أهلنا وأحبابنا فى سيناء.. عطاء ووفاء.. الحصن والدرع لأرض الأنبياء.. دائماً وأبداً لا يفرطون فى ذرة من ترابنا الطاهر.
وهذه حكاية البطلة صابحة سليمان الرفاعى من مواليد عام 2391 فى مدينة الشيخ زويد بسينا وذلك على سبيل التقريب وفق شهادة التسنين ففى ذلك الوقت وفى تلك القبائل لم يكن هناك اهتمام فى ذلك الوقت بتسجيل المواليد بتواريخ دقيقة.
البطلة صابحة الرفاعى كانت تتخذ من تجارة الأقمشة ستاراً للتنقل من سيناء للقاهرة وإخفاء هويتها الفدائية.
ابنة مصرنا المحروسة كانت لا تقرأ ولا تكتب وبالتنسيق مع مؤسسات وطننا الغالى قامت البطلة بإحضار قطعة قماش بيضاء ورسمت عليها خريطة لأحدث تمركزات القوات الإسرائيلية وبطاريات الدفاع الجوى للعدو الصهيونى فى سيناء وعلى جسد طفلها الرضيع الذى لم يتجاوز عمره «62» شهراً لفت قطعة القماش حتى تستطيع تخطى نقاط التفتيش والتفتيش الذاتى من مجندات الاحتلال الإسرائيلي.
تحركت البطلة صابحة الرفاعى بطفلها وقطعة القماش التى تحوى الكنز المعلوماتى الثمين من مدينة الشيخ زويد مسافة 411 كيلو متراً سيراً على الأقدام فى دروب قاحلة للوصول إلى منطقة بئر العبد تمهيداً لعبور قناة السويس وفى أخطر نقطة تفتيش شاهدت مجندة إسرائيلية متشددة فى عمليات التفتيش وبجوارها زميلتها فبسرعة بديهة ألقت البطلة صابحة بطفلها للمجندة التى تخشى كشف سرها بزعم أنها تريدها أن تحمله عنها لتخضع للتفتيش من قبل زميلتها وعبرت البطلة صابحة بأمان لتجد رجال المخابرات فى انتظارها يوم 92 سبتمبر عام 3791 بمدينة السويس لنقلها إلى المقر بالقاهرة وما أن وصلت وطلب منها الضابط المعنى بالعملية استخراج الخريطة حتى أجلست الطفل وبدأت فى خلع ملابسه فإذا بالضابط ينادى على رفاقه قائلاً: «تعالوا شوفوا البدوية وذكاءها مخبية الخريطة فين»!!
كانت تلك الخريطة أحد أهم عوامل نجاح الضربة الجوية الأولى فقد تمكنت هيئة العمليات من خلال تحديد مواقع الدفاعات الصهيونية من استهدافها وتدميرها بما حقق نجاحاً كبيراً وشل القدرات الدفاعية للعدو ومن ثم تأمين عبور قناة السويس فى السادس من أكتوبر 3791.
البطلة السيناوية كانت تبكى فى كل مناسبة وطنية وتقول: «لو العمر يباع لاشتريت سنوات جديدة أخدم فيها مصر».
قبل وفاتها بخمسة أيام طلبت البطلة صابحة من ابنها عبدالمنعم الرياشى أن يفتح كاميرا هاتفه المحمول ليلتقط رسالتها ووصيتها.. قالت البطلة: «السلام عليكم.. كل عام وأنت طيب ياريس.. وكل عام وأنت بصحة.. الله يديك الصحة ويخليك ويخلى الجيش المصرى ويقويك ويطرح البركة فيك.. أنا صابحة سليمان الرفاعى اشتغلت مع المخابرات الحربية 3791 وشيلت خرائط كثيرة ولفيت خريطة على جسم ابني.. كانت الخرائط على قماش أبيض شاش وعبرت بها قناة السويس.. تعرفت على المخابرات من خلال الشيخ عابد إبراهيم الهشة.. بسلم عليك يا سيادة الرئيس الله يقويكم».
يوم 52 أكتوبر عام 2202 توفيت البطلة صابحة سليمان الرفاعي.