المخرج الراحل صلاح أبو سيف ينتمى لجيل من المبدعين، ظل يعطى للفن وينافس على المقدمة حتى بعد تقدم العمر .. فقد ظل يخرج أفلاماً بعدما تخطى الـ 70 من العمر، ظل محافظا على وجوده ووهجه السينمائي، ومؤمنا بقضيته، ولونه السينمائى الذى اشتهر به وهو الواقعية التى كان رائدها فى السينما المصرية والعربية، فالانحياز للفقراء ورفض الظلم والقهر والبطش، هو ما ميّز التجربة السينمائية للمخرج صلاح أبو سيف، الذى تمر ذكرى ميلاده فى 10 مايو الذى يصادف اليوم الجمعة .
حرص صلاح أبو سيف قبل رحيله بفترة قصيرة، على تسجيل مذكراته، وجلس أمام الكاسيت يروى حكايته مع الحياة والسينما ليصيغها بعد ذلك الكاتب الكبير عادل حمودة، فى كتاب ظهر للنور بعد رحيل أبو سيف بربع قرن تقريبا تحت عنوان «مذكرات صلاح أبو سيف» كاشفا عن أسرار وكواليس لم تنشر من قبل لمخرج الواقعية المصرية، الذى استطاع من خلال أعماله أن يحوّل شاشة العرض إلى محاكمة للواقع الاجتماعى والاقتصادى.
وفى بداية الكتاب لفت حموده إلى أن أغلب المشاهير فى عالمنا العربى يخشون كشف أسرارهم ومحاسبتهم بأثر رجعي، كما يخشون السفر داخل نفوسهم، ويكتفون بالسفر داخل نفوسنا، مؤكداً أن من يملك الجرأة على مخالفة ذلك يتصور أننا سنسقطه من عيوننا، وهو خطأ شائع.
وأشار إلى أن أبو سيف كان صريحاً وبسيطاً، كما لو كان يتحدث إلى نفسه بصوت مرتفع، وما قاله أقرب إلى المونولوج لا إلى الحوار، وإلى الاعتراف لا إلى المناقشة.
تبدأ المذكرات بعبارة صادمة على لسان «أبو سيف» حيث يقول: «لقد عشتُ حياتى بلا أب.. لم أعرف حنانه، ولم أذق طعم رعايته مع أنه كان ثريا.. وأقامت أمى أكثر من دعوى قضائية للحصول على نفقة وكسبتْها ولكن لا أحد استطاع تنفيذ الأحكام؛ لأن الزوج والأب والعمدة المستبد كان هو القانون فى القرية ولا أحد يمكنه الوقوف فى وجهه، بل لا أحد يمكنه دخول القرية دون أن يستأذنه؛ كان الخِصْم والحَكَم.. القاضى والجلاد».
صدرت المذكرات – التى تقع فى 260 صفحة – فى القاهرة عام 2020 م، وتلقى الضوء على جوانب مستترة ومهمة فى حياة مخرج عبقرى قدم عشرات الأفلام، أصبح بعضها علامة فى تاريخ السينما، منها «الزوجة الثانية» ، و«شباب امرأة»، و«أنا حرة»، و«القاهرة 30»، و«بداية ونهاية»، و«بين السماء والأرض»، ونقل الصورة السينمائية من حياة القصور المترفة إلى بساطة الحارة الشعبية.
البدايات
ترصد المذكرات العديد من الملامح حول طفولة صاحبها، فقد عاش يعانى من جحود الأب الذى كان ثرياً ومزواجاً يملك العديد من الأفدنة الزراعية، ومع ذلك تنكر لابنه، ولم يره مرة واحدة، أو ينفق عليه قرشاً، لأن والدته تلك المرأة الشابة الجميلة صممت أن تعيش فى حى بولاق الشعبى بالقاهرة، ولا تنتقل إلى محافظة بنى سويف بصعيد مصر، لتكون مجرد رقم جديد فى «امبراطورية الحريم» التى بناها الأب الذى كان يغير زوجاته، كما يغير ملابسه، فعاقبها الزوج بالطلاق والإهمال، وحين حصلت على حكم قضائى يلزمه بالإنفاق عليها، استطاع بنفوذه كعمدة قرية وإقطاعى صغير أن يتهرب من تنفيذ الحكم، وهكذا عاش المخرج طفولة عنوانها الفقر والحرمان.
