فى الوقت الذى تتوغل فيه قوات الاحتلال فى رفح الفلسطينية التى نزح إليها حوالى مليون ونصف المليون فلسطيني، يستعد جيش الاحتلال لتكرار مسلسل الابادة الجماعية مستخدماً نفس السلاح الأمريكى الذى تعلقه واشنطن الآن، بينما حرصت فى السابق على ارساله لتل أبيب بعد السابع من أكتوبر الماضي.
تحت شعار الخوف على حياة النازحين فى رفح، تعول الادارة الأمريكية انها تحجب بشكل مؤقت حتى الآن ارسال شحنات من الأسلحة لحليفتها اسرائيل التى ترتكب كل يوم مجازر فى قطاع غزة يعاقب عليها القانون الدولي.
وبعد تأكيد البيت الأبيض أن واشنطن لم تتخذ قرارا نهائيا بشأن شحنة الأسلحة التى تم تعليق إرسالها إلى إسرائيل، من المرتقب أن يقدم وزير الخارجية أنتونى بلينكن تقريراً إلى الكونجرس حول الحرب الإسرائيلية فى غزة وكما كشف ثلاثة مسئولين أميريكيين، فإن المتوقع أن يقدم بلينكن تقريرًا شديد الانتقاد بشأن سلوك إسرائيل فى غزة، إلا أنه لن يصل إلى حد اتهام اسرائيل بانتهاك شروط استخدامها للأسلحة الأمريكية الذى يخضع لتقييم وزارة الخارجية الأمريكية.
و كانت أروقة وزارة الخارجية الأميركية قد شهدت مناقشات عديدة و شد وجذب بشأن محتويات التقرير المتعلق بإسرائيل واستنتاجاته، لاسيما بعد أن أوصى مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان و كذلك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، بلينكن بالتوصل إلى استنتاج بأن إسرائيل قامت بانتهاك شروط الأمن القومى واستخدام الأسلحة الأمريكية. لكن فى الوقت نفسه، هناك ضغوط كبيرةعلى بلينكن ليشهد بأن اسرائيل لم تفعل ذلك.
المشهد يؤكد ان الرصيف العائم الذى تصر واشنطن على إنشائه قد يكون طوق النجاة لحكومة الاحتلال للافلات من القانون الامريكى الذى يعطى الإدارة الامريكية حق منع المساعدات من اى دولة تنتهك القانون الدولى الانسانى او تعيق وصول المساعدات التى تدعمها امريكا
أكد رايدر أن البنتاجون يجرى الآن مراجعة للشحنات العسكرية الأميركية، خصوصا تلك التى يمكن أن تتسبب بأضرار واسعة فى الأماكن المأهولة بالسكان.
وتابع أيضاً أنه لا توجد لدى الجيش الأمريكى أى تقديرات حول أعداد المدنيين الذين قتلوا بالأسلحة الأمريكية فى غزة، متوقعاً من إسرائيل استخدام الأسلحة الأمريكية وفق القوانين الدولية فى دلالة إلى الدعم الأمريكى لتل أبيب.
و ذكرت وكالة رويترز على لسان السيناتور الديمقراطى كريس ميرفى أنه لا يعتقد أن تؤثر العملية فى رفح على قوة حماس على المدى الطويل، فى اشارة إلى أن الجيش الصهيونى لم ينجح فى تفتيت حماس والقضاء عليها.
وعلى عكس ما يتم تناقله بأن العلاقات الإسرائيلية الأميريكية تمر بمنعطف شديد بعد تعليق شحنة الأسلحة الأمريكية لحكومة تل أبيب، يبدو أن اسرائيل تريد المضى قدما فى عملياتها العسكرية فى قطاع غزة.
فى هذا السياق، قال منسق الاتصالات الإستراتيجية فى البيت الأبيض جون كيربى إن العملية التى نفذتها إسرائيل فى رفح الفلسطينية- التى نزح إليها حوالى مليون ونصف فلسطينى – كانت محدودة، وتهدف لمنع تهريب حماس أسلحة وأموالا إلى غزة، على حد تعبيره، مؤكدا فى نفس الوقت أن بلاده تتفق مع الإسرائيليين فى ضرورة إلحاق هزيمة دائمة بحركة حماس.
كما أضاف المسئول الأمريكى أن الإدارة الأمريكية اقترحت على الإسرائيليين «بدائل» لهزيمة حماس فى رفح، لا تتضمن عمليات برية كبيرة، موضحاً أن الرئيس بايدن لا يريد لإسرائيل أن تستخدم أسلحة بعينها فى مناطق معينة.
ففى المقابل، انتقد أمس نتنياهو موقف الادارة الأمريكية فى مقابلة عبر الإنترنت ، معبراً عن أمله فى أن يتمكن والرئيس الامريكى من تجاوز خلافاتهما بشأن الحرب وكان نتنياهو قد أكد فى بيان أصدره مكتبه مؤخراً «سنحارب بأظافرنا إذا اضطررنا لذلك»، رداً على قرار الادارة الأمريكية.
فى الوقت نفسه، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى دانيال هاجارى إن إسرائيل لديها ما يكفى من الذخائر لخوض عملية فى رفح، وفقاً لما ذكرته صحيفة تايمز أوف اسرائيل، معتمده فى ذلك على الكم الهائل من الأسلحة التى قد تم شحنها من واشنطن لتل أبيب.
وفى اشارة إلى حجم المساعدات الأمريكية لاسرائيل، ذكرت صحيفة الجاريان البريطانية أن الهجوم الاسرائيلى المكثف على غزة منذ 7 أكتوبر الماضى كان من الصعب استمراره، إلا بتواصل الإمدادات الأمريكية بالقنابل والقذائف والذخائر الأخري.
وكان بعض المسئولين فى الكونجرس قد اكدوا أنه تم إجراء أكثر من 100 عملية امداد لإسرائيل منذ 7 أكتوبر الماضى ، وأفاد أحد مراكز الأبحاث الأمريكية أن البنتاجون كان يتعثر فى كثير من الأحيان فى العثور على طائرات شحن كافية لنقل المعدات العسكرية لتل أبيب.
الجدير بالذكر أن الرئيس الأسبق ، باراك أوباما، وقع على اتفاق مدته 10 سنوات فى عام 2016 بتوفير أسلحة بقيمة 3.3 مليار دولار سنويا، بالإضافة إلى 500 مليون دولار أخرى سنويا لأنظمة الدفاع الجوي.
علاوة على ذلك، وافق الكونجرس على مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 13 مليار دولار الشهر الماضي، بما فى ذلك 5.2 مليار دولار لتعزيز الدفاعات الجوية الحالية.
وخلال الصراع الحالي، لم ينشر البنتاجون تفاصيل المساعدات التى أرسلها لتل أبيب إلا من حين لآخر، حيث وفق ما ذكرته صحيفة الجارديان البريطانية، تم شحن مجموعات من القنابل الدقيقة بحوالى 320 مليون دولار ، و14 ألف قذيفة دبابة بتكلفة 106 ملايين دولار، و كذلك 57 ألف قذيفة مدفعية عيار 155 ملم بقيمة 147.5 مليون دولار، بالإضافة إلى 30 ألف مدفع هاوتزر.