الأربعاء, أغسطس 27, 2025
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

رئيس مجلس الإدارة

طارق لطفي

جريدة الجمهورية

رئيس التحرير

أحمد أيوب

  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
لا توجد نتائج
كل النتائج
جريدة الجمهورية
لا توجد نتائج
كل النتائج
الرئيسية ملفات

خريطة الإمبراطورية المالية «الإرهابية»

«شهيب» فى كشف حساب «أموال الإخوان» الحرام:

بقلم محمد مسعد
26 أغسطس، 2025
في ملفات
خريطة الإمبراطورية المالية «الإرهابية»
0
مشاهدات
شارك على فيسبوكواتس اب

منذ تأسيس الجماعة الإرهابية ظلت شئونها المالية أحد أسرارها الأساسية التى لا يطلع عليها أحد حتى من أعضاء الجماعة، فهو أمر يخص المرشد وثلاثة على أقصى تقدير ممن يثق فيهم، من هنا تأتى أهمية كتاب «أموال الإخوان» والذى يعتبر أول دراسة شاملة تتصدى لمصادر تمويل الجماعة بشكل موسع، متتبعة مسارات الأموال منذ اللحظات الأولى للتأسيس وحتى الانقسامات الحالية. .اعتمد الكاتب الصحفى الكبير عبدالقادر شهيب على المعلومات الموثقة والمؤكدة، مستبعدًا الروايات الضعيفة أو الشائعة ليقدم للقارئ كشف حساب دقيقا لأكبر تنظيم إرهابى فى العالم، موضحًا أن فهم اقتصادات الجماعة هو مفتاح فهم سلوكها السياسى والتدميرى وقدرتها على البقاء وإثارة الاضطراب وصناعة الفتن.

من أهم ما يكشفه الكتاب، أن المال كان فى فلسفة الجماعة هو الوسيلة والغاية، فهو الوسيلة التى تبحث الجماعة عنها لتحقيق أهدافها الإرهابية بكل أشكالها: فحسن البنا الذى كان طفلا لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره تمكن الفكر الشيطانى منه فأسس جماعة «النهى عن المنكر» والتى لم يكن لها هدف سوى إرهاب أهل قريته «المحمودية» تحت مظلة الدين وإرغامهم على الالتزام بتعاليمه عن طريق إرسال خطابات تهديد لمن تراه مخالفا، وكان يمنعه من التوسع المحدودية المالية. .وقبل انطلاق هذه الجمعية انضم حسن إلى جمعية مدرسية، تسمى جمعية «السلوك الاجتماعي» وكان من تراه مخالفًا تفرض عليه غرامات مالية.. وبالتالى كان المال هنا غاية من الإرهاب ليحقق ملاءة تسمح بمزيد من التوسع.  «لو تهيأت لنا العدة المالية لفعلنا كثيرا من الأعمال»..هذه العبارة كما يوضح الكتاب كانت من أكثر العبارات تكرارا على لسان البنا فى مكتب الإرشاد، وهى توضح كيف كان التمويل هو الشاغل الأكبر له كى ينفذ التغييرات التى يريدها فى الدولة المصرية من أعمال تخريب وإرهاب نشأ عليه منذ كان طفلا لا يمتلك قوة أو مالا.

«التمويل الخفى»

ظل البنا مع تقدم السنوات وتأسيس الجماعة عام 1928 لا يمتلك من المال ما يكفى أى شئ..وكان شركاؤه فى التأسيس 6 أشخاص.. جميعهم لا يمتلكون مقدرة مالية تكفى لتأسيس كيان بهذا الحجم، من هذا المنطلق يفنِّد الكاتب ادعاءات الإخوان بأن تمويل الجماعة اعتمد على الاشتراكات وأموال الزكاة.