وبعد دخوله المدرسة، يتوقف صلاح فى مذكراته عند خاله ناظر المدرسة الشاب الذى تولى الإشراف على تربيته وتعليمه، وكان مثقفاً يهوى القراءة والفن، ويشتغل بالسياسة وكانت ميوله ثورية، يعقد الاجتماعات ويوزع المنشورات المنددة بالاحتلال الإنجليزي، ويحكى أنه ذات يوم اقتحم البوليس السياسى منزل العائلة، وقام بتفتيشه بحثاً عن المنشورات، ولكن قبل دخولهم الشقة نجحت خالته فى إخفاء المنشورات فى سلة الخبز، فلم يعثروا عليها، ولو أنهم نظروا فى وجه الطفل الصغير «صلاح» لعرفوا مكانها فقد كانت عيناه ترتكز على السلة ومع أنهم لم يجدوا منشورات، فإنهم لم يتركوا خاله وأخذوه معهم بعد أن وضعوا الحديد فى يديه.
الحارة الشعبية.. وعالمه الخاص
الذى ظهر فى أفلامه
ويحكى أيضاً عن الحارة الشعبية التى نشأ بها، ومن معالمها «الحانوتي» الذى كان لا بد أن يكون خفيف الظل حتى لا ينفر منه الناس، وكان ابن الحانوتى زميلاً له، وابن البقال أيضاً، ويتذكر أن البقال كانوا يسمونه «خضرة»، ويعاملونه كطفلة خوفاً من الحسد، لأن كل إخوته الذكور سبق وأن ماتوا صغاراً.
يقول أبو سيف: إن الحارة بكل تفاصيلها كانت عالمه الخاص الذى فرض نفسه على أفلامه عندما أصبح مخرجاً، فلا يوجد فيلم من أفلامه لا يحتوى على تفاصيل هذا العالم الشعبى العجيب الغريب، ويشرح أبو سيف كيف تحولت طفولته إلى مخزن خبرات وذكريات أفادته فى صناعة الأفلام قائلاً: «قدمت على الشاشة، الدنيا التى عرفتها، لم أكذب ولم أفتعل ما لا أعرفه، وربما كان ذلك سر انفعال وحماس الجمهور لأفلامي».
فقد عاش أبو سيف فى حارة «قسوات» بحى بولاق فى القاهرة والتى كانت مركزا للتعذيب فى عصر المماليك وحملة نابليون بونابرت، وسميت بذلك للقسوة التى واجهها الوطنيون الرافضون للاحتلال، وكان شاهدا على ثورة 1919 التى اشتعلت وهو طفل صغير، كل ذلك مع تفاصيل الحارة والفقر الذى عاشه لسنوات طويلة ظل فى مخيلته حتى بدأ مشواره السينمائي. ويضيف أن أمه كانت هى المسئولة عن كل شيء وصاحبة القرار الأول والأخير، فهى الأب والأم معاً، ومن ثم لا تجاوز ولا تدليل، والعقاب لا بد منه مهما كان حجم الذنب صغيراً، ولا جدال أن السبب هى رغبة الأم الدفينة أن تثبت للأب أنها كانت على حق، أو أن اختيارها كان صائباً.
أما عن البيت الذى كان يعيش فيه فيصفه أبو سيف بأنه كان على الطراز المملوكي، مدخله من الرخام، ونوافذه مغطاة بمشربيات على شكل نصف دائرة محفورة بالزخرفة الإسلامية أو الأرابيسك، ولعل ذلك ما جعل الكثير من شخصيات أفلامه تخرج من وسط تسيطر عليه الروحانيات والمعتقدات الإسلامية.
وفى فترة شبابه، عندما كان يعمل فى شركة النسيج بالمحلة، اشتغل أبو سيف بالصحافة الفنية، انكب على دراسة فروع السينما المختلفة والعلوم المتعلقة بها، مثل الموسيقى وعلم النفس والمنطق، علاوة على معايشته للظروف البائسة التى يعانى منها عمال المحلة.
