يشاهد الجمهور فيلم «السرب» فى أكثر من 100 دار عرض بالقاهرة والمحافظات بالإضافة إلى «سينما الشعب» فى قصور الثقافة بالمدن الكبرى و»قصر السينما» بجاردن سيتى.
فيلم «السرب» الذى حقق حتى الآن 02 مليون جنيه أحدث الأفلام الحربية المصرية المأخوذ عن قصة حقيقية تروى تفاصيل الضربة الجوية المصرية لمعاقل التنظيمات الإرهابية فى درنة بلبيبا بعد الجريمة الشنيعة التى ارتكبوها ضد 21 من العمال المصريين فى ليبيا والقيام بذبحهم على شاطئ البحر وجاء الرد المصرى قوياً صاعقاً الفيلم من إخراج أحمد نادر جلال وسيناريو عمر عبدالحليم وبطولة أحمد السقا وشريف منير ومصطفى فهمى ومحمد ممدوح وعمرو عبدالجليل ونيللى كريم وصبا مبارك ومجموعة كبيرة من ضيوف الشرف مثل: آسر ياسين وأحمد حاتم وكريم فهمى ومحمد فراج ومحمود عبدالمغنى وإشراف فنى وديكور باسل حسام وتصميم أزياء ملك ذو الفقار وموسيقى تصويرية عمرو إسماعيل ومونتاج محسن عبدالوهاب ومدير التصوير أحمد يوسف ومؤثرات خاصة محمد طنطاوي.
يجسد الفيلم التغيير الذى حدث للسينما المصرية خلال السنوات الأخيرة خاصة بعد عرض فيلم «الممر» عام 2019 الذى يتحدث عن دور قوات الصاعقة خلال التمهيد لحرب الاستنزاف بين عامى 1967 و 1969 من تأليف وإخراج شريف عرفة وبطولة أحمد عز وإياد نصار وأحمد رزق وأحمد فلوكس ومحمد فراج وأحمد صلاح حسنى وأسماء أبواليزيد.
يبدأ فيلم «السرب» بواحد من المشاهد القوية وفى نفس الوقت يوثق المشهد لمعركة وقعت على الحدود المصرية- الليبية قبل شهور قليلة من حادث ذبح المصريين الأقباط على أيدى مجرمى داعش والمعركة التى بدأ بها الفيلم قامت خلالها القوات الجوية المصرية وخاصة طائرات الهليوكبتر بتدمير سيارات الدفع الرباعى القادمة من ليبيا إلى مصر وبها أسلحة للإرهابيين فى سيناء لذلك كانت داعش تريد الانتقام بسبب الخسائر الفادحة التى تكبدتها فى معركة سيارات الدفع الرباعي.
نجح المخرج أحمد نادر جلال فى قيادة عدد كبير من الممثلين فى أربع مجموعات فى مصر وليبيا الأولى حيث قيادات الجيش ومنهم شريف منير ومصطفى فهمى وأحمد فؤاد سليم وكذلك الأم الصعيدية القبطية المكلومة التى شاهدت ابنها يذبح على شاشة التليفزيون وقامت بدورها عارفة عبدالرسول أما فى ليبيا فكانت البطولة للنجم أحمد السقا فى دور على المصرى وهو الضابط الموجود فى بنى غازى ودرنة وعلى اتصال بالقيادات فى مصر، كذلك قامت صبا مبارك بدور الصحفية الليبية التى ترفض ما يفعله الدواعش هناك بالإضافة إلى محمد ممدوح الذى قام بدور زعيم داعش وزوجته نيللى كريم التى تعرف حقيقته وتدرك أطماعه وأكاذيبه.
كاتب السيناريو عمر عبدالحليم والمخرج أحمد جلال أرادا أن يكون الفيلم توثيقاً لوقائع حقيقية ولم يقدما فيلماً بالمواصفات الجماهيرية مليئاً بمشاهد الأكشن والمطاردات لكنهما اختارا الالتزام بالوقائع دون الانجراف وراء مشاهد الحرك احتراماً للمأساة التى كانت سبباً للمعركة وأهالى الضحايا المساكين الذين دفعوا حياتهم ثمناً لوحشية وإجرام جماعة داعش الإرهابية المجرمة لذلك فإن فيلم «السرب» وثيقة سينمائية جادة بمثابة وسام جديد على صدر السينما المصرية ينضم إلى قائمة الأفلام الوطنية مثل الطريق إلى إيلات والممر وغيرهما.