فى عام 1946 أى بعد 18 عاماً فقط على التأسيس بلغ عدد المنضمين للإخوان أكثر من نصف مليون فرد وأصبح لها أكثر من 2000 شعبة فى أنحاء البلاد، بما يؤكد أن هناك مصادر تمويل سخية جعلت الجماعة تنظيما يولد كبيرا رغم محدودية إمكانيات المؤسسين وكون المنضمين إليه أغلبهم من الكادحين من الطبقة المتوسطة، وأخذا فى الاعتبار أن هذا التوقيت من عمر مصر كان الاحتلال ينهب غالب الثروات وكان أغلب المواطنين يعيشون فى حالة اقتصادية شديدة الصعوبة.

«أموال الإنجليز»

يؤكد شهيب أن الجماعة صنَّفها الإنجليز «داعمى الصهيونية» منذ نشأتها بأنها جماعة متطرفة لكن مع ذلك لم يمنعوا منحة قناة السويس وهم شركاء فيها والتى بلغت 500 جنيه اعتمدوا عليها فى التأسيس.. هذه الواقعة مدعومة بسياقها، ولم تكن مجرد دعم مالي، بل كانت إشارة مبكرة إلى استعداد الجماعة لتلقى الأموال من أى مصدر، حتى لو كان يمثل «الاستعمار الأجنبي» الذى تهاجمه فى خطابها، طالما أن هذا المال يخدم هدفها الأسمي: النمو والتوسع.. إلى جانب أن المستعمر يرى فى هذه الجماعة ما يحقق أهدافه فى فرض السيطرة على الدولة تقويض إرادة الشعب تحقيقا لأهداف الكيان الصهيوني. .يركز الكتاب على أن العلاقة بين الإخوان والإنجليز قامت على مبدأ «الغاية تبرر الوسيلة» لذلك عبّرَ المفوض السامى البريطانى عن قلقه من «تطرف الجماعة وقدراتها على خلق أجيال متهورة ومتطرفة».. وهذا لم يمنع وجود اتصالات عديدة إبان الحرب العالمية الثانية بين الطرفين، بل ولم ينكر الإخوان أنفسهم هذه الاتصالات البريطانية التى جرَت معهم، ولم ينكروا أيضًا أن الإنجليز عرضوا عليهم خلال هذه الاتصالات تقديم مِنَحٍ مالية لهم وبشكل منتظم، إلا أنهم ينكرون قبولهم لهذا العرض ولهذه المنح المالية، رغم مضاعفة الإنجليز قيمة هذه المنح لإغرائهم بقبولها.

لم تفوت الجماعة لحظة واحدة لاستخدام الدين فى تحقيق مصالحها الاقتصادية، فبعدما حصلت على المنح الإنجليزية من المستعمر تغير خطاب الإخوان من وصف الإنجليز بأنهم أعداء الإسلام إلى لغة أخرى واعتبارهم من ينقذون الإسلام من النازية.

البنا لم يكتف بذلك بل أصبح داعما للاستعمار الانجليزى وسعيَ لتهدئة المصريين الغاضبين من مشروع معاهدة صدقى  بيفن الذى لم يحقق مطلب الاستقلال التام عن بريطانيا، على إثر اندلاع مظاهرات 1946.. وعندما انتفضت الجماهير فى مظاهرة تهتف ضد هذه المعاهدة خرج اتباع الإخوان فى مظاهرات أخرى مختلفة يؤيدون إسماعيل صدقى باشا ويهتفون «واذكر فى الكتاب إسماعيل».

الإنجليز كما يوضح الكتاب اكتشفوا أن الإخوان أداة قوية يمكن توظيفها لما هو أبعد من الحرب العالمية استنادا لكونها جماعة لا تحترم مبادئ الدين ولا تقف عند حدود الوطنية وبالتالى رأت إمكانية استخدامها بعد الحرب فى مواجهة الحركة الشيوعية وتقويض الحركة القومية المصرية على المستوى المحلى فيما يتعلق بالجلاء، وأيضًا على المستوى العالمى فيما يتعلق بمواجهة الكيان وحرب 48 حسبما تؤكد الوثائق البريطانية.

