تؤكد حقائق التاريخ.. أن الطموح الإنسانى دائماً بدون حدود.. آفاق مثمرة وجهود مخلصة.. محاولات ومبادرات تسفر عن تجارب إيجابية رائعة سرعان ما تصبح خطوات للأمام.. فى البداية طريق الألف ميل.. يسير فيه الشعب.. حاملاً الحلم الهدف.. يحقق المراد.. وعندما تنضج الثمار تتجه أبصار شعوب أخرى إلى موقع الإنجاز سعيدة مستبشرة.. تقرر الاستفادة من التجربة عندها.. وغالباً ما تجد المساندة من الشعب صاحب الإنجاز.. بالخبرة والدعم.. إلى مرحلة النهضة باتمام المهمة وتحقيقها للاستفادة.
على صعيد المسار الاقتصادى تتألق تجارب وسمات لشعوب الأرض التى اكتشفت الطريق والوسيلة إلى التقدم.. حيث يتوسط هذا السلوك المنظومة الاقتصادية بكاملها مهما أضيفت إليها من وسائل للتقدم وابتكارات وأسفرت عن أجيال فى الثورات الصناعية منذ عصر الفحم وطاقة المياه إلى الفيمتو ثانية والطاقات المتجددة من الشمس والرياح وحتى الهيدروجين الأخضر.. والبقية تأتي.. ومن يبحث عن التفاصيل عليه التأمل فى مسارات التقدم المتعددة بلغات العالم.. من سويسرا والهند وألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة ومصر المحروسة أساس الحضارة الإنسانية الحافلة بالابتكارات الشامخة.. مثل الأهرامات والطب والتخطيط والعمران العملاق، ناهيك عن ذلك التواصل الفريد المتمثل فى الأيدى المبدعة فى فنون الحفر والزخرفة والمناسبات المصممة على جدران المساجد وبيوت الله.. وحتى امتداد الأيدى الذهبية فى خان الخليلي.
ووسط ذلك نعمم الدور المحورى للأنشطة التعاونية التى تمتد من المشاريع الصغيرة.. حتى المنشئات الكبرى والجمعيات للأنشطة الرئيسية.. مثل البناء والإسكان والخامات.. والزراعة والتعليم والسلع الاستهلاكية والجمعيات الفئوية التى نشطت فى السبعينيات فى القرن الماضي.. وغيرها.
ويؤكد الخبراء فاعليتها فى جميع المجالات وعلى سبيل المثال ما حققته تعاونيات الإصلاح الزراعى فى حل مشكلة الحفاظ على زيادة الإنتاج رغم تفتت الملكية الزراعية.. بعد توزيع الأراضى على الفلاحين.. وما اكتشفه الخبراء من خسائر ناتجة عن فصل الحيازات.. وزرع علامات الحدود.. جاء الخيار التعاونى حلاً عبقرياً فى توفير الإمكانات والحفاظ على إنتاجية الأرض الطيبة.
ويبقى الطريق مفتوحاً للاستفادة من الفكر التعاونى مسانداً للاقتصاد القومي.. والبداية بعودة التعاون إلى الأنشطة العملية بالمدارس كما عرفنا قديماً.. فى المقصف المدرسى مثلاً.. أو توفير الأدوات المكتبية ووسائل الإيضاح.. وصولاً إلى دعوة شباب ريادة الأعمال ليتلاقى أصحاب الأنشطة المتماثلة.. فى جمعيات تعاونية.. توفر لهم جميع الإمكانيات بما فيها التسويق.