الواعظات يتقدمن بخطوات واثقة وثابتة.. يحققن قفزات وقفزات ملموسة على أرض الواقع يحملن طموحا يفوق حدود الخيال إيمانا بالفكرة وصدق يقين نحو الهدف.
أقول هذا بمناسبة انعقاد المؤتمر الأول للواعظات برئاسة د.محمد مختار جمعة وزير الأوقاف صاحب الفكرة وراعيها والاشد تحمسا لها.. ضربة البداية لأول مؤتمر على صعيد الواعظات فى مصر بالقوة وبالصورة التى ظهرت عليها الواعظات يفتح الكثير من أبواب الأمل المشرعة ويشى بأننا أمام توجه حقيقى وجاد للتفاعل مع قضايا المرأة المسلمة عامة والمصرية خاصة وهى قضايا عانت كثيرا جدا وظلمت فيها المرأة ودفع المجتمع ثمنا باهظا للتخبط الشديد فى التعامل مع المرأة وقضاياها وللأسف حدث هذا من جانب العديد من التيارات التى كانت تحمل صفة الاسلامية وما عرف بجماعات التمويل الاجنبى والتى كانت تجاهر بأهدافها الخاصة بتجريد المرأة من قيمها واخلاقها وتدعو لتحللها وتحررها من الالتزام بقواعد وأصول دينها الحنيف والحمد لله أن الأيام الأخيرة كشفت وأسقطت أوراق التوت عن الدعوت الهدامة التخريبية.
نشاط الواعظات خطوة متقدمة جداً وهو ضرورة لإعادة التوازن المفقود على صعيد النشاط النسوى الغارق فى التغريب والعدمية والفوضى الفكرية.
الخطاب النسوى الآن وخاصة الفضائى فى كثير منه مضحك حد البكاء.. يحلق بعيداً فى عوالم منفصلة عن الواقع الاجتماعى والفكرى وحتى الديني، خطاب أجوف يرتدى أثوابا عجيبة وغريبة يقترب كثيرا من عوالم الموضة وكرنفالاتها.
ما يشغلنى منهجية العمل فى مواجهة تحديات العصر على المستويات كافة العلمية والتربوية والاجتماعية والتكنولوجية.. خاصة أن المطروح على الساحة مخيف ومرعب بعد سقوط أوراق التوت عن جهات وجبهات التحريك المتخفية خلف أقنعة ثبت زيفها من قبيل تحرير المرأة والمرأة الجديدة والفيمنييست وأشباه تلك المسميات الخادعة التى تحمل فى ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب الأليم.
الواعظات أمام تحديات صعبة يلزم معها دراسة واستيعاب أخطاء وخطايا الحركات النسوية العربية والإسلامية وتفاعلاتها على مختلف الأصعدة ومكامن النجاح والاخفاقات.
مصر لها تاريخ طويل وعريض مع حركات التحرر النسائية ومليئة بنماذج جديرة بالدراسة والتأمل واستخلاص الدروس والعبر خاصة أن بعضها كان لها دور مؤثر وبعضها قاد معارك على جبهات معادية أو مضادة للقيم الدينية والاجتماعية السائدة والراسخة.
من المبشرات أن الواعظات يحملن روحا جديدة وثابة مفعمة بالحماس والاخلاص وارادة قوية للعمل والانطلاق.
والله المستعان..