فى النهاية أموال الإنجليز زادت مع البنا فقام أولا بتأسيس التنظيم الخاص المسلح الذى كان يتزود بالسلاح والمتفجرات، وهنا اختار البنّا من يثق فيه ويأتمنه.. وقام بتقسيم الجماعة إلى ثلاثة أجنحة.. جناح الدعوة وترأسه هو شخصيًا، والجناح العسكريّ وترأسه عبدالرحمن السنديّ، والجناح الاقتصاديّ وتولاه عبدالحكيم عابدين زوج شقيقته.

يكشف شهيب أن بريطانيا منذ أول اتصال لها مع الإرهابى المؤسس حسن البنا كانت تعتمد أسلوبًا للتعاون مع الإخوان يقوم على أساس دفع ثمن الخدمات التى تحصل عليها من الجماعة، وثمن استجابتها للمطالب البريطانية، لما يحقق فكرة البيع والشراء.

 ظلت هذه القاعدة وأسلوبها هى التى تحكم علاقة بريطانيا بالإخوان وجماعتهم طوال السنوات المتلاحقة وصولا لأحداث يناير بما يحقق لبريطانيا أهدافها فى المنطقة، ولأن الإخوان لا مبدأ لهم فكانوا أداة سهلة رخيصة يتحكم فيها الإنجليز كورقة ضغط على الحكومة المصرية إبان مفاوضات الجلاء.

الإخوان لم يكونوا فى أى وقت جزء من النسيج المصري، بل منذ تأسيسهم كانوا شوكة فى ظهر الدولة وإرادة الشعب، يحركها من يدفع أكثر ويحقق لهم أغراضهم..وبالطبع لن يدفع لهم إلا من أراد الإضرار بمصر، لذا فقد وجد الإخوان الذين فروا من مصر بعد عام 1954 الرعاية الكاملة من دول وحكومات وأجهزة مخابرات عديدة وليس مجرد الملاذ الآمن، وهو ما مكّنَهم من تأسيس تنظيمهم الدولى الذى صارت له فروعٌ فى عشرات الدول.. وهو الأمر ذاته الذى تكرر مع الهاربين من الإخوان بعد ثورة الشعب فى 2013.

الإخوان لم يترددوا لحظة فى قبول أى طلب من بريطانيا مادام يحقق لهم الموارد المالية المطلوبة، لذا فى عام 1983 وعندما تورطت بريطانيا بشكل مباشر فى حرب أفغانستان فقد تعاونت مع جماعة الإخوان الإرهابية التى لعبَت دورًا مهمًا فى تجميع المتطوعين المصريين وترتيب سفرهم إلى أفغانستان، وبالطبع كانت الأداة المستخدمة لإقناع شبابنا هو الحديث باسم الدين وبدعوى الجهاد والدفاع عن الإسلام.

حصلت الجماعة من خلال هذه العملية على أكثر من 6 مليارات دولار كما يذكر الكتاب، ومع ذلك لم يقتصر بيع الشباب المصرى على التمويل المالى فقط..بل من خلال هذا التعاون البريطانيّ الإخوانى فى أفغانستان استفادت الجماعة كثيرًا على العديد من المستويات؛ فقد عزّزَت وجودها داخل بريطانيا ذاتها، وصار تنظيمها الدولى ينشط مع تنظيمات إرهابية أخرى فى الأراضى البريطانية.

«أموال أمريكا»

التعاون الإخوانى مع الدول الغربية لم يقتصر على بريطانيا بل امتد لأمريكا، لكن بالمنطق ذاته وآليات الدعاية التى تخاطب ما يحتاجه الآخر، يشير الكتاب إلى مجموعة من الوثائق المودعة فى مكتبة الكونجرس الأمريكى تفيد أن البنّا التقى السكرتير الأول فى السفارة الأمريكية بالقاهرة فى بيته يوم 29 أغسطس 1947 بحضور محمد الحولجى والدكتور محمود عساف، وفى هذا اللقاء أشار البنّا إلى الخطر الشيوعي، واقترح تشكيل مكتب مشترك مع السفارة الأمريكية للتنسيق فى مواجهة الشيوعية، وقال إن ذلك يتكلف مبالغ كثيرة.

