تصر قيادة الاحتلال الإسرائيلى المتطرفة على التمادى وضرب عرض الحائط بالمجتمع الدولى والشعوب العربية والإسلامية الذى حذرت أكثر من مرة من خطورة اجتياح مدينة رفح الفلسطينية التى نزح إليها ما يقارب من 1.8 مليون فلسطينى من شمال وجنوب قطاع غزة معظمهم من كبار السن والنساء والأطفال الذين لجأوا إلى رفح ويعيشون فى مخيمات إيواء.
قيادة الاحتلال المهووسة بالقتل والدم تتلاعب بالجميع ولا تأبه بالأسرى الذين أقامت حولها الدنيا وأقعدتها من أجل تحريرهم وقتلت من أجل هذا الهدف المزعوم ما يقارب 40 ألفاً من المدنيين الأبرياء، وتهادن وتبدى موافقات مزعومة على عروض الصفقات المقدمة من الوسطاء وتعلن إرسال وفدها المفاوض حينا وترفض حينا فى محاولة منها التهرب من أى استحقاق.
حركة حماس من جانبها أبدت منتهى المرونة بموافقتها على العرض الأخير الذى قدمه الوسيطان المصري-القطرى والذى يتضمن ثلاث مراحل تبدأ بوقف العدوان وعودة النازحين وإدخال المساعدات ثم البدء فى التفاوض على تبادل الأسرى وهى مراحل عادلة للتخلص من العدوان والاحتلال.
لكن فى خطوة مريبة فاجأ الكيان الإسرائيلى العالم والوسطاء بعملية غادرة باحتلال وتطويق مدينة رفح الفلسطينية متجاوزاً كل الحدود.
على هذا الكيان أن يعلم أن اجتياح مدينة رفح لن يكون نزهة لجنوده، صحيح أنه سوف يقتل آلاف جدداً من المدنيين الفلسطينيين، ولكن الشعب والمقاومة سوف يقاتلان بمنتهى الشراسة والقوة وسوف يسقط المئات بين جنوده قتلى وجرحى ولم يتحقق أى من أهدافه ولن يستطيع ان يكسر الشعب أو أن يحصل على أسير واحد من أسراه مجاناً.