يعيش أكثر من مليون مدنى فلسطينى بمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.. حالة من الذعر بعد دخول الدبابات الإسرائيلية معبر رفح الحدودى يوم الثلاثاء الماضي، إذ يواجهون خطر الإخلاء من المدينة التى يحتمون بها منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع فى السابع من أكتوبر الماضي.. دون خطة واضحة وآمنة للعثور على مأوى مناسب.
أمرت إسرائيل حوالى 1.3 مليون فلسطينى أى أكثر من نصف سكان غزة، بسرعة إخلاء أجزاء من رفح، وأن يتوجهوا إلى «المواصي» وهى منطقة يقول سكانها الحاليون إنها عبارة عن مجرد مخيمات مؤقتة فى حالة مزرية، وتقول الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة إن المواصى غير مستعدة لإيواء عشرات الآلاف الذين قد يلتمسون اللجوء هناك بينما يقول الاحتلال إنها منطقة آمنة توسعت وسيتم تجهيزها بمستشفيات ميدانية ومواد إيواء ومرافق أخري.
قام العديد من الفلسطينيين بتعبئة أمتعتهم فى الشاحنات والعربات التى تجرها الحمير وغيرها من المركبات، بينما قام آخرون بتفكيك خيامهم، هربا من التوغل الذى شنته القوات الإسرائيلية فى رفح، واضطر الفلسطينيون هناك إلى اقتلاع عائلاتهم مرة أخرى من أجل مصير مجهول، بعد أن أصابهم الإرهاق بعد أشهر من العيش فى مخيمات مترامية الأطراف أو محشورين فى المدارس أو الملاجئ الأخرى فى المدينة وما حولها.
وشاهد صحفى فى وكالة «أسوشيتد برس» عشرات الفلسطينيين يصلون إلى شمال المواصى وعلى الرغم من وجود العشرات من الخيام الفارغة، لم تكن هناك الاستعدادات الكافية لاستيعاب التدفق الكبير المتوقع للأشخاص الذين تم إجلاؤهم، وفى الوقت نفسه قرر فلسطينيون آخرون فى أنحاء رفح، التوجه إلى وسط غزة أو إلى خان يونس بدلا من المواصي.. وتمتد المواصى حوالى 8 كيلومترات (5 أميال) على طول الساحل من مدينة رفح فى أقصى جنوب غزة إلى مدينة خان يونس.
ووفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين «الأونروا» فإن المواصى أصبحت الآن موطنا لأكثر من 450 ألف فلسطينى نازح، بما فى ذلك العديد من الذين وصلوا فى الأشهر الأخيرة مع تكثيف إسرائيل هجومها البرى فى وسط وجنوب غزة.
يقول سكوت أندرسون، مدير الأونروا فى غزة، إن الوكالة لم تساعد فى جهود الإعداد فى المواصي، لأنها لا تريد إغراء الناس بالانتقال إلى منطقة غير مستعدة لاستقبالهم.. ومع ذلك، قال إن الأونروا ستقدم المساعدة بالتأكيد للأشخاص الجدد الذين تم إجلاؤهم.
أما عن الحياة فى المواصى يقول سكانها إن المراحيض نادرة، والمياه الجارية قليلة.. ويقول الفلسطينيون إنهم ينتظرون فى بعض الأحيان ساعات لجمع مياه الشرب من الصهاريج التى تنقلها إلى مواقع مختلفة فى المخيم.
ويبيع عدد من الأكشاك فى المخيم معدات بناء الخيام والأطعمة المعلبة والخضروات الأساسية مثل الطماطم والبطاطس بأسعار مبالغ فيها يصل سعر كيلو جرام واحد من البطاطس إلى حوالى 6 دولارات، وهو سعر مرتفع بالنسبة للغالبية العظمى من الناس.