلين وربما عقب القمة العربية المقبلة بالمنامة وابرزها اسبانيا وايرلندا، وبالتالى فإن ذلك يجعل الولايات المتحدة ترى ان هناك دعماً دولياً متزايداً من اجل قضية فلسطين، ويؤكد على ان دولة فلسطين مستقلة ذات سيادة تستطيع ان تتحمل مسئولية العضوية فى الامم المتحدة .
وهناك أيضاً المفاوضات التى يقيمها الاتحاد الاوروبى مع جامعة الدول ومشاورات يوم السلام التى كانت قد بدأت منذ فترة، وتقوم بتطوير مبادرة بمناسبة الذكرى الـ 22 لمبادرة السلام العربية التى كانت عام 2002، وهى مبادرة مشتركة بين الجانبين لاعادة استئناف عملية السلام بشكل فعال اكثر على نحو يتيح لنا الضغط على الولايات المتحدة الامريكية لنقول لهم ان هذا هو التقدم المحرز فى هذا الموضوع وما الى ذلك، فكل هذه العوامل يجرى دراستها، وننتظر القرارات الصادرة عن القمة العربية المقبلة التى سيحضرها الملوك والامراء والرؤساء العرب، من اجل التعرف على التحرك خلال المرحلة المقبلة.
> لكن الفيتو الامريكى ومشكلة ويتطلب اصلاحا للامم المتحدة، فماذا عن الاجراءات الفعالة لعدم ان يكون هناك «فيتو»، وما هو البديل؟
>> منذ ان قامت المنظمة والبديل هو اقناع الدولة التى من حقها الفيتو من اجل عدم استخدامه، وبالتالى بالنسبة لنا علينا اقناع الولايات المتحدة الامريكية بعدم استخدام حق الفيتو، اقناعها من خلال ضغوط سياسية خارجية، مثلما حدث عند انضمام فيتنام من عامين حيث استخدمت الولايات المتحدة ضد انضمامها حق النقض «الفيتو» وتم استصدار قرار من الجمعية العامة للامم المتحدة. ولكن عقب صدور القرار من الجمعية العامة وبعد عامين تقدموا مرة اخرى بعد التوصل الى اتفاق مع الولايات المتحدة حول اطار سياسى وعلاقات ثنائية وتزمل فى منظمة التجارة العالمية نحقق نوع من التوافق على عدم استخدام الولايات المتحدة «الفيتو» واصبحت فيتنام الآن ذات عضوية كاملة فى الامم المتحدة وأصبحت علاقتها التجارية والسياسية والاقتصادية بامريكا من افضل العلاقات.
الموضوع يحتاج الى ضغط فى الامم المتحدة وفى نفس الوقت ضغط دبلوماسى وسياسى خارجى على مستوى خارج الامم المتحدة، من قبل رؤساء دول وحكومات ووزراء والتحرك فى عملية السلام والتحرك فى المفاوضات المصرية القطرية لوقف إطلاق النار التى تحظى بتقدير كبير فى الأمم المتحدة وكل الدول الاعضاء تشيد بهذا الدور المهم ، فكل ذلك سيصب فى صالح فلسطين، فعندما يتم تقديم الطلب مرة أخرى لمجلس الأمن من الممكن ان لا تستخدم الولايات المتحدة حق النقض «الفيتو».
> إلى أن تتجه المنطقة، خاصة ما يجرى فى غزة ورفح الفلسطينية؟
>> هناك تحذيرات من الامين العام للامم المتحدة من ان المنطقة فى اتجاهها لصراع اقليمي، وهذا قد يكون نتيجة للتعسف والتعنت الاسرائيلى فى التعامل مع القضايا المختلفة سواء كان مع الدول التى لها علاقات مع اسرائيل أو مع الدول التى ليس لها علاقات مع اسرائيل وبالتالى هناك تحذيرات كثيرة وخاصة مع وجود ادارة امريكية اساسا من اكثر المؤمنين بحقوق الانسان وبالتالى الادارة الامريكية الديمقراطية لديها حالة من الضغوط المهولة، ولذلك راينا تهديد الرئيس الامريكى جو بايدن بوقف صادرات السلاح الى اسرائيل اذا دخلت رفح الفلسطينية، ورأينا رد الفعل الصفيق من جانب رئيس الوزراء الاسرائيلى نيتنياهو الذى قال اننا سوف نحارب بمفردنا اذا اقتضى الامر واننا نستطيع حماية انفسنا، وراينا عدداً آخر من الدول التى أوقفت صادرات السلاح لاسرائيل لانه يتم استخدام هذه الصادرات لارتكاب انتهاكات للقانون الانسانى الدولى والقانون الدولى لحقوق الانسان وكل هذا علامات تؤكد ان اسرائيل تخسر هذه الجولة.
