إذا كان هناك شىء اسمه «الضمير» العالمى.. فأين هو مما يحدث فى فلسطين الذى يستطيع الضمير العالمى إذا كان موجودا ان يحلها فى طرفة عين؟
ان من الدول الكبرى ما لها سطوة وقوة ونفوذ إقليمى وإعلامى واقتصادى وعسكرى تستطيع بكل ذلك ان تفرض الحل فى أى منطقة فى العالم.. وذلك بعد ان أصبح العالم قرية صغيرة متاحا ان تعرف فيها أخبار كل شبر فى العالم.. فما المانع من تدخل الدول بنفوذها لضبط الايقاع وحل مشاكله؟
لدينا أمم متحدة ومجلس أمن ومنظمات عالمية.. فما بالنا والعالم ملئ بالمشاكل والعقد والظلم ويطبق فيه قانون الغاب.. أين ضمير العالم..
هل عجزت كل القوى العالمية عن حل مشاكل العالم.. والتوسط بين المتخالفين وفرض العدل.
ان أى دولة أو قوة تفعل ذلك باخلاص وصدق سيحترمها العالم ويحترمها الأفراد.. وتنال مكانة فى العالم لا مثيل لها.. لقد مل الناس من المظالم والباطل فى عالم ملئ بالمشاكل.. إذا كان هذا فى الإمكان فلماذا لا يراه الناس على أرض الواقع؟!
لقد بخل أهل الحل فى القيام بواجبهم وإراحة الإنسانية من هذه الهموم والأحزان التى تدمى قلوب الاحرار وتمزق قلوب أهل النقاء والخير.. فهل من ضمير عالمى كما يقولون أم أنه يضاف إلى المستحيلات الثلاثة الغول والعنقاء والخل الوفى؟
صباح الخير
صباح الخير تخرج من فمى عنوة.. وكل أشقائنا يموتون فى غزة.. صباح الخير تؤرجح قلبى فى صمت لعل الخير يكمن فى شر قد أتى بغتة.. صباح الخير تدعونى للخيرات دهرا.. فرب الخير سيفرج كربة الأقصى.
صباح الخير على أطفال قتلوا.. غداً فى الجنة يأخذون بيدنا حبا.. حاولنا كثيرا ولم نكن والدمع انسكب ولم يهدأ.. فالقدس مهد وايواء.. القدس طامتنا الكبري.. وصباح الخير سننصرنا عزا وإيمانا وثباتا ولن نغفو دون نجاة.
أنت حر ما لم تضر
الحرية هى أهم مقومات حياتنا.. ويمثل سلبها فى أحوال أخرى عقوبة للخارجين على القانون.. ليظهر لنا الفارق الكبير فى مفهوم الحرية المقننة فى مقابل الحرية المطلقة.. فمن المعروف ان الحرية المقننة بأنواعها المختلفة مكفولة للجميع مثل الحرية الشخصية وحرية الرأى وغيرهما الكثير دون المساس بحرية الآخرين ويحكمها وينظمها القانون والدستور المتفق عليه حيث تنتهى حريتك عند بداية حرية الآخرين.. وهكذا تمثل الحرية المقننة حصانة لحريتك.. أما الحرية المطلقة فهى تعد على حرية الآخرين ومفهومها المؤكد هو الفوضي.
هى الفوضى بين الناس وما يترتب على ذلك من مشكلات وصراعات.
ونرى أيضا امتدادا ذلك على المستوى الدولى فلكل دولة الحرية التامة على أراضيها ويحكمها القانون الدولى على نحو يحقق العدالة واحترام سيادة دول الجوار وحمايتها.. العالم الآن فى احتياج لإدراك هذه المفاهيم والعمل على احترامها للابتعاد عن الفوضى والاستفزاز وما يترتب عليهما من سلبيات.
وأؤكد ان الالتزام بهذه المفاهيم له مفعول السحر فى إذابة الكثير من الخلافات بين الناس والشعوب ليعيش العالم فى سلام.. ويجسد كل ذلك المقولة الشهيرة «أنت حر ما لم تضر».