لم يكف جماعة الإخوان الإرهابية ما ارتكبته من خيانة وأعمال عنف وإرهاب طوال 70 عاما من القرن الماضى وواصلت ولا تزال خيانتها وإرهابها خلال 25 عاما مرت من القرن الحالى . فمنذ نشأتها عام 1928، لم تكن جماعة الإخوان الإرهابية يوما، تنظيمًا دعويًا كما زعمت، بل جسدت نموذجًا صارخًا للفكر المتطرف، الذى سرعان ما يتحول إلى نار تحرق كل من يختلف معه. ومع توالى الأحداث، أثبتت الجماعة أنها لا تعرف وسيلة لتحقيق أهدافها سوى التآمر والعنف، حتى لو سالت الدماء وسقط الوطن. ففى 26 أكتوبر عام 1954، كان الزعيم جمال عبد الناصر يقف بميدان المنشية بالإسكندرية يخاطب الجماهير عن كفاح الأمة ومصيرها، وفاجأه الأخوان بمحاولة اغتيال فاشلة ونجا ناصر وعاد أكثر صلابة وأشدّ وعيًا بخطورة التنظيم الذى زرع بين صفوف المصريين بذور الفتنة والانقسام. بعد سنوات، وفى 6 أكتوبر 1981، تكررت مشاهد الغدر، وهذه المرة كان الضحية بطل الحرب والسلام، الرئيس الراحل أنور السادات، الذى اغتيل على منصة الاحتفال بذكرى نصر أكتوبر، على يد عناصر متطرفة خرجت من عباءة الفكر الإخواني، كانت تلك الجماعات قد دخلت فى صدام مفتوح مع الدولة، ووجدت فى الاغتيال وسيلتها الوحيدة لتصفية الحسابات مع رئيس واجه تطرفهم بشجاعة. لم يتوقف مسلسل الإرهاب والدم عند تلك اللحظات، بل تجدد بقوة بعد ثورة 30 يونيو 2013، التى أسقطت حكم الجماعة..حينها رفعت الإخوان شعارها الدموي: »نحكمكم أو نقتلكم«، لتؤكد مرة أخرى أن الحكم فى نظرهم ليس وسيلة لإدارة الدولة، بل غاية تبرر كل الوسائل، حتى القتل. لم تكن خيانة جماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة 30 يونيو، وتبنيها مخططات لهدم الدولة المصرية بالتعاون مع عدد من الاستخبارات الأجنبية بالمنطقة جديدا على الجماعة الإرهابية، فالإخوان منذ تأسيس جماعتهم والخيانة تجرى فى عروقهم. فالتاريخ السرى لمرشد الجماعة الأول ومؤسسها حسن البنا، مليء بملفات التجسس والتخابر فوفقا لما يذكره كتاب يحمل عنوان «رهينة فى قبضة الخميني» للكاتب روبرت دريفس يوضح التفاصيل الدقيقة لتوضيح دور المخابرات البريطانية فى نشأة التنظيم الماسونى لجماعة الإخوان فى مصر، فضلاً عن العلاقات بين أجهزة الاستخبارات الدوليةوصف المؤلف، جماعة الإخوان فى مصر فى فصل خاص بأنهم «مكيدة بريطانيا ضد الإسلام»، وامتداد لفكر تلك الجماعات السرية فى أوروبا، وكذلك الجماعات التخريبية التى ظهرت فى القرون الأولى للإسلام، وقال إنها «صناعة لندنية» أنشأتها بريطانيا لتكون امتدادا للجماعات المتطرفة التى ابتلى بها الدين الإسلامى منذ قرونه الأولى . و فى مسيرة الكراهية للدولة الوطنية، شهدت حقبة ما بعد 30 يونيو، العودة الى العنف من اغتيالات (النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات 29 يونيو 2015)، وتفجيرات وحرق لدور العبادة وحصار لمؤسسات الدولة الوطنية (حصار المحكمة الدستورية العليا نوفمبر 2012)، وترويع دون سقف للمصريين الذين فطنوا إلى مخططات الجماعة وأجهزوا عليها بثورتهم الشعبية المجيدة. ما أشبه الليلة بالبارحة، ما بعد 30 يونيو 2013 بما بعد تأسيس جماعة الدم 1928، واغتيال هشام بركات باغتيال الخازندار.. تعددت الخيانات والدماء، والخائن واحد: الإخوان لا غيرهم، والرابط بين كل الحقب الزمنية التى ترتبط بهذه الجماعة المارقة، هو النهج القائم على إسقاط مصر، وتشويه صورة الدولة الوطنية، بعد أن عدلت دفة السفينة المصرية وجهتها، وتجاوزت العام الأسود الذى اعتلت فيه الجماعة سدة الحكم، وأفسدت دولة 30 يونيو مؤامرة الجماعة، ولا الخيانة الإخوانية.. فهل وعى المصريون الدرس؟ لا شك فى ذلك، حتى إن لجأت الجماعة الملفوظة إلى «التُقية» مرة أخري، وعاودت الظهور بأقنعة شتي، وأطلقت الشائعات والمغلفة بالشعارات الدينية، واستغلت صبر المصريين على التحديات لتشكك فى جهود الدولة وتفض تلاحم الشعب وتماسكه، فعلى الرغم من كل ذلك، لن ينسى المصريون التفجيرات والاغتيالات والخيانات والإقصاء والعمالة والخراب ومحاولات إسقاط الدولة التى ما ألفوا غيرها من الإخوان، لتبقى رهانات فلول الجماعة خاسرة بلا محالة، فاشلة أمام وعى شعب يعلم جيدا من هو عدوه التاريخى وعدو وطنه واستقراره. وختاما، فإنه إذا كانت جماعة الإخوان تتستر بدمويتها خلف الدين، فإن قراءة التاريخ واجب من الواجبات الدينية، وركن من أركان اليقين لا بد من تحصيله، وحصيلة التاريخ تقول إن الإخوان ثلة مارقة معادية وخائنة للوطن والمواطن المصري، والقراءة التاريخية فى فكر ونهج الجماعة الدموى لا يجب أن تغيب عن الذاكرة الوطنية أبدا، وأنه إذا كان الإخوان حاضرين فى كل شر يحيق بهذا الوطن، وإذا كانت حوادث العنف والتخريب والتدمير قد قادت الجماعة وخفافيشها إلى ساحات القضاء لتحصل على حكم دامغ بأنها »جماعة إرهابية« كارهة للوطن والمواطن، غير أن الحقيقة التى ستبقى راسخة فى ذاكرة المصريين على مر العصور، أن الإخوان جماعة احترفت الخيانات للوطن، والتنكيل بالمواطن، والكراهية المطلقة لكل ما هو وطنى لا يؤمن بفكرها الهدام وعقيدتها الفاسدة وسعيها الخائب إلى السلطة على جثث المصريين، وهذه الخيانات ليست حكما قضائيا يقبل النقض أو الاستئناف، وإنما »حكم تاريخي« دامغ لا يفنى وإنما يستحدث ويتجدد دائما، لأن سيرة الجماعة أطول من عمرها، ومسيرتها دموية بامتياز، وهدفها الخراب وإسقاط الوطن، وخياناتها لا ولم ولن تسقط بالتقادم.. وإن فى ذلك لعبرة لمن يخشى او بمعنى أدق لمن يخون.!!