وهناك فى المحلة، التقى بالمخرج نيازى مصطفي، والذى ساعده فى الانتقال إلى استوديو مصر، وكان ذلك عام 1936، ومن ثم أصبح رئيساً لقسم المونتاج بالأستوديو لمدة عشر سنوات..حيث تتلمذ على يده الكثيرون فى فن المونتاج.
سحر السينما.. والعقاب بالضرب
كان للسينما سحر خاص عن ابو سيف منذ الطفولة فيحكى عن تلك الفترة قائلا: إنه ذات يوم وهو يتسكع فى شوارع القاهرة وقف أمام شباك التذاكر لدار سينما عليها زحام بحى عابدين، يسأل عن سعر التذكرة، وعرف أنه قرش صاغ، أى مصروف يومين، فقد كان مصروفه اليومى نصف قرش، ومن ثم كان القرش ثروة كبيرة، ولكن لم يتردد فى التضحية به، دخل السينما وفى هذا العرض شاهد فيلمين، أحدهما لشارلى شابلن، وكان اسمه «شارلى فى البنك»، والآخر كان لممثل إيطالى قديم كان من نجوم السينما الصامتة هو إيلامو لنكولن، وكان أول من قدم دور طرزان على الشاشة.
ويخرج من السينما مفلساً، ليعود لبيته سيراً على الأقدام، ولكنه لم يشعر بطول المسافة فقد كان منتشياً مسحوراً لا يكاد يصدق ما رآه، ومن شدة انفعاله لم يستطع الكذب، فأخبر أمه وخاله بسر السينما، وتلقى عقاباً قاسياً، فقد ارتكب جريمتين معاً؛ التهرب من المدرسة ودخول السينما، وما كان منه إلا أن تحمل الضرب، ولكن بدون بكاء.
استوديو مصر وأم كلثوم
عاش أبو سيف ميلاد استديو مصر، أول محاولة مصرية جادة لتوفير أدوات إنتاج محلية تساهم فى نهضة السينما، وهو فكرة طلعت حرب أبو الاقتصاد المصرى الحديث، كما شارك كمساعد مخرج فى صناعة فيلم «العزيمة» من إخراج كمال سليم، الذى يعد بداية الواقعية فى السينما المصرية، وكانت المرة الأولى فى الفيلم التى تصور حارة مصرية نرى فيها على الشاشة الحلاق والحانوتى والجزار وبنت البلد والحياة الخلفية الخفية للقاهرة، وتكشف المذكرات عن سر مهم، حيث يروى أبو سيف أنه البطل الحقيقى لفيلم «شباب امرأة» الشهير الذى قامت ببطولته تحية كاريوكا وشكرى سرحان، وفيه تقوم سيدة ناضجة تعانى الحرمان باستغلال شاب ساذج يبحث عن مكان للإيواء، يقول: الفيلم تجربة حية عشتها فى باريس، حين سافرت إليها شاباً فى مقتبل العمر لأدرس المونتاج والإخراج، الطرف الآخر سيدة تمتلك فندقاً صغيراً، تجاوزت سن الشباب فى حاجة إلى علاقة تعيد مصالحتها مع الحياة ومستعدة لأن تفعل أى شيء فى سبيل ذلك.
ويشير صلاح فى المذكرات فى تلك الفترة إلى موقف طريف جمعه بكوكب الشرق أم كلثوم، فقد كانت مطربة شهيرة عندما بدأت السينما تجرى وراءها، أو بتعبير أدق وراء صوتها، كان أبو سيف مسؤولاً عن مونتاج فيلم تصوره فى استديو مصر، وكانت حريصة على متابعة المونتاج كل يوم بعد الانتهاء من التصوير، ولم يكن يتصور أن هذه المتابعة جزء من وساوس ومخاوف أم كلثوم عند القيام بأى عمل فني، وتصور أن هذا الاهتمام موجه له شخصياً. ضاعف هذا الإحساس أنها كانت دائمة السؤال عنه، وسألت زملاء له عن أخلاقه ومرتبه، وكانت تحرص على إحضار الطعام له من بيتها، وكان من الطبيعى أن يقنعه غرور الشباب بأنها تحبه، بل تسعى للزواج منه، لكن أبو سيف لم يبتعد عما فى نيتها كثيراً، فهى كانت تريده أن يتزوج، ولكن ليس منها، بل من فتاة قريبة لها، وفيما بعد عرفت كوكب الشرق أنه مهتم بفتاة فى قسم المونتاج، فاختفى الطعام، على حد تعبيره، وتراجع اهتمامها به حتى نهاية الفيلم.
منع أول أفلامه
يحكى صلاح أبو سيف فى مذكراته كيف اعترضت الرقابة على أول فيلم قام بإخراجه بعنوان «نمرة 6 العمر واحد»، وهو إنتاج 1942، ورغم أن صلاح أبو سيف كان قد قدم قبلها أفلاما كمساعد مخرج مثل «سلامة فى خير» و»العزيمة»، فقد قرر أن يقدم أول تجاربه بفيلم غير تقليدي، فهو أول فيلم روائى متوسط الطول حيث يزيد بضع دقائق على الـ30 دقيقة، إلا أن الرقابة شعرت بأن المقصود بنمرة 6 هو استمارة الموت واعتبرته يسخر من الموت فى الفيلم وهو ما لا يجوز رقابيا.
الفيلم كان أول بطولة لإسماعيل ياسين وقتها لكن لم يعرض، وظل صلاح أبو سيف محتفظا بالنسخة الخاصة بفيلمه فى منزله، حيث كان لديه يقين بأنه سيأتى يوم ويتم عرضه، وبالفعل تم عرضه لأول مرة فى مهرجان السينما المصرية عام 1992.
كانت أفلام صلاح أبو سيف محل انتباه الرقابة دائماً، فمثلاً كان شرط الرقابة لتمرير فيلم «الأسطى حسن» هو وضع عبارة «القناعة كنز لا يفني» فى أحد مشاهد الفيلم. كما اشترطت الرقابة لإجازة فيلم «الوحش» بأن توضع عبارة «قديماً».. فى أقاصى الصعيد فى بداية الفيلم.
مرحلة جديدة
تحمس أبو سيف لتقديم تجربة أخرى من خلال فيلم «لك يوم يا ظالم»، الذى باع سيارته ورهن مجوهرات زوجته وتبرع طباخه بأجرة الشهر من أجل تنفيذه عام 1952، كما أجلت الفنانة فاتن حمامة تقاضى أجرها، وكانت وقتها النجمة الأعلى أجرا بقيمة 5 آلاف جنيه، ولكنها اختارت تأجيل أجرها لحين عرض الفيلم لتحصل عليه بعد شباك التذاكر.
شهد الفيلم تحول صلاح أبو سيف للواقعية، بعكس الصورة السينمائية السائدة وقتها لزملائه من المخرجين، فكانت الأفلام تقدم وقتها حياة القصور والرفاهية والملاهى الليلية، لكن قرر صلاح أبو سيف أن يقدم صورة سينمائية مغايرة فى «لك يوم يا ظالم»، فقد تأثر بتيار الواقعية الجديدة فى السينما الإيطالية وأصر على أن يخوض هذه التجربة من خلال السينما المصرية، وكانت الواقعية عند «صلاح أبو سيف» تعنى أن ترى الواقع وتنفذ ببصرك وبصيرتك فى أعماقه وأن تدرك وتعى جذوره الظاهرة، لا أن تكتفى برصد ملامحها فقط، وهذا ما جسده فى أفلامه مثل «ريا وسكينة»، «الفتوة»، «شباب امرأة»، «بداية ونهاية»، «القاهرة 30»، «الزوجة الثانية»، «السقا مات»، «البداية» وقد نجحت هذه الأفلام فى فرض مناخ حميم أكده حنانه وقلقه وتعامله الحسى الصادق مع آلة التصوير التى جال بها فى الشوارع والحارات الشعبية فى مواضيع مستمدة من واقع الحياة المصرية والعربية ومشكلاتها، فأثراها بالبعد الإنساني.
فى فيلم «شباب امرأة»، رفضت شركة الإنتاج اسم تحية كاريوكا فلم يكن لها اسم يعتد به فى تسويق الأفلام فى ذلك الوقت، وأيضا كانت هناك رغبة فى أن يحصل على دور البطولة عمر الشريف بدلا من شكرى سرحان، إلا أن صلاح أبو سيف كان متمسكا بأبطاله لأبعد حد، فكان يرى أن عمر الشريف لا يستطيع إقناع الجمهور بأنه ريفى ساذج لا يحمل معه من الريف سوى «زلعة المش» وبراءة الإنسان البكر، بعكس شكرى سرحان.
