تؤكد كافة الدراسات أن «الشرق الأوسط» هو المنطقة القلب من العالم وأن كافة المشروعات الساعية لتحقيق الهيمنة على العالم.. أن ما تقوم به إسرائيل الآن هو إحدى حلقات مخطط القوى الكبرى الساعية للسيطرة على العالم من خلال استزراع ذلك «الجسد الغريب» إسرائيل وتثبيت أركانه من خلال تغيير المسمى الحقيقى للمنطقة وهو «العالم العربي» واستبداله بمسمى «الشرق الأوسط» لاستيعاب «إسرائيل» و «إيران» و»تركيا».. أن ما يحدث اليوم من صراعات فى المنطقة يرجع إلى تلك الكيانات التى لاتنتمى إلى المنطقة وهو ما جعلنا أمام صراعات وأحلام ومخططات .. من الحقائق الثابتة أن «مصر» تعد البوابة الرئيسية لتحقيق تلك «الأحلام الإمبراطورية» كما علينا أن ندرك تلك الحقيقة التاريخية ألا وهى أن «مصر» كانت الصخرة التى تحطمت عليها هذه الأحلام التوسعية وكانت بحق»مقبرة الغزاة» .. يؤكد «د.حامد ربيع» رحمه الله على أن هناك ثلاث معارك تاريخية فاصلة كانت فيها «مصر» بمثابة الصخرة التى ارتطمت بها فترضضت عظامها وقطع دابرها إلى الأبد وهى معركة «حطين» بقيادة «صلاح الدين» الأيوبى الذى تصدى للصليبيين وكان سببها المعلن «دينيا» والثانية معركة «عين جالوت» بقيادة «قطز» والتى أنقطع بعدها دابر التتار «الجيش الدهرى «إلى الأبد بعدما اجتاح كافة الممالك فى طريقه والمعركة الأخيرة هى حرب أكتوبر 1973.. وفقاً لأحد التقارير الصحفية بجريدة «يديعوت أحرنوت» الإسرائيلية يؤكد على أن الحرب الحالية تغذيها معلومات مضللة تم تضخيمها من قبل وسائل الأعلام «اليمينية «الإسرائيلية وقد دحض التقرير العديد من الإدعاءات المتداولة على مواقع «التواصل الاجتماعي» حول الحشد العسكرى المصرى على الحدود .. على الجانب الآخر صرح «عاموس هاريل» المحلل العسكرى فى صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية قائلاً إنه لايعرف ما هو منسق وما هو عفوى ولكنه يرى أنه يصب فى مصلحة «اليمين الإسرائيلي» المتطرف على النحو الذى أثار جدلاً كبيراً بشأن مصر لتحويل الانتباه عن الانتقادات الداخلية التى تلاحق» نتنياهو».. قد رصدت «القيادة المصرية» فى أعقاب ما سمى بثورات «الربيع العربي» أبعاد ذلك المخطط الذى نجح فى إقتلاع أوتاد خيمة العديد من الدول الرواسى فى المنطقة كالعراق وسوريا وليبيا والسودان التى لحقت بذلك القطار ولم يعد أمامه سوى مصر رمانة الميزان فى المنطقة وصاحبة الريادة بحكم التاريخ والجغرافيا والتى وصفها العلامة الدكتور «جمال حمدان» بملكة الحد الأوسط.. وقد كانت سيناء «البوابة الشرقية» مصدر معظم الغزوات على مصر ابتداء من «الهكسوس» لذلك كان لابد من تعميرها لإحكام قبضتها على أحد مصادر تهديد أمنها القومى على مـــــر العصـــور.. فى مقـال «ســــارة الســــرجانى «سى إن إن» بعنوان «مع تصاعد الصراع يحذر المصريون والإسرائيليون من حرب جديدة» صرحت قائلة إن نقطة الخلاف الرئيسية هى ما إذا كانت القاهرة قد نشرت جنوداً ومعدات عسكرية فى سيناء أكثر مما هو مسموح به بموجب معاهدة السلام فى 1979.. كل هذه التداعيات جعلت المنطقة على «حافة الهاوية» لاسيما مع دفع إسرائيل أكثر من مليون فلسطينى إلى المنطقة الملاصقة لحدود مصر ليس فقط للتخلص منهم بل لكى تتخذها ذريعة لاختراق سيناء «البوابة الشرقية» للأمن القومى المصري.. وقد حذر الأمين العام للأمم المتحدة «جوتيريش» من أن الشرق الأوسط أصبح بمثابة برميل بارود على وشك الانفجار وأصبح من الضرورى العمل على منع إشتعال الصراع فى جميع أنحاء المنطقة.