البنا كان يعرض خدماته على الاستخبارات الأمريكية من أجل حماية الصهيونية، فيقول محمود عساف إن البنّا فى اللقاء عرضَ خطورة الشيوعية على شعوب المنطقة وعرض إيريلاند التعاون من أجل محاربة العدو المشترك «الشيوعية» مقترحًا اليه التعاون فى قوله «وأنتم برجالاتكم ومعلوماتكم.. ونحن بمعلوماتنا وأموالنا»، ورحّب البنّا بذلك، ومعنى هذا أن التعاون يشمل تبادل المعلومات بين السفارة الأمريكية والإخوان حول الحركات الشيوعية فى مصر، مقابل حصول الإخوان على أموال أمريكية.

يتوقف شهيب كثيرا عند الدور المهم للأمريكان فى تأسيس التنظيم الدولى للإخوان سواء بالدعم المالى أو اللوجستي، لكن الأخطر من ذلك هو ما نقله عن الكاتب الأمريكيّ روبرت باير فى كتابه «النوم مع الشيطان» فى رصد تفاصيل تعاون المخابرات الأمريكية والبريطانية مع الإخوان ضد جمال عبدالناصر، وفى هذا الصدد قال إن ثمة محادثات جرت بين البريطانيين والإخوان فى جنيف عقب قرار عبدالناصر بتأميم شركة قناة السويس عام 1956 للاتفاق معهم على توليّ الحكم فى مصر بعد إسقاط ناصر بالغزو العسكريّ الذى اشترك فيه البريطانيون مع الفرنسيين والإسرائيليين.. إذن الإخوان كانوا جزءا من العدوان الثلاثى على مصر.  ليس هذا فقط بل ويرصد مابلز كوبلاند رجل المخابرات المركزية فى المنطقة فى كتابه «لعبة الأمم» أن حلول الإخوان محلّ ناصر كان يراود الأمريكيين والإسرائيليين منذ عام 1954، وأنه أبرق فى هذا العام إلى قيادته القاهرة يقترح عليها بأن تنصح بدورها إسرائيل ألا تعوِّل كثيرًا على قدرة الإخوان على إسقاط ناصر.

تطورت على مدى السنوات العلاقات بين الجانبين وحصل الإخوان على كثير من الأموال والدعم الأمريكى وتكررت التنسيقات بينهما ، لكن كان أهم اللقاءات الأمريكية ــ الإخوانية التى أخذَت تزداد عام 2004 هو ذلك اللقاء الذى تم فى شهر سبتمبر بين جون شانك كبير مساعدى عضو الكونجرس مع مرشد الجماعة مهدى عاكف، بينما كانت كل اللقاءات السابقة بين الأمريكان والإخوان تتمّ مع نواب لهم فى البرلمان فقط وقتها.

وقد أثمرت هذه اللقاءات والاتصالات أولًا تقاربًا بينهما استفادت منه فى الحركة والعمل داخل أمريكا وأوروبا، خاصة فى مجال جمع التبرعات، وثانيًا تفاهمًا حول أوضاع مصر والمنطقة، وثالثًا قبولًا أمريكيًّا بتمكين الإخوان من الحكم فى مصر وعدد من الدول العربية بالمنطقة فى إطار رغبة لدى الأمريكان، بذلك تحولت إلى خطة لتغيير الأنظمة السياسية بمنطقتنا..

وامتد التنسيق والدعم إلى حد أن حرّضَ الأمريكان الإخوان على أن يثبتوا فى الشوارع والميادين التى احتلّوها «اعتصامى رابعة والنهضة المسلحين»، وأن يسعوا لزيادة حشودهم فيها، بل والتواجد فى أماكن جديدة والتوقف عن التفاوض مع السلطة الجديدة، وعدم الاعتراف بالثالث من يوليو، وقدموا لهم كل التمويل اللازم.