كما أن شخصية شفاعات لا يمكن أن تقدمها فنانة أخرى سوى تحية كاريوكا، وعلى الرغم من أن أجر تحية وقتها كان 500 جنيه وشكرى سرحان 300 جنيه، فقد أسند دورا بسيطا لشادية التى كانت تحصل على ألفى جنيه وقتها كأجر، لأنها كانت الفنانة الأكثر تسويقا فى مصر وخارجها، رغم تقديمها لخط درامى هامشى يمكن الاستغناء عنه لصالح شفاعات، ووافقت شادية على ذلك لدعم أبو سيف وقتها.
يمثل «أبو سيف» مرحلة مهمة فى تاريخ السينما العربية بأفلامه ذات المواضيع المختلفة، ففى فيلم «الوسادة الخالية» الذى أخرجه عام 1957م يصور سعادة مستحيلة فى إطار رومانسى راقٍ، مما يجعل هذا الفيلم من أكثر أفلامه رقة وجماهيرية، وفى فيلمه «الفتوة» يبرع فى التقاط مناخات السوق الشعبية وصراعاتها المحتدمة مصوراً، بطريقة قريبة من الملحمية، شخصيات تسعى لتجاوز الضيق الذى يطوقها وبلغ مجموع الأفلام التى أخرجها «صلاح أبو سيف» طوال مسيرته أربعين فيلماً، نال عليها جوائز وأوسمة كثيرة فى مهرجانات عربية ودولية، وفى 22 يونيو من عام 1996م توفى المخرج الكبير عن عمر ناهز 81 عاماً.
نال صلاح أبو سيف شهرة عالمية، إضافة إلى شهرته فى العالم العربي، بل إنه من أبرز المخرجين العرب شهرة فى العالم. فقد اشترك بأفلامه فى الكثير من المهرجانات السينمائية الدولية، مثل مهرجان كان ومهرجان برلين ومهرجان موسكو ومهرجان كارلو فيفارى ومهرجان فينيسيا.
يتحدث الناقد والمؤرخ الفرنسى العالمى جورج سادول عن أفلام صلاح أبو سيف، فيصفها: «بأنها قد خلقت فى مصر تياراً لا تقل فعاليته عن تيار الواقعية الجديدة الذى نشأ فى إيطاليا، وأدى إلى خلق موجات جديدة فى فرنسا وإنجلترا وأمريكا…»
وفى مكان آخر يقول سادول: «إن أبو سيف يعد واحداً من أفضل عشرة مخرجين فى العالم…»، أما جمعية النقاد الفرنسية، فقالت عنه: «إنه مخرج عالمى متميز»..
وكتبت الباحثة السينمائية الألمانية أريكا ريشتر عن صلاح أبو سيف، فقالت: «يعتبر صلاح أبو سيف بحق أستاذ الفيلم الواقعى فى مصر، وتمثل أفلامه العمود الفقرى للفيلم الواقعى العربي، وتحدد بظهوره اتجاها حساساً فى تطور السينما العربية».
أبو سيف و محفوظ
اشترك أبو سيف فى كتابة السيناريو لجميع أفلامه، فهو يعتبر كتابة السيناريو أهم مراحل إعداد الفيلم، وأنه البطل الحقيقى للعمل فمن الممكن عمل فيلم جيد بسيناريو جيد وإخراج سيئ، ولكن العكس غير ممكن، لذا فهو يشارك فى كتابة السيناريو لكى يضمن أن يكون كل ما كتبه السيناريست متفقاً مع لغته السينمائية.
ومن هنا جاء ارتباط اسم الأديب الكبير نجيب محفوظ بمعظم أفلام أبو سيف، فنجيب محفوظ يعتبر من أبرز كتاب الرواية الواقعية فى الوطن العربي، وأبو سيف من أبرز المخرجين الواقعيين، والأعمال التى جمعتهما مع بعض هي: «المنتقم، مغامرات عنتر وعبلة ، لك يوم يا ظالم، ريا وسكينة، الوحش، شباب امرأة، الفتوة، الطريق المسدود، أنا حرة، بين السماء والأرض، بداية ونهاية، القاهرة 30، شيء من العذاب، والمجرم».