عندما يبدأ أحدهم حديثه بقوله:
«أنا لست من أنصار نظرية المؤامرة» أو «أنا ضد نظرية المؤامرة» تصيبنى حالة من القلق على مستقبل بلادي، وعندما يخرج من يهاجم كل من يتحدث عن المؤامرة التى تتعرض لها مصر ويصفه بالرجعية والشيفونية والتطبيل ومحاولة خلق شماعة لتعليق فشل الحكومات عليها أعلم يقينا أن هذا المًنكر المستنكر جزء أصيل من هذه المؤامرة حتى ولو كان بحسن نية، وكان حديث «المؤامرة على مصر» موضع جدل فى أوساط النخبة والمثقفين إلى حين، لكن الآن وقد وصلت تفاصيل المؤامرة إلى كل مكان وعلى الهواء مباشرة، هل ما زال هناك من يجرؤ على ان يتساءل ويقول: «هل هناك مؤامرة حيكت ضد مصر؟» الحقيقة إننى أتعجب كل العجب وتصيبنى حالة من الاستغراب الشديد جراء هذه التساؤلات الغبية، بيد أن حماقة تلك التساؤلات عندى أخطر من حقيقة تلك المؤامرات ، فكونك لا تعرف أفضل من أن تكون عارفاً وعالماً وتقوم بدور أرسطو فى غير زمانه ولا مكانه ، أخشى أن أعدد فصول المؤامرة فأقع تحت قوانين الغوغائية الرافضين لفكرة المؤامرة فيتم ضبطى متلبساً بتهمة «الوعي» مع سبق الإصرار والترصد! أخشى أن يتهمنى هؤلاء المرتزقة أننى أذكر المؤامرة لأضع بعض المساحيق على وجه الدولة أو الحكومة! أخشى أن يتساءل البعض من الناس الطيبين ويقولون هل حقاً هناك مؤامرات ضد مصر! ورغم كل هذا الذى أخشاه إلا أن خشيتى من الله والتاريخ ستبدد كل الاعتبارات فلا نخشى إلا الله وأحكام التاريخ، من هنا أقر وأكرر أن مصر محاصرة حقاً بالمؤامرات من كل الاتجاهات، ودليلى على ذلك تلك الأسئلة البسيطة:-
– ما تفسير تزامن الأزمات واشعال الحرائق فى وقت واحد حول مصر دون غيرها؟
– ماذا يجرى فى ليبيا وما الهدف من تعطيل الانتخابات منذ سنوات؟
– ماذا يجرى فى السودان وما دور الايجاد فى تأجيج الصراع؟
– ماذا يجرى فى اليمن وباب المندب وما دور إيران؟
– ماذا يجرى فى غزة وما دور الولايات المتحدة؟
– من يمول مقالات وتقارير إعلامية وصحفية للهجوم على المواقف المصرية والاستثمار فى مصر وتخويف المستثمرين من الاستثمار فيها؟
– من يحاول أن يعبث بالثوابت المصرية الثقافية والسياسية والدينية والمجتمعية محاولاً ضربها فى مقتل؟