رغم إعلان مغادرة وفدى حماس وإسرائيل القاهرة بعد يومين من المفاوضات، أكد مصدر رفيع المستوى أمس أن مصر تواصل مشاوراتها مع الشركاء من أجل تقريب وجهات النظر وخاصة فى ظل التطورات الأخيرة بقطاع غزة.
وجددت مصر فى الوقت نفسه التحذير من مغبة فشل المفاوضات مؤكدة أن التحركات الإسرائيلية حول معبر رفح وسيطرتها عليه تصعيد خطير. وتواصل مصر جهودها المضنية للوصول إلى هدنة شاملة فى قطاع غزة وإنهاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة.
وفى بيان لحركة حماس قال عزت الرشق عضو المكتب السياسى إن وفد الحركة غادر القاهرة متوجهًا إلى الدوحة، مؤكداً الالتزام والتمسك بالموافقة على الورقة التى قدمها الوسطاء من أجل وقف الحرب الإسرائيلية على القطاع.. وأضاف الرشق أن إقدام إسرائيل على اجتياح رفح واحتلال المعبر، يهدف إلى قطع الطريق على جهود الوسطاء، وتصعيد العدوان وحرب الإبادة.
وفى المقابل نقلت وكالة «رويترز»، عن مسئول إسرائيلي، قوله إن وفد تل أبيب قدم تحفظاته على مقترح «حماس» للوسطاء فى القاهرة.
وأوضح المسئول الإسرائيلى أن إسرائيل ستمضى قدماً فى عملية رفح، وأماكن أخرى فى غزة وفق المخطط.
وفى واشنطن قال منسق مجلس الأمن القومى للاتصالات الاستراتيجية فى البيت الأبيض جون كيربى إن قيام إسرائيل بعملية كبرى فى مدينة رفح لن يحقق هدف واشنطن وتل أبيب بهزيمة حركة «حماس» الفلسطينية فى غزة.
وأكد كيربى أن الأسلحة الأمريكية لا تزال تصل إلى إسرائيل، وأن تل أبيب تحصل على أغلب ما تحتاجه من الولايات المتحدة.
وبشأن تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، أشار كيربى إلى أن واشنطن تعتقد بأن معبر كرم أبو سالم مفتوح نظرياً، لكن لا تدخل منه المساعدات.
وبالتزامن قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» لشبكة سى إن إن إن الولايات المتحدة ستبدأ إيصال المساعدات إلى قطاع غزة عبر الرصيف البحرى العائم فى الأيام المقبلة.. ميدانياً واصلت طائرات الاحتلال الإسرائيلى قصفها لمختلف مناطق قطاع غزة فى اليوم 216 من الحرب مخلفة العشرات من الشهداء والجرحى.
وارتكب الاحتلال الاسرائيلى سبع مجازر ضد العائلات فى قطاع غزة راح ضحيتها 60 شهيداً و 200 اصابة خلال الـ 24 ساعة الماضية لترتفع حصيلة العدوان الاسرائيلى الى قرابة 35 ألف شهيد و أكثر من 78 ألفاً من الجرحى.
وبدأت دبابات الاحتلال عملية اجتياح جديدة فى حى الزيتون جنوب مدينة غزة وفى حى تل الهوا، وبالتزامن استهدفت غارات جوية إسرائيلية أحياء الصبرة والزيتون وتل الهوى جنوب شرقى مدينة غزة.
وفى وقت لاحق أقدم الاحتلال الإسرائيلى على تنفيذ مجزرة قرب مسجد الايبكى بحى الشجاعية راح ضحيتها 13 شهيداً فلسطينياً. وعثرت الطواقم الطبية على مقبرة جماعية ثالثة داخل مجمع الشفاء الطبى انتشلت منها 49 شهيداً. ووصل عدد المقابر الجماعية التى عثرت عليها الطواقم الطبية داخل المستشفيات إلى نحو 7 مقابر وجرى انتشال 520 شهيداً منها.
وكثفت طائرات الاحتلال من قصفها للأحياء الشرقية لمدينة رفح وصولا إلى وسط المدينة وغربها.وتحاصر الدبابات الاسرائيلية معبر رفح على الحدود المصرية الفلسطينية لليوم الثالث على التوالى وتغلق معبر كرم ابو سالم لليوم الرابع.. ودمر جيش الاحتلال عشرات المنازل فى قرية الشوكة وفى حى الجنية وقصف الطوابق العلوية فى معظم البنايات العالية وسط رفح.
وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا» إن نحو 80 ألف فلسطينى نزحوا من رفح بقطاع غزة منذ السادس من الشهر الجاري، وحذرت أنه لا مكان آمناً فى القطاع بأكمله.
وأشارت الوكالة، فى تدوينة على موقع «إكس» أن من نزحوا إلى مدينة رفح بحثاً عن الأمان، ينزحون منها الآن.
وفى الضفة الغربية اندلعت مواجهات فى بلدة بيرزيت قرب رام الله بين شبان فلسطينيين وقوات إسرائيلية.وأفاد شهود عيان بأن آليات عسكرية اقتحمت البلدة وانتشرت فى عدد من أحيائها قبل اندلاع المواجهات مع عشرات الشبان.