الخلايا الشمسية الفوتوفولطية من أهم المنتجات الصناعية الواجب تصنيعها داخل مصر لصالح الشعب المصرى والتصدير للدول العربية والإفريقية.. وتتجه مصر مثل باقى دول العالم نحو توليد الكهرباء اعتماداً على الطاقة الجديدة والمتجددة والنظيفة للبيئة وتخطط مصر للوصول إلى نسبة 42٪ من الطاقة الإجمالية المخطط توليدها خلال عام 2030 والتى تقدر بحوالى 73 ألف ميجاوات يتم إنتاجها من الطاقة النظيفة شاملاً الطاقة الشمسية والرياح والمائية والنووية، أى مطلوب إضافة طاقة كهربائية نظيفة بحوالى 20 ألف ميجاوات بحلول عام 2030 منها 12 ألف ميجاوات من الطاقة الشمسية على الأقل.. وبالنظر للتكلفة الاستثمارية لإنشاء المحطات الكهربائية نجد أن المحطات الشمسية هى أقل المحطات تكلفة بالإضافة إلى انخفاض تكاليف التشغيل والصيانة وسوف يؤدى هذا الاتجاه إلى تقليل الاعتماد على الغاز الطبيعى لتشغيل المحطات البخارية وبالتالى استخدام الغاز ومكوناته الكيميائية كمصدر أساسى لتصنيع البتروكيماويات والأسمدة والمواد البلاستيكية والألياف الصناعية والمطاط الصناعى والبويات والمواد اللاصقة المتطورة ويؤدى هذا الاتجاه أيضاً إلى تخفيض مستوى التلوث البيئى نظراً لأن تقليل استخدام الغاز والسولار والمازوت كوقود للمحطات الكهربائية البخارية سيؤدى إلى انخفاض ملحوظ فى انبعاثات ثانى أكسيد الكربون والميثان وأول أكسيد الكربون الملوثة للبيئة والمسببة للاحتباس الحرارى الذى يؤدى إلى زيادة درجات الحرارة تدريجياً.. ونظراً لأن الخلايا الشمسية هى المكون الأساسى لتصنيع ألواح الطاقة الشمسية الفوتوفولطية قمنا بالاشتراك مع وزارة الإنتاج الحربى خلال عام 2016 بإجراء الدراسات الفنية والتكنولوجية والمالية والاقتصادية لإنشاء مجمع صناعى متكامل لإنتاج الخلايا الشمسية باستثمارات حوالى 2.7 مليار دولار لإنشاء ست عائلات متتالية من المصانع العملاقة بغرض إنتاج الخامات والمواد الوسيطة المطلوبة لتصنيع الخلايا الشمسية فى المراحل الأخيرة من المجمع الصناعي.
ومن الملاحظ قيام الدولة بعد ذلك بإنشاء المصانع الستة بأسلوب منفرد لكل صناعة حيث تم إنشاء شركة تابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية فى العين السخنة لمعاملة خامة الكوارتز «أكاسيد السيليكون» المتواجدة بالصحراء الشرقية من خلال التنظيف الكيميائى والتخلص من الشوائب وطحنه للأحجام الصغيرة باستثمارات 700 مليون دولار لاستخدامه بعد ذلك لاستكمال المراحل الصناعية الباقية أو خلطه مع مواد أخرى لتصنيع ألواح الكوارتز المقوى لاستخدامات صناعية مختلفة.
على التوازى بدأت وزارة البترول والثروة المعدنية بالتعاون مع شركاء قطاع خاص بإنشاء مصانع السيليكون فى مدينة العلمين لإنتاج السيليكون الميتالورجى ثم بودرة السيليكون العالى النقاوة باستثمارات 140 مليون دولار كمرحلة أولى والمطلوب الآن تدبير التمويل المالى المطلوب والتركيز على إنشاء باقى المصانع المطلوبة شاملاً مصنع إنتاج كتل السيليكون العالى النقاوة (ingot) ومصنع تصنيع السيليكون الويفر ثم المصنع الخامس وهو تصنيع الخلايا الشمسية الفوتوفولطية ذاتها وتتكلف المصانع الثلاثة حالياً حوالى 2.2 مليار دولار.. وتؤكد المستجدات العالمية والمحلية الجديدة ضرورة استكمال إنشاء المصانع المطلوبة حيث ظهر اتجاه عالمى ومحلى لإنشاء مصانع إنتاج الهيدروجين الأخضر ثم الأمونيا الخضراء اعتماداً على استخدام طاقة كهربائية لتشغيل وحدات التحليل الكهربائى للمياه بغرض الحصول على الهيدروجين معتمداً على توليدها من خلال محطات الطاقة الشمسية الفوتوفولطية أو محطات الرياح.. مما يؤدى إلى ضرورة إنشاء محطات طاقة شمسية داخل مصر بقدرات إنتاجية حوالى 1000 ميجاوات سنوياً مع تكرارها كل عام وذلك حتى حلول عام 2050 من خلال التمويل المصرى أو الاشتراك مع شركاء أجانب لإنشاء هذه المحطات.
هنا يجب البدء بأسرع ما يمكن لإنشاء المصانع المطلوبة حتى يتم استخدام الخلايا وألواح الطاقة الشمسية الفوتوفولطية من الإنتاج المحلى بدلاً من استيرادها من الخارج بملايين الدولارات.. مما يعظم العائد الاقتصادى من خامة الكوارتز المتوافرة بمصر وتعظيم القيمة المضافة وتشغيل عمالة مستمرة واكتساب خبرات تكنولوجية مهمة للشباب المصرى وتحويل مصر لقاعدة صناعية فى هذا المجال لصالح الاستخدام المحلى والتصدير للدول الإفريقية والعربية التى تخطط حالياً لإنشاء مئات من محطات الطاقة الشمسية الفوتوفولطية لصالح مصانع إنتاج الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.. وأرى أهمية الترويج لهذه المصانع لدى المصريين العاملين بالخارج للمشاركة فى تأسيسها المصانع حيث إن العائد الاقتصادى إيجابى وتواجد سوق محلية وأجنبية لمنتجاتها وسوف يحل محل الاستيراد لتلك الخلايا الشمسية من الخارج.
على التوازى نرى أهمية تشجيع المستثمرين المصريين لإنشاء عشرات المصانع لتجميع وتصنيع ألواح الطاقة الشمسية الفوتوفولطية معتمداً على الخلايا الشمسية التى ستنتج محلياً وإنشاء مصانع لإنتاج الزجاج منخفض الحديد المستخدم فى تجميع ألواح الطاقة الشمسية وتشجيع الشركة القابضة للبتروكيماويات لإنشاء مصنع لإنتاج بوليمرات «PET – EVA» وصندوق التغذية الكهربائية والكابلات.. العائد الاقتصادى إيجابى والأمل موجود لامتلاك واستيعاب الشعب المصرى لهذه التكنولوجيات المهمة.