صحيح ان الشعب الفلسطينى فى غزة يعانون والمعاناة تزيد ولكن الضغط الدولى على الولايات المتحدة للتعديل من موقفها جعلها بالتدريج تعدل من موقفها وهو ما سيؤدى الى زيادة الحصار حول اسرائيل ويجبرها فى نهاية المطاف على التعديل من مواقفها.
> كمسئول فى الامم المتحدة كيف ترى الرؤية العربية.. والصوت العربى داخل الامم المتحدة؟
>> بالنسبة للتعامل مع القضايا العربية فى الامم المتحدة، فان الصوت العربى موحد داخل الامم المتحدة بدليل ان هناك 143 دولة صوتت لصالح العضوية الكاملة لفلسطين بالامم المتحدة، ودائما الصوت العربى موحد وداعم تماما للشعب الفلسطينى فى كفاحه، وسنظل موحدين الى ان يتم حصول فلسطين على العضوية الكاملة ومن اجل حل القضية واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، ونجحنا ان نستقطب معنا دول منظمة التعاون الاسلامى ودول عدم الانحياز، ونجحنا فى ان نعمل فى كتلة وجبهة مكونة من 143 دولة تقول ان فلسطين دولة تستحق العضوية الكاملة فى الامم المتحدة، ونرجع مرة اخرى لمجلس الامن ونقول لهم صوتوا لصالح انضمام دولة فلسطين الى الامم المتحدة.
> هل أنت متفائل؟
>>هناك تفاؤل حذر، لان الاسرائيليين لاننا لا نعرف تحركات الاسرائيلية فى المستقبل القريب.
> وماذا عن الجلسات الاخرى داخل الامم المتحدة بشأن غزة ورفح الفلسطينية؟
>>هناك جلسات بشأن رفح الفلسطينية عقدت حيث كانت هناك جلسة على مشروع القرار الفرنسى يوم الاثنين الماضي، وجلسة يوم الثلاثاء الماضى بشأن المقابر الجماعية التى تم اكتشافها بجوار مستشفى الشفا ومستشفى ناصر وتم اكتشاف آخر، وطلبنا فتح تحقيق دولى مستقل فى خلال الامم المتحدة لهذا الموضوع، فنحن لا نعتمد على التحقيق الذى اجرته اسرائيل والتى فى الاساس الامم المتحدة لا تعرف اذا كان تم اجراؤه من عدمه. فهذه كلها امور تحتاج الى اعادة هيكلة واعادة نظر , كما ان هناك جهوداً اخرى تتعلق باتخاذ اجراءات عقابية ضد اسرائيل بشكل طوعى للسعى لتنفيذ قرار مجلس الامن رقم « 2728» الداعى لوقف اطلاق النار والمنصوص عليه فى القرار الصادر امس الاول بتنفيذ القرار «2728»، وبالتالى فان جهودنا لن تنقطع من اجل تنفيذ الثلاثة اهداف الرئيسية وهى وقف اطلاق النار ودخول المساعدات الانسانية ورفض تهجير الفلسطينيين من غزة الى اى من دول الجوار.
> لم تحدد فلسطين حتى الآن موعد رفع طلبها لعقد جلسة بمجلس الامن للمطالبة بعضويتها الكاملة؟
>> هناك مشاورات سوف تتم بالقمة العربية المقبلة بالمنامة واجتماعات وزارية واللجنة الوزارية العربية الاسلامية وهذه الاجتماعات سوف تدرس من اجل دراسة الخطوات المقبلة واتخاذ قرار مناسب فى هذا الموقف.
> لاحظنا عدم وجود ارادة للدول الدائمة العضوية بمجلس الامن لإيجاد حل الأزمة فى غزة؟
>> استخدام حق «الفيتو» أو التهديد به هو احد الموضوعات التى يجب ان يتم حلها من خلال مفاوضات مجلس الأمن، وهناك قمة المستقبل سوف تعقد على هامش الدورة المقبلة للامم المتحدة فى سبتمبر المقبل وهذا الموضوح مطروح فيها بقوة بالاضافة الى تنفيذ اهداف التنمية المستدامة 2030، كما ستطرح فيها توسيع واصلاح مجلس الامن وجارى الآن الاتفاق على عدد من الموضوعات التى سيتم وضعها فى الوثيقة الختامية لهذا الموضوع، وبالتالى طالما الفيتو موجود ولا يوجد اصلاح داخل مجلس الأمن سنظل نعانى من تبعاته فى كافة المجالات، ودائما نشدد على اهمية وجود تطورات كبيرة فى موضوع التوسيع والإصلاح.