طرحت فى مقالى بالأمس سؤالا يقول:
هل ستستمر أمريكا على موقفها الجديد الذى أعلنته محذرة إسرائيل بعدم اجتياح رفح ومن ثم تأجيل صفقة الأسلحة الجديدة المقرر تسليمها لها إلى أن يؤكد ذلك بنيامين نتنياهو بنفسه؟!
>>>
اليوم -والحق يقال- بلورت أمريكا موقفها أكثر وأكثر حيث أعلن الرئيس جو بايدن أنه قرر إلغاء الصفقة نظرا لعدم انصياع نتنياهو لنصيحته.. فقد هاج «سفاح القرن» وباقى أعضاء حكومته الإرهابية وماجوا احتجاجا على تصريح الرئيس بايدن حتى وصل الأمر إلى أن يعلن أنهم سيجتاحون رفح وأن أمريكا ليست ولى أمرهم..!
طبعا.. ربما لم يحدث هذا التلاسن بين أمريكا وإسرائيل من قبل لكن واضح ان إدارة الرئيس بايدن قد فاض بها الكيل بعدما تسمعه بآذانها وتراه رأى العين فى مواقع شتى من بلادهم مثل الجامعات والمدارس والمصانع والمزارع..و..و..!
>>>
هنا.. اسمحوا لى أن أشير إلى عدة حقائق فى هذا الصدد.. أولاها أن الرئيس الأمريكى ما كان ممكنا أن يتخذ هذا الموقف إلا إذا توافرت لديه المعلومات الكافية والمقنعة.. وقد ظل بايدن منذ أحداث 7 أكتوبر الماضى يكرر ويعيد ويزيد بشأن التزام بلاده بأمن إسرائيل ويستحيل.. يستحيل أن تتركها وحدها تحارب حركة حماس وما تمارسه من إرهاب..!
>>>
ثم..ثم تظل قناعة الرئيس الأمريكى قائمة حتى أخذت تتغير رويدا.. رويدا..!
بداية.. معروف أن رئيس أمريكا لا يهتم فى شؤون حكمه إلا بالخطوط العريضة أو المانشيتات أما الدقائق والتفصيلات فيتركها لمعاونيه الذين يقدمون له القرار الذى يذيعه على الملأ..
من نفس المنطلق أقام الأمريكان سياستهم وهم على يقين بأنها السياسة المثلي.
على الجانب المقابل هناك زعيم لأكبر دولة عربية يتحدث باستفاضة وبجرأة وشجاعة عن تطورات الأوضاع أولا بأول وطالما أكد أن توسيع دائرة الصراع ليس فى مصلحة أحد.
و..و.. جرت اتصالات ومكالمات هاتفية بين الرئيس عبد الفتاح السيسى والرئيس جو بايدن الذى ألم ربما لأول مرة بأبعاد القضية الفلسطينية ومدى خطورة الأفعال التى يقوم بها بنيامين نتنياهو والتى ستنعكس سلبا ليس على منطقة الشرق الأوسط فحسب بل على العالم بأسره .
>>>
و..و.. سبحان الله العظيم الذى أوقع بنيامين نتنياهو فى شر أعماله حيث بادر بالهجوم على ولى نعمته مؤكدا أنها ليست وصية على إسرائيل وأنه سينفذ خطته التى وضعها دون مساعدة أحد.
>>>
فى النهاية تبقى كلمة:
يقول الإسرائيليون إن اجتياحهم لمدينة رفح الفلسطينية لا يؤثر على اتفاق كامب ديفيد المعقود مع مصر.
نعم.. وألف نعم.. لا أحد يستطيع المساس بهذه الاتفاقية وإلا بات مسئولا عن دفع الثمن وهذا ما لا يريدون أن يفهموه.. أن استخدام العنف بشتى أشكاله وألوانه ضد مليون و400 ألف فلسطينى لا ناقة لهم ولا جمل أمر لا تقبله مصر بل ولا تريد الاستماع لمن يرددونه لأن هؤلاء من حقهم أن يعيشوا كما يعيش البشر حياة آمنة مستقرة داخل بيوت لا مخيمات ولا يطاردهم قصف الطائرات أو المدافع بالضبط شأنهم شأن المعتدين الآثمين..
ودعونا نرقب وننتظر..!
>>>
و..و..شكرا