«التبرعات»

لم يقتصر التمويل الإخوانى على التعاون مع الاستخبارات العالمية، بل كان مقصدهم الرئيسى تعديد مصادر التمويل فيكشف شهيب كيف أتقن الإخوان فن «الهندسة الروحية للمال».. لم تكن دعوتهم للتبرع مجرد دعوة للصدقة والزكاة، بل تم تأطيرها كجزء من العقيدة التنظيمية وواجب جهادي.. فالتبرع للجماعة لم يكن مجرد مساعدة لفقير، بل هو «جهاد بالمال» فى سبيل «القضية»، وهو دعم مباشر لمشروع «إقامة دولة الإسلام». هذا الربط المحكم بين العاطفة الدينية والولاء التنظيمى ضمن للجماعة تدفقًا ماليًا مستمرًا ومتحمسًا من قواعدها.

لم تكن العملية عشوائية تُترك للمبادرات الفردية، بل كانت نظامًا هرميًا صارمًا، يشمل:-

وحدة الأسرة، كانت هى الخلية الأولى لجمع الاشتراكات والتبرعات الدورية، مما يضمن تدفقًا ثابتًا حتى لو كان صغيرًا من كل عضو.

حملات المساجد والمناسبات، استغلت الجماعة المناسبات الدينية، خاصة شهر رمضان ومواسم الحج، لتنظيم حملات تبرع ضخمة، مستخدمة خطابًا عاطفيًا يربط بين الأجر الدينى ودعم «إخوانهم».

القضايا الكبري، برعت الجماعة فى استغلال القضايا الإسلامية الكبري، مثل القضية الفلسطينية أو أزمات المسلمين فى البوسنة والشيشان، لإطلاق حملات تبرع عالمية واسعة النطاق. جمعت هذه الحملات أموالًا طائلة تحت شعارات إنسانية.

والأهم من ذلك، كيف كانت هذه التبرعات هى «الوقود الأولي» الذى غذى بناء الإمبراطورية الاقتصادية الأوسع. فالسيولة النقدية الهائلة وغير الخاضعة للرقابة التى تم جمعها عبر هذه الشبكة، لم تُنفق كلها على العمل الخيرى الظاهر، بل تم استخدامها كرأس مال لتأسيس الشركات، والمضاربة فى أسواق العملة، وتمويل المشاريع التجارية التى شكلت فيما بعد «اقتصاد الإخوان الموازي».

ينتقل عبد القادر شهيب من تحليل كيفية جمع الجماعة للأموال إلى تشريح كيفية استثمارها وتنميتها، كاشفًا بذلك السر الذى حوّل الإخوان من تنظيم إلى إمبراطورية مالية، تشكل «اقتصادا موازيا» كان الهدف منه تحقيق «التمكين» الشامل على الأرض، وضرب أعماق الدولة.

يوضح شهيب أن هذه المرحلة، التى ازدهرت بشكل خاص منذ عصر الانفتاح الاقتصادي، مثلت نقلة نوعية فى فكر الجماعة.. لم يعد المال مجرد وسيلة لتغطية النفقات، بل أصبح أداة استراتيجية لتحقيق الاستقلال المالى الكامل، وتوفير شبكة أمان اجتماعى للأعضاء، وخلق كيان اقتصادى قوى يكون قاعدة انطلاق للاستيلاء على السلطة السياسية.

«النقابات المهنية»

يركز الكتاب على تخطيط الجماعة الإرهابية للتسلل إلى النقابات المهنية، برؤية المرشد الثالث عمر التلمساني، كواحدة من أكثر استراتيجيات جماعة الإخوان دهاءً ونجاحًا فى بناء نفوذها المالى والسياسي، فلم يكن الهدف مجرد سعى للحصول على مناصب سياسية، بل تغلغلت صامتة فى شرايين حيوية فى جسد الدولة والمجتمع، بهدف وضع اليد على كنوزها المالية وقوتها البشرية.

يوضح شهيب أن النقابات المهنية (مثل نقابات الأطباء والمهندسين والمحامين والصيادلة) كانت تمثل للجماعة «الجائزة الكبري». فهى تتمتع بثلاث مزايا استراتيجية قاتلة تحقق مبدأ البنا الذى قاله عام 1945  وهو الهيمنة على المجتمع.

-الخزائن المليئة حيث تمتلك النقابات ