لماذا يحتار البعض فى كيفية الاحتفال بمولد الهادى البشير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم؟!
الإجابة فى قول الله سبحانه وتعالى فى سورة الأحزاب «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر».. فإذا أردنا الاحتفال بالمولد النبوى علينا الاقتداء برسول الله واتباع سنته.. لأن الله أرسله هادياً ومبشراً ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجاً منيراً.. فلماذا نحتار ولدينا القرآن والكتب التى نقلت سيرة الرسول؟!
لنقرأ ونستوعب ونفعل مثله.. ماذا كان يتصرف الرسول فى أى موقف.. عندما يشترى أو يبيع.. وعندما يتعامل مع زوجاته وأولاده وأحفاده.. مع جيرانه مع أصحابه ومع أعدائه.. كيف كانت أخلاقه وتعاملاته.. ماذا يفعل وقت الحرب ووقت السلم.. وما هى وصاياه لعماله ورسله إلى الأمصار.. كيف يصلى ويصوم ويحج؟!
لم ينتشر الإسلام.. وتملأ محبة الرسول القلوب.. إلا لأن المسلمين الأوائل اقتدوا بنبيهم وعملوا بما أنزله الله عليه من قرآن وما أوحاه له من الحكمة.. فكانوا مثله بأخلاقهم وأفعالهم كأنهم «قرآن يمشى على الأرض فيراهم الناس فيريدون أن يكونوا مثلهم.. تعلموا أن من أراد نصرة الله ورسوله عليه بالدعوة إلى الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.. لأن خيرية هذه الأمة جاءت من الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.. فعليهم نشر حقيقة الدين قولاً وعملاً.. أما الهداية فتكون من عند الله.
على المسلمين أن يبلغوا ولو آية ويبينوا للآخرين الرشد من الغى والله هو الذى يهدى للإيمان.. فلا النبى ولا نحن نهدى من نحب.. وكما قال نوح عليه الصلاة والسلام «لن ينفعكم نصحى إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم.. هو ربكم وإليه ترجعون».. أما من يبدأ بالحرب ويعتدى على أوطاننا فلا مفر من حمل السيف والجهاد!!
لو حاولنا أن نفعل مثلما كان رسولنا.. ولو اتخذناه قدوتنا فى كل مناحى الحياة.. فبالتأكيد سنرضى الله ونكون من سعداء الدنيا والآخرة.. وسيكون هذا أفضل احتفال بالمولد النبوى الشريف.. وكل عام ومصر وأهلها والعرب والأمة الإسلامية بخير.
الفلاح.. وعيده!!
عيد الفلاح.. يوافق 9 سبتمبر من كل عام.. صحيح أن الاحتفال به بدأ منذ 73 عاماً مع صدور قانون الإصلاح الزراعي.. ولكن السبب الحقيقى لاختيار هذا اليوم يعود إلى 144 عاماً عندما وقف الزعيم أحمد عرابى ومن ورائه جموع الشعب وأغلبهم من الفلاحين أمام الخديو توفيق وبجواره القنصل البريطانى فى فناء قصر عابدين وأملى عليه مطالب المصريين!!
فى 9 سبتمبر 1881 طالب عرابى ويمتطى جواده بعزل حكومة رياض باشا وإنشاء مجلس للنواب وزيادة عدد الجيش إلى 18 ألف جندي.. ولم يجد الخديو والقنصل البريطانى أى فرصة للمراوغة ولم يكن أمامه إلا الموافقة لأن الفلاحين خلف عرابى الذى قال كلمته الخالدة «إن الله خلقنا أحراراً ولن نستعبد بعد اليوم» وأصبح محمود سامى البارودى رئيساً للوزارة وعرابى وزيراً للحربية وتطورت الأحداث وقامت الثورة العرابية بعد استعانة الخديو بالإنجليز.. وأطلق الشعب عليها «ثورة الفلاحين» فى حين أن القصر وأعوانه أسموها «هوجة عرابي» وبعد إخماد الثورة بالخيانة بدأ اضطهاد الفلاحين وزادت ممتلكات الاقطاعيين واستغلوا الفلاحين وعاملهم البعض بالسخرة.. ومن له أرض أخذوها منه مثلما حدث مع «محمد أبوسويلم» الذى جسد دوره الفنان محمود المليجى فى فيلم «الأرض» عن رائعة الكاتب عبدالرحمن الشرقاوى من إخراج يوسف شاهين حيث ترى حياة الفلاحين ومعاناتهم!!
عانى الفلاح كثيراً ووقعت العديد من الحوادث التى استشهد فيها أبناء الفلاحين ومنها حادثة «دنشواي».. واستمر نضال الشعب مع مصطفى كامل ومحمد فريد ثم مع سعد زغلول ورفاقه فى ثورة 1919 حتى قامت ثورة يوليو التى أول ما فعلته بعد 48 يوماً من قيامها إصدار قانون الإصلاح الزراعى وإلغاء الاقطاع لترد الدين للفلاحين وتملكهم الأرض التى ظلوا يعملون أجراء لسنوات طويلة وكان ذلك يوم 9 سبتمبر 1952.
مرت الأعوام وتغيرت الأزمان.. ولم يعد الفلاح كما نعرفه حتى أنهم يطلقون عليهم لقلب مزارع أو مستثمر زراعى بدلاً من الفلاح.. وبعد أن كان الشعراء والمطربون يغنون «محلاها عيشة الفلاح» أصبح أغلب من يعملون فى مجال الزراعة يعانون من ارتفاع أسعار التقاوى والأسمدة والمبيدات وندرة العمالة وعدم تصريف إنتاجهم من المحاصيل فالمزارع يحصل على الفتات بينما التجار يبيعون بأسعار مرتفعة ويجنون الأرباح.
حتى القرية تغيرت ولم يعد الريف كما كنا نراه زمان.. ونمط البناء لم يعد كما كان من الطوب اللبن وأصبح من الأسمنت والمسلح وارتفعت الأدوار وقاربت عمارات «البندر».
بعد أن تغير شكل البيت الريفى والدوار الملحق به الحظيرة والفرن.. لم يعد الفلاح كما كان منتجاً للخبز ومستغنياً بما يربيه فى منزله من طيور وخراف وأبقار.. بل أصبح مستهلكاً كسكان المدن!!
للأسف أغلب القرى تحولت إلى مناطق عشوائية فلا هى بقيت على حالها بطابعها الريفى البسيط الجميل.. ولا تحولت إلى مدينة.. وبعد أن كان اللون الأخضر يحيط بكل قرية نشاهد الآن حوائط من الأسمنت والطوب الأحمر تشوه القري!!
ليتنا نستعيد الفلاح المصري.. ونعود إلى أصالة النمط الريفى فى البناء.. لو فعلنا فهذا أفضل احتفال بعيده!!