هناك مرسوم صدر فى ممفيس مصر عام 196 قبل الميلاد عن الملك بطليموس الخامس، وقد كتب المرسوم فى ثلاثة نصوص العلوى وهو اللغة المصرية القديمة بالخط الهيروغليفى والنص الأوسط نص الـ ديموطيقى أو القبطى والنص الأدنى باليونانية القديمة، وهذه النصوص الثلاثة تقدم نفس النص مع بعض الاختلافات الطفيفة بينها. وقد أصدره الكهان كرسالة شكر لبطليموس الخامس لأنه رفع الضرائب عنهم. هذا المرسوم كتب على حجر «حجر رشيد» الذى يبلغ ارتفاعه 113 سم وعرضه 75 سم وسمكه 2705 سم، وكان وقت اكتشافه لغزاً لغوياً لا يفسر منذ مئات السنين. ولهذه القطعة الأثرية الثمينة قصة طويلة مليئة بالتفاصيل السياسية والعسكرية والثقافية تتناقلها الصحف والمعارض العالمية وعلماء الآثار من جميع دول العالم، حجر رشيد هو أغلى حجر فى العالم فقد قيل عنه انه مفتاح الحضارة المصرية القديمة وصاحب الفضل فى فك اللثام عن سر الحضارة الفرعونية وانه لولا العثور عليه لظلت الحضارة المصرية كالباب المغلق دون مفتاح. وقد صدر العديد من الكتب عنه بأكثر من لغة من اهمها كتاب للمؤلف روبرت سولى تحت عنوان «حجر رشيد قصة فك رموز الهيروغليفية المصرية «The Rosetta Stone : the story of the Decoding ofHieroglyphics. حيث يتناول تاريخ العثور عليه ومكانه كما يقوم بفهرسة الأبحاث ويبين أوائل من فكوا الشفرات والعلماء واللغويين، بالإضافة لذلك يصف اللغة المصرية المكتوبة من الهيروغليفية ويحاول رسم بعض الروابط اللغوية مع اللغة القبطية، وعلى نفس النهج يسير كتاب «سر الهيروغليفية – قصة حجر رشيد والسباق لفك رموز الهيروغليفية المصرية» للمؤلفة كارول دنو حيث تروى بطريقة ساحرة مشوقة القصة الكاملة للكتابة الهيروغليفية ورموزها وكيف تسابق العلماء على فكها. وهناك آراء تؤكد أن الحجر تم عرضه أصلاً من ضمن معبد مصرى وربما بالقرب من صا الحجر وكان قد نقل خلال المسيحيين الأوائل فى العصور الوسطي. تم اكتشافه عام 1799 على يد جندى يدعى بير فرانسوا بوشار من حملة نابليون على مصر وكان هذا أول نص بلغتين مصريتين قديمتين وقد أثار اهتمام الجمهور على نطاق واسع مع قدرته على فك أسرار اللغة المصرية القديمة. غير المترجمة سابقاً. وبمجئ العالم الفرنسى جيان فرانسوا شامبليون ونجاحه فى تفسير هذه اللغات بعد مضاهاتها بالنص اليونانى ونصوص مصرية قديمة أخرى بدأت مرحلة جديدة لحجر رشيد، فقد دل ذلك على ان هذه اللغات كانت سائدة إبان حكم البطالمة لمصر. وكانت اللغة المصرية القديمة هى اللغة الدينية المقدسة المتداولة فى المعابد، وكانت اللغة الديموطيقية هى لغة الكتابة الشعبية «العامية المصرية» اما اليونانية القديمة فقد كانت لغة الحكام الأغريق وكان قد ترجم إلى اللغة اليونانية لكى يفهموه وكان محتوى الكتابة تمجيداً لفرعون مصر وإنجازاته الطيبة لكهنة وشعب مصر. وبعد فحص وتدقيق تمكن العلماء العرب من اكتشاف اثنين من المبادئ الأساسية فى الموضوع أولهما ان بعض الرموز تعبر عن أصوات والثانى ان الرموز الأخرى تعبر عن معنى الكلمة بطريقة تصويرية. وقد حقق هذا الإنجاز أحمد بن أبى بكر بن وحشية وهو عالم عاش فى العراق من القرنين التاسع والعاشر الميلاديين وترجم مؤلفه «شوق المستهامفى معرفة رموز الأقلام» .