لست مع القائلين بأنه لولا ما حدث فى 7 أكتوبر ما آلت الحالة فى غزة إلى ما هى عليه الآن.. ولما فقدت آلاف الأرواح وجرحت وأصيبت آلاف أخري، ولما دمرت البنية التحتية والفوقية فى كامل القطاع، ولما فرضت إسرائيل سطوتها بهذا الشكل «البشع» على القطاع حتى وصل جبروتها إلى عدم الإنصات لكل صوت عاقل ينادى بوقف هذه المذابح وإرساء دعائم السلام وأن يكون حل الدولتين هو الاساس .
ما حدث فى السابع من أكتوبر كان رد فعل من جانب الفصائل الفلسطينية فى غزة فالكل كان يتابع بين كل آونة وأخرى ما يجرى من اعتداءات إسرائيلية ليس فقط على أهالى القطاع بل تعدى الأمر إلى الضفة الغربية.. فمع كل هذه الضغوط والاعتداءات التى تعرض لها أهالى غزة والقطاع.. كان الطبيعى أن يكون الانفجار الذى حدث فى السابع من أكتوبر العام الماضى ومازال العدوان مستمراً حتى كتابة هذه السطور..
وعلى الرغم من أن هناك مفاوضات تجرى بين الطرفين وتتم بالتوازى مع طلقات المدفعية والرصاص.. وحصد الأرواح من المدنيين العزل.. وجرت تلك المفاوضات فى أكثر من مكان آخرها القاهرة.. إلا أن التعنت من جانب حكومة الحرب الإسرائيلية حال دون الوصول إلى نتائج ملموسة حتى تضع الحرب أوزارها.. لأنه ان حدث ذلك فلن يكون فى صالح كيان حكومة نتنياهو الذى يسعى بدأب شديد لاطالة أمد الحرب.. وهو فى ذلك لا يعنيه لا الأسرى الإسرائيليين ولا أسرهم الذين مازالوا معتصمين فى كبريات المدن الإسرائيلية مطالبين بإعادة ذويهم الذين هم فى حوزة الفصائل الفلسطينية.
جيش الحرب الإسرائيلى فشل حتى الآن فشلاً ذريعاً فى تحقيق ما صرح به قادته فى كثير من المقابلات الإعلامية من القضاء على حماس وقادتها واستعادة الأسرى المحتجزين وغير ذلك من تصريحات عنترية ذهبت أدراج الرياح.. ولم يتحقق منها حرف واحد.. وها هى حكومة الحرب الإسرائيلية تعيث فى أرض غزة فساداً وتنفذ عملية اجرام جديدة بدخول رفح الفلسطينية.. وهى فى ذلك تعتقد أنها «ورقة» ضغط على الجانب الفلسطينى فى مفاوضات القاهرة الجارية حالياً بمشاركة مصرية ــ قطرية.
ولكن يبدو على الجانب المقابل أن حكومة «الفشل» الإسرائيلية لم تتعلم من دروس الماضى القريب أو حتى البعيد.. إذ إنها جربت ممارسات الضغط بشتى ألوانها ومع ذلك كان الفشل مصيراً محتوماً لها.. وانتصرت إرادة الشعب الفلسطينى كما ستنتصر خلال المرحلة الحالية.. وتبقى الدولة المصرية الداعم الرئيسى للشعب الفلسطينى منذ بدء القضية فيما قبل النكبة عام 48.. وتشهد حوادث التاريخ على مواقف مصر والحروب التى خاضتها لصالح القضية الفلسطينية وعدد الشهداء الأبرار الذى تجاوز الـ 120 ألف شهيد مصري.
اجتياح جيش العدوان الإسرائيلى لرفح خلال الأسبوع الماضى والتى هى آخر مدن القطاع ــ بهدف القضاء على حركة حماس واستعادة أسراهم لن يأتى بالنتيجة المرجوة.. فمازالت حكومة الحرب المتطرفة فى تل أبيب تتخبط فى قراراتها وخططها.. وسوف يكون المستقبل القريب شاهداً على إقصاء حكومة الحرب الإسرائيلية من المشهد السياسى بعد فشلها فى تحقيق كل الوعود التى قطعتها على نفسها بل والأكثر من ذلك سوف تتم محاكمة أعضاء حكومة التطرف.. وإن غداً لناظره قريب.