حديثنا اليوم عن أحد المبدعين المصريين ينتمى لجيل الستينيات، محمد بهاء الدين عبدالله طاهر ابن مدينة الأقصر الذى ولد عام 1935 لأسرة ترجع اصولها إلى جنوب مصر، كان والده أزهرياً والأم ربة منزل، درس مراحل التعليم الابتدائية والإعدادية بمدينة الجيزة ثم حصل على الثانوية العامة عام 1952 والتحق بكلية الآداب فحصل على بكالوريوس فى تخصص التاريخ عام 1956 وبعدها نال دبلوم الدراسات العليا فى الاعلام والتاريخ. عندما صدرت له قصته الاولى بمجلة الكاتب «المظاهرة» حيث نشرت عام 1964 بمجلة الكاتب احتفى بها الروائى المصرى الشهير يوسف إدريس فوصف صاحبها بهاء طاهر بأنه الكاتب الجديد الذى لا يستعير أصابع غيره. كما قال عنه إنه إنسان مختلف استطاع أن يدلف إلى قصر القصة المسحور وأن يعثر فى سراديبه المظلم على الخيط الاساسى لصناعة القصة، وقال إنه أعجبه هذا العمل وأنه وإذا استطاع الإنسان أن يكون نفسه تماماً فإنه بهذه الاستطاعة يكون قد وصل إلى مرتبة الفن وأصبح كل ما يلمسه ويكتبه كالاسطورة الإغريقيّة المشهورة ذهباً فنياً. عمل بهاء طاهر فى بدايته كمترجم فى الهيئة العامة للاستعلامات ثم مخرجاً للدراما ومذيعاً للبرنامج الثانى الثقافى فى الاذاعة المصرية الذى كان احد مؤسسيه عام 1968 حتى عام 1975 حيث انتقل للعمل مترجماً فى عدد من الدول الأفريقية والآسيوية وذهب إلى جنيف بسويسرا عام 1981 حيث عمل بمجال الترجمة كموظف فى الامم المتحدة حتى عاد إلى مصر فى نهاية التسعينيات بعد إحالته للمعاش. كانت تجربة بهاء طاهر الادبية مثيرة رغم ما عرف عنه واشتهر به إلا وهو ندرة إنتاجه فقد ظهرت أولى مجموعاته القصصية عام 1972 بعنوان الخطوبة كما قدم أعمالاً روائية وقصصية فى شكل دراما إذاعية، وكتب السيناريو وهى التجربة التى استثمرها فى قصصه ورواياته وخاصة تقنية الحوار التى عدت عنصرا اساسياً فى أعماله وسمحت للقارئ بالاقتراب من شخصيات أعماله. ثم ظهرت مجموعته الثانية «بالأمس حلمت بك» عام 1984 وبعدها كتب أولى رواياته «شرق النخيل» و«قالت ضحى» عام 1985 لتتوالى بعد ذلك أعماله القصصية والروائية، حيث اعتبر النقاد ان إنتاجه الادبى واغلب أعماله الادبية ظهرت فى سن متأخرة نوعاً ما. واعتبره بعض النقاد مؤسس تيار الوعى فى الرواية المصرية بينما وصفه آخرون بأنه روائى مصرى بنكهة سويسرية باعتبار أن أهم مراحل إبداعه كانت فى سويسرا. من أعماله المميزة «أنا الملك جئت» و«ذهبت إلى الشلال» و«خالتى صفية والدير» و«الحب فى المنفى» و«واحة الغروب»، وله مؤلفات فى النقد والدراسات منها «10 مسرحيات مصرية عرض ونقد» و«أبناء رفاعة»، ترجم أعمالاً ادبية منه عمل بوجين أونيل المعنون «فاصل غريب» الذى ظهر عام 1970 ورواية «الخيمائى» لباولو كويلو كما ترجمت بعض قصصه إلى لغات عالمية خاصة رواية خالتى صفية والدير التى تألت شهرة عالمية وترجمت إلى معظم اللغات العالمية المعروفة. نال بهاء طاهر جوائز عديدة منها جائزة الدولة التقديرية فى الآداب عام 1998 وجائزة جوزيبى اكيربى الإيطالية عام 2000 عن خالتى صفية والدير وجائزة الزيانور الإيطالية عن الحب فى المنفى عام 2008 والجائزة العالمية للرواية العربية عن واحة الغروب. وتوفى طاهر فى اكتوبر عام 2022 عن عمر ناهز 87 عاماً.