وسط عالم تسوده لغة الغاب.. ووضع دولى تزدوج فيه المعايير.. وتتلون القيم وفقا للمصالح والأهواء.. ووضع إقليمى متأزم وملتهب وشديد التعقيد والحرب المستعرة فى الأرض المحتلة ضد شعبنا الصامد فى غزة.. وسط هذا كله تنعقد القمة العربية فى دورتها الثالثة والثلاثين فى البحرين فى السادس عشر من مايو الحالي.
.. وتواجه القمة العربية هذا الشهر تحديات جسام فإن جدول أعمالها جد مزدحم ومتداخل وملفات شائكة وأحداث ساخنة وأوضاع مأساوية تحيط عدداً ليس بالقليل من الدول العربية.. وفى المقابل.. فإن المواطن العربى يأمل ويتمنى أن يسفر لقاء القمة العربية فى المنامة عن إجراءات وقرارات ومخرجات ونتائج تروى ظمأه.. وأن يرى اجماعاً بين القادة العرب تفرضه ضرورات اللحظة حول القضايا الكبرى وما تستوجبه من تنسيق فى المواقف.. بما يفتح طريق الأمل فى غد أكثر إشراقا.. وخارطة طريق عربية.
وتواجه القمة العربية بالبحرين تحديات مكانية وأخرى زمنية فإنها المرة الأولى التى تستضيف فيها مملكة البحرين هذه القمة بما تفرضه من استعدادات مكثفة ولوجستيات وتنسيق فى المواقف.
.. ومنذ أعلن الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البحرين عن رغبة بلاده فى استضافة القمة العربية الثالثة والثلاثين خلال اجتماع القمة العربية فى جدة بالسعودية العام الماضى فإن مملكة البحرين تحولت إلى خلية عمل لا تهدأ يقودها صاحب السمو الملكى الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولى العهد رئيس مجلس الوزراء والفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة وزير الداخلية والشيخ عبداللطيف بن راشد الزياتى وزير الخارجية وتشكلت لجنة للإعداد للقمة يرأسها السفير حسام زكى الأمين العام للجامعة العربية.. وبالتالى فليس أمام «البحرين» إلا أن تنجح القمة.
.. وأتوقف هنا أمام لقاءين جمعا بين الرئيس عبدالفتاح السيسى والملك حمد بن عيسى آل خليفة الذى تربطه بمصر علاقات وطيدة.. وكان الاهتمام الأعظم للزعيمين فى لقاءيهما وكل لقاءاتهم الارتقاء بالعمل العربى المشترك والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة ومقدرات شعوبها وان الأمن العربى كل لا يتجزأ.. وفى الزيارة الأخيرة أبريل الماضى اتفق الزعيمان على رفض أى محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تجويعهم وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس وانفاذ وقف دائم لإطلاق النار.
تجسد القمة العربية فى دورتها الثالثة والثلاثين حدثا تاريخيا شديد الأهمية لمملكة البحرين التى أكدت على لسان جلالة الملك قدرتها على دعم العمل العربى المشترك والتزامها تجاه القضايا العربية العادلة.. وهى دولة تعتز بانتمائها العربى وشعبها جزء لا يتجزأ من الشعب العربى والجسد العربى الواحد فضلا عن كونها ذات حضارة عريقة (دلمون) ونقطة التقاء الثقافات والحضارات والأديان.
.. تنعقد القمة العربية فى البحرين بينما الجسد العربى مثخن بالجراح.. فإن الشارع العربى يؤرقه ما يشاهده يوميا عبر التلفاز والفضائيات من مجازر وقتل وخراب وحرق ودمار وأعمال وحشية بربرية يندى لها الجبين يمارسها الكيان الصهيونى ضد شعب أعزل.. وأطفال مشردون وأمهات ثكالي.. ومنذ أكثر من 7 شهور لا تتوقف الهمجية الإسرائيلية حتى سقط من الشهداء ما يلامس الـ35 ألف شهيد ومصابين تجاوزوا 78 ألفا.. وسط عالم أصابه الصمم فالتزم الصمت.. والتشجيع والفيتو من العم سام.