واستكمالا لما سبق.. «نذكر أمرا مهما جدا».. لكل متفكر بحثيا في.. «أمر علمي».. دون غفلة عن ما سبق من أبحاث.. «ذات صلة بذاك الأمر».. حتى يكون المنهج العلمى صحيح.. «إلا فى حالة واحدة».. وهى البحث فى علم الله.. استنادا إلى ما أنزله من رسالات.. «وأرسله من رسل بها».. وبهما تتحدد البدايات والنهايات العلمية.. «دنيويا».. وهى أيضا بدايات ونهايات.. «نسبية علميا».. إلا بحالة احتساب ما أشرنا إليه.. «بأنه أمر مهم جدا».. وهو.. الاستحضار العلمى اليقيني.. «لعلم الله المستبق لواقع الخلق».. أى المستبق لزمان واقع الحياة الدنيا.. وأزمنة احكامات مقدراتها المحسوبة زمانيا.. نعم.. احتساب تكاملية كلية اكتمالها خلقا وتقديرا زمنيا.. «وتوظيفيا».. نعم.. فالله سبحانه يقول.. «ما أصاب من مصيبة فى الأرض ولا فى أنفسكم إلا فى كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير».. «22/ الحديد»..
إذن.. دون فهمنا لحق.. «الأمر الهام جدا السابق».. فلن نفهم الآتي.. «أ» أن بداية تكوين ذاكرتنا.. قد بدأت ونحن ذر بظهر.. «أدم».. ومعايشتنا لكل ما حدث معه وأمامه.. حتى ..»حمْل الأمانة».. ولكن دون خلق الله منه.. «زوجه».. «ب» بل ولن تستطيع.. «إلا القلة منا».. تذكر وفهم ما دار بين.. أدم وإبليس.. وإبليس وزوج أدم.. ولا ما دار من تبادل آراء بين.. أدم وزوجه.. ثم ما بين إبليس مع أدم وزوجه معا.. بل وتذكر أسى وندم أدم وزوجه.. «حين أكلا من الشجرة المحرمة».. وبدت لهما عورتاهما.. «ج» هو لن نتذكر.. «إلا القليل منا».. ما ألزمنا أنفسنا به من.. «شهادة إيمان وإسلام».. بأن ربنا الأعلى هو.. «الله».. «173/ الأعراف».. «د» بما تقدم.. لن نفهم ونؤمن.. «حقا وصدقا».. بما تلقاه أدم بعد هبوطه إلى الأرض.. «من كلمات قرآنية».. بإتمامه لها.. «تاب الله عليه وهداه».. وكذلك ما أنزل على الرسل.. «حتى نوح».. وما وقع من طوفان.. «ه» ثم كانت بداية عصر جديد.. «بإبراهيم الذى كان من شيعة نوح».. وذريته التى ذكرناها من قبل.. ووصيته لبنيه ويعقوب الذى وصى بها بنيه.. «الاثنى عشر سبطا».. وهى ألا يموتن إلا وهم.. «مسلمون».. «و» إذن.. دون تذكر وفهم ما سبق.. سيصعب علينا فهم.. «احكامات الله الابتلائية».. التى أحاطت بما مر به.. «موسي».. من مواقف سياسية بهيمنة ربوبية.. بل ولن نفهم من أى ..»حق عدل».. أتت نعماء الله عليه.. وكيف.. «كان».. عند الله.. «وجيها».. «69/ الأحزاب».. ولماذا ألقى الله عليه.. «محبة منه».. ولا كيف يصطفى الله.. «رسله وعباده المخلصين».. إلخ.. «ز» دون فهم.. «علم الله المسبق».. لن نستطيع فهم أن.. «العبادة».. الابتلائية هى ..»قمة مفهوم السياسة».. التى قامت وتم احقاقها على ..»الجن والإنس بل وكانت سبب خلقهما».. «56/ الذاريات».. نعم.. فكلما تعظم فهم.. «السياسي».. لعلم الله المسبق.. تعظمت خشية الله بنفسه.. وحينذاك.. تتعظم تكاملية رؤيته السياسية.. «ويتماسك».. ويثبت بناء حق اختياره.. لكيفية ونوعية وكمية.. «أولوياتها».. وسلامة مستقر.. «غايتها».. التى لا تحيد عن.. «عمارة الأرض بما ينفع الناس».. بزمن الدنيا وخلوده بالأخرة.. نعم.. وهى الغاية التى نراها ونشهد على أنها قد ضلت عن حق سبيلها.. «بدولية عالمنا المعاصر».. وذلك بسقوطها فى ..»حالك ظلمة قاع بئر الجهالة».. التى لا تؤدى إلا إلى سعير.. «خيانة الأمانة».. التى لا تنتج سوى ..»خراب الأرض وضرر الناس».. وهكذا استبدال الأدنى بالذى هو خير.. وهو منهج سياسة.. «يهود».. بنى إسرائيل والذين أشركوا.. وهما أشد الناس عداوة للذين أمنوا..
والآن.. «٣» وبمحاولة استشفاف.. «علم الله المسبق».. وحكمة عدله بحق ما يشاء من.. تغيير وتبديل وتعديل وتحويل.. «خلقا وإقرارا بملكه».. بما فى ذلك من.. اصطفاء عباده المخلصين.. فبما علمنا عن وظيفة صفة.. «ربوبية الله».. وهيمنتها على مبحثنا العلمى عن.. «موسي».. فقد توجب علينا محاولة فهم.. «واعقال».. قول الله سبحانه.. «وألقيت عليك محبة منى ولتصنع على عيني».. «39/ طه».. وكذا قوله تعالى ..»واصطنعتك لنفسي»..»41/ طه».. وحينئذ وكبداية.. فإننا نلحظ بالآيتين أمرين هما.. «ا» نوع من الخصوصية لقدر.. «موسي».. وكيفية اصطفاؤه كرسول فيما بعد.. ويتعظم ذلك حين نعلم أن الله تعالى قال عن موسى ..»كان عند الله وجيها».. «96/ الأحزاب».. «ب» اسم.. «الصناعة».. تبدو وكأنها نوع من.. «الخلق».. وهو الاسم الذى لا يجوز إلا.. «لله سبحانه وتعالي».. إذن.. كيف لنا فهم واعقال الأمرين.. فى إطار واقعية.. عدل الله المطلق لما قام من.. «عبودية ابتلائية».. على الجن والإنس.. «سياسيا».. فى إطار أيضا قول الحق تعالى ..»إن كل شيء خلقناه بقدر».. «40/ القمر» وكذا قوله.. «ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض».. «٥٥/ الإسراء».. وما ارتباط ذلك كله.. بما تغيره سياستنا أنعم الله بها علينا..؟؟
وإلى لقاء إن الله شاء
عيد فصح سعيد.. وكل عام وأهلنا أهل الكنيسة المصرية بخير..