الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نعم يسعى لإحلال السلام فى العالم وأحيانا يعدد نجاحاته فى وقف الحروب وإنهاء المنازعات بل وكثيراً ما يتحدث عن دوره فى وقف الحرب الأخيرة بين الهند وباكستان ونجاحه فى إقامة سلام بين أرمينيا وأذربيجان.. ترامب وإن كان لا يفصح عادة عن طبيعة دوره فى وقف الحروب وإنهاء المنازعات لكنه يمكن استنتاجه من نوع السلام الذى يؤمن به ترامب وهو سلام القوة.. فالقوة من وجهة نظره هى التى تفرض السلام.. وهذا ما أكده نهاية يناير الماضى فى خطاب حفل تنصيبه رئيسا لأمريكا وهذا ما يسعى ترامب إلى فرضه فى سوريا ولبنان من خلال الضغط على هذين البلدين للرضوخ لمطالب وشروط إسرائيل بما يسمح لها بالعربدة فى الأراضى اللبنانية والسورية.. وفى نظر ترامب أيضا أن بإنهاء حرب غزة سيعم السلام فى المنطقة.
هذا النوع من السلام الذى يؤمن به ترامب ربما ينجح فى التهدئة بعض الوقت وليس كل الوقت لأنه سلام فرضته القوة لكنه لم يعالج أصل المشكلة وجذور الصراع وبالتالى فهو سلام لا يدوم زائف لن يؤدى إلى سلام دائم أبدا ما يعنى أن المنطقة العربية ستبقى مهددة بالاشتعال حتى ولو نجح ترامب ونتنياهو فى إنهاء حرب غزة على طريقتهما وحسب المخطط لها.
ربما كمين حى الزيتون الذى وصفه الإعلام العسكرى الإسرائيلى بالحادث الأمنى الصعب فى إشارة إلى سقوط عدد كبير من القتلى والجرحى وهو الكمين الذى تزامن مع بدء العملية العسكرية الجارية حاليا فى مدينة غزة ربما يكون نقطة تحول فى مسار هذه الحرب الظالمة واللاإنسانية التى يباد فيها شعب بأكمله حتى تنعم إسرائيل بالأمن والسلام.. بذمتكم ده سلام وده كلام؟..
الرئيس ترامب لا يهمه سوى توسيع إسرائيل وقد أعلنها صراحة حين أكد أكثر من مرة أنه حزين لصغر مساحة إسرائيل بل ولام تل أبيب على الانسحاب من قطاع غزة.. ترامب يسعى لتوسيعها ويعمل على تنفيذ ذلك لكنه هو يعمل فى الحقيقة على توسيع نطاق الصراع لأن السلام المفروض بالقوة لا يدوم والتاريخ يؤكد ذلك.
يخطئ الرئيس ترامب إذا ظن أو اعتقد أن إسرائيل بعد توسيعها على حساب الدول المجاورة لها سوف تكون فى مأمن بل على العكس تماما سوف تشتعل المنطقة فى حروب لا نهاية لها وبدلا من أن تنعم إسرائيل بالسلام البارد الذى ظلت تنعم به لعدة عقود سوف يعتاد سكانها على حياة الملاجئ.. هذا هو السلام الذى يشدو به ترامب.. سلام على أنقاض وطن!.