قدمت الشركة المتحدة كل الدعم الإنتاجى للفيلم حتى يظهر فى أفضل صورة من الناحية الفنية بما فى ذلك الاستعانة بطائرات القوات الجوية لتحقيق المصداقية خاصة أن الفيلم سوف يتم عرضه فى الدول العربية اعتباراً من اليوم، وبالتالى سوف يدخل فى منافسة قوية مع الإنتاج العالمى لأفلام من الولايات المتحدة وأوروبا والهند.
اختار الفيلم التركيز على الضربة الجوية لمواقع داعش فى ليبيا فى حين أن العملية كما أعلنت القوات المسلحة كانت تشتمل على إنزال قوات خاصة إلى جانب القصف الجوى.
رسائل فيلم «السرب» كثيرة وأهمها أن جيش مصر مهمته ورسالته هى حماية الوطن من مؤامرات أعدائه فى المنطقة التى نعيش فيها ونحن لا نستخدم القوة إلا عندما نحتاجها فى الدفاع عن أبناء هذا الوطن من المسلمين والمسيحيين.
وقد حرصت السينما المصرية عبر تاريخها على مواكبة الأحداث السياسية الهامة فى تاريخ مصر وقد كان فيلم الطريق إلى إيلات عام 1994 واحداً من الأفلام التى فتحت الطريق للسينما المصرية لتقديم العديد من الأفلام الحربية وهو من إخراج إنعام محمد على وسيناريو فايز غالى وبطولة عزت العلايلى ونبيل الحلفاوى وصلاح ذو الفقار ومحمد الدفراوى وعبدالله محمود وناصر سيف ومادلين طبر.
وفى ذكرى مرور 30 عاماً على تأميم قناة السويس قدم المخرج محمد فاضل فيلم «ناصر ٦٥» وهو واحد من الأفلام التى قامت بتوثيق لحظات تاريخية شديدة الأهمية عندما قام الرئيس جمال عبدالناصر بتأميم شركة قناة السويس البحرية وقام محمد فاضل بالتركيز على ثلاثة أشهر فقط دارت خلالها وقائع التأميم والفيلم تأليف محفوظ عبدالرحمن وإنتاج 1996 وبطولة أحمد زكى وفردوس عبدالحميد وأمينة رزق وحسن حسنى وأحمد خليل وعادل هاشم وأحمد ماهر وعبدالله فرغلى وممدوح وافي.
وعام 1999 ومن ملفات المخابرات المصرية يقدم كاتب السيناريو إبراهيم مسعود قصة «الكافيير» وقام بإخراجها على عبدالخالق وبطولة عزت العلايلى وطارق علام وعبير صبحى وروجينا وحسين الإمام وسيف عبدالرحمن وأنعام سالوسة ويحكى الفيلم عن استعانة المخابرات المصرية بمهندس طيران يدعى «أكرم» لدراسة ومعرفة أسرار طائرة الكافيير التى تمتلكها إسرائيل ويسافر بالفعل إلى تل أبيب لتنفيذ هذه المهمة.
أما فيلم حائط البطولات فقد تم الانتهاء من تصويره وأصبح جاهزاً للعرض عام 1998 ولكنه لم يعرض فى دور السينما إلا عام 2014 وهو من تأليف وإخراج محمد راضى وبطولة محمود ياسين وفاروق الفيشاوى وخالد النبوى وحنان ترك وأحمد بدير ومصطفى شعبان ويحكى عن بطولة الدفاع الجوى فى بناء حائط صد الصواريخ الذى أوقف قصف المواقع المصرية بعد عدوان 1967.
كذلك قدمت السينما المصرية سيرة حياة الرئيس الراحل أنور السادات فى فيلم أيام السادات للمخرج محمد خان عن قصة وسيناريو أحمد بهجت وبطولة أحمد زكى ومرفت أمين ومنى زكى ومخلص البحيرى ويوسف فوزى وإسعاد يونس ويتناول الفيلم تفاصيل حياة الرئيس السادات منذ أن كان ضابطاً صغيراً ثم مشاركته فى ثورة يوليو وأصبح عضواً فى مجلس قيادة الثورة ثم توليه مسئولية الحكم بعد رحيل الرئيس جمال عبدالناصر.
لذلك فإن فيلم «السرب» يمثل حلقة من حلقات اهتمام السينما المصرية بالأحداث الكبرى فى التاريخ السياسى والعسكرى لمصر.