حين يقول الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يوم الاثنين الماضى أن حرب غزة ستنتهى نهاية جيدة وحاسمة خلال أسبوعين أو ثلاثة فهذا يعنى أن لديه معرفة تامة بما سوف يحدث خلال تلك الفترة.. الرئيس ترامب لم يوضح لمن ستكون النهاية جيدة وحاسمة وإن كان يقصد بكل تأكيد إسرائيل التى بدأت بالفعل العمل على محو غزة من خريطة الدولة الفلسطينية وتقسيم الضفة الغربية إلى نصفين للقضاء تماما على فكرة حل الدولتين التى نالت تأييدا دوليا غير مسبوق فى الأونة الأخيرة وأعلنت العديد من الدول «15 دولة» عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة خلال اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة نهاية الشهر المقبل أى بعد انتهاء المدة التى أعلنها ترامب لنهاية الحرب ما يعنى أن اعتراف تلك الدول بالدولة الفلسطينية سيكون مجرد اعتراف بدولة لا وجود لها على الأرض.
مجرد سؤال.. هل الدول التى أعلنت عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية كان بعضها على علم مسبق بما سوف يحدث من تطورات فى تلك الحرب ومتى ستنتهى خاصة إذا ربطنا بين مهلة ترامب لنهاية الحرب والتوقيت الذى اختارته تلك الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية ليصبح الاعتراف مجرد تحصيل حاصل ويبرئ فى نفس الوقت هذه الدول أمام شعوبها من دم الدولة الفلسطينية لأن تلك الدول لو كانت جادة حقا فما الذى يمنعها من الاعتراف بالدولة الفلسطينية الأن خاصة وأن إسرائيل ماضية فى حرب الإبادة غير عابئة بتهديدات تلك الدول.
إسرائيل بالفعل تخطط للانتهاء من محو غزة بحلول السابع من أكتوبر المقبل حيث أمر نتنياهو بتقليص الجدول الزمنى للعملية العسكرية الجارية حاليا وهو مايعنى أن الأيام المقبلة ستشهد المزيد من التصعيد والمزيد من المجازر والمزيد من ضحايا الجوع والعمل على إجبار ما تبقى من سكان القطاع على النزوح نحو جنوب القطاع قرب الحدود المصرية فى محاولة لتوريط مصر لقبولهم بدافع إنسانى وهو ما ترفضه مصر بل وأول من حذرت من مخطط تهجير الفلسطينيين وتصفية القضية الفلسطينية.
مجرد سؤال آخر..إلى متى سيظل العالم غير قادر على وقف جنون نتنياهو الذى يشعل النار فى المنطقة مايهدد أمن واستقرار دولها؟.. لماذا لا نوجه نحن العرب ودول إسلامية رسالة واضحة إلى ترامب تحذره من نتائج تلك الحرب إذا استمر تنفيذ هذا المخطط الذى بات يهدد المنطقة برمتها ماقد ينذر بحرب إقليمية سوف تأكل الأخضر واليابس لن يخرج منها منتصر.. نعم مطلوب تحرك عربى وإسلامى على أعلى مستوى لوضع الحقائق كاملة أمام ترامب فالخسائر سوف تطال الجميع بما فيهم أمريكا نتيجة تضرر مصالحها.. فلنعتبرها فرصة أخيرة لإنقاذ المنطقة من حروب لن تنتهي.