منذ تصاعدت الأحداث وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلية عملياتها العسكرية فى رفح الفلسطينية متجاوزة كل الحدود والقوانين الدولية، كانت مصر واضحة وحاسمة فى رسائلها للعالم و التى وضعت الأمور فى نصابها وكشفت الكثير من الحقائق، جاءت هذه الرسائل المصرية العشر من خلال تأكيدات الرئيس عبدالفتاح السيسى سواء فى لقاءاته أو الاتصالات الهاتفية مع قادة الدول والمؤسسات الدولية، أو من خلال وزير الخارجية سامح شكرى الذى يحمل الرسائل المصرية فى جولاته المكوكية واتصالاته المستمرة.
الرسالة الأولى كانت من الرئيس السيسى خلال الاتصال الذى تلقاه من جوتيرش الأمين العام للأمم المتحدة وتحذيره الواضح من العواقب الإنسانية للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية، والتى تمثل عائقاً خطيراً أمام انتظام عمليات خروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لكافة مناطق القطاع بشكل مستدام وبلا عوائق.
وتضمنت الرسالة الثانية الرئاسية أيضاً التأكيد على الجهود المصرية المكثفة للتوصل:إلى وقف إطلاق للنار واتفاق للهدنة فى القطاع، وما تتطلبه الظروف الراهنة من تضافر كافة الجهود الدولية لإنجاح مساعى الوساطة الحالية، سعياً لتحقيق انفراجة لهذا الوضع المتأزم وتجنباً لتوسيع دائرة الصراع.
أكدت الرسائل الرئاسية كذلك على الرفض الكامل للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية، التى تحرم أهالى القطاع من شريان الحياة الرئيسى، وكذلك التأكيد على أن الأوضاع الحالية تفرض على المجتمع الدولى الاضطلاع بمسئولياته للتوصل لوقف فورى ومستدام لإطلاق النار، مع المضى قدماً بجدية وفاعلية فى إنفاذ الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، بما يحقق العدل والأمن والاستقرار الإقليمي، ويفتح آفاق التنمية لجميع شعوب المنطقة.
شددت الرسائل الرئاسية ايضا على ضرورة العمل على ضمان حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره مع الرفض التام لأى محاولات لتصفية القضية او تهجير الفلسطنيين خارج اراضيهم .
الرسالة الخامسة كانت من خلال تدوينة للرئيس السيسى على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» طالب فيها كل الأطراف ببذل المزيد من الجهد للوصول إلى اتفاق يؤدى إلى إنهاء المأساة الإنسانية التى يعانى منها الشعب الفلسطينى وإتمام استبدال الرهائن والسجناء.
رسالة أخرى أكد عليها الرئيس السيسى خلال الاتصال الذى تلقاه من الرئيس الأمريكى «جو بايدن» وكانت الرسالة الأهم، والتى تعبر بقوة عن موقف مصر إزاء ما يجرى حالياً حيث شدد على خطورة التصعيد العسكرى فى مدينة رفح الفلسطينية، لما سيضيفه من أبعاد كارثية للأزمة الإنسانية المتفاقمة بالقطاع فضلاً عن تأثيراته على أمن واستقرار المنطقة.
الرئيس ايضا لفت إلى ضرورة العمل على منع توسع دائرة الصراع، مؤكداً أهمية «حل الدولتين» باعتباره سبيل تحقيق الأمن والسلام والاستقرار بالمنطقة.
رسالة رئاسية أخرى غاية فى الأهمية والدقة والوضوح، ولا تحتمل معنيين، حملتها تصريحات الرئيس السيسى خلال لقاء جمعه أمس الأول برئيس وزراء الأردن بشر الخصاونة، حيث شدد بدون مواربة على أن الأوضاع فى قطاع غزة، تمر بمرحلة غاية فى الدقة، وتتطلب ضرورة التوصل إلى هدنة شاملة فى القطاع وتبادل للأسرى والمحتجزين، للحد من المأساة الإنسانية التى يعانى منها أهالى القطاع، ثم التأكيد مجدداً كذلك على الرفض الكامل والتحذير من الآثار الإنسانية الكارثية للعمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية، التى تحرم أهالى غزة من شريان الحياة الرئيسى للقطاع، وتعطل المنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
كما كانت هناك رسائل مصرية عقب العملية العسكرية الإسرائيلية فى رفح الفلسطينية اعلنها من جانب سامح شكرى وزير الخارجية وكان أبرزها خلال اتصالات تلقاها من انتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكي، والشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة خلال الأسبوع الماضي.. جاءت الرسالة الأولى بالتأكيد على المرحلة الدقيقة التى تمر بها المفاوضات وضرورة العمل على التوصل إلى هدنة تسمح بوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى والمحتجزين.
وكذلك حث الأطراف على إبداء المرونة وعدم إضاعة الفرصة المتاحة للتوصل إلى اتفاق هدنة يسمح بتبادل الأسرى والمحتجزين ووقف نزيف الدماء لبضعة أسابيع يقود إلى وقف كامل لإطلاق النار، ويضع حداً للمأساة الإنسانية ويسمح بنفاذ المساعدات الإنسانية بصورة كاملة ومستدامة تلبى الاحتياجات العاجلة لسكان القطاع. والبناء على جهود الوساطة الحالية للوصول لانفراجة لهذا الوضع المتأزم، وعدم المخاطرة بأرواح المزيد من الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني.
رسالة أخرى أعلنها سامح شكرى وتضمنت التأكيد على مخاطر العمليات العسكرية الإسرائيلية فى منطقة رفح الفلسطينية، وما ستسفر عنه من تداعيات إنسانية كارثية على أكثر من 1.4 مليون فلسطيني، وعواقب أمنية ستطال استقرار وأمن المنطقة، وهو الأمر الذى اتفق معه وزير خارجية الولايات المتحدة وتم التشديد على الرفض القاطع للتهجير القسرى للفلسطينيين خارج أرضهم.
رسالة أخرى تضمنت التشديد على الموقف المصرى الراسخ الداعى إلى ضرورة نزع فتيل الأزمة فى قطاع غزة والحيلولة دون اتساع رقعة الصراع فى المنطقة، والخطورة الجمة للوضع المتفجر فى غزة، وعجز المجتمع الدولى عن منع إسرائيل من اقتحام رفح الفلسطينية.. ومطالبة الدول الكبرى والأطراف الفاعلة بأن تتخذ موقفاً أكثر قوة وتأثيراً، وعدم الاكتفاء بإصدار البيانات والنداءات.
إحدى الرسائل المصرية المهمة أيضا كانت من خلال الوفد الأمنى المصرى الذى حذر كل الأطراف من خطورة التصعيد والخروج عن المسار التفاوضى وأن فشل المفاوضات تداعياته خطيرة كما تم التأكيد بأن مصر جاهزة للتعامل مع كل السيناريوهات
الآلاف يتظاهرون بالجيزة وسوهاج
لدعم فلسطين وجهود الرئيس السيسى
شهدت ميادين محافظتى سوهاج والجيزة أمس خروج الآلاف من المواطنين رافعين الأعلام المصرية والفلسطينية ومرددين الهتافات تأييداً لمواقف وجهود الرئيس السيسى الداعمة للقضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار ومنع التهجير القسرى ورفض تصفية القضية الفلسطينية.
كما هتفت الآلاف دعماً لصمود الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة، فى ظل العدوان الوحشى والبربرى الاسرائيلى الذى يقترف المجازر والإبادة الجماعية ويمنع دخول المساعدات الإنسانية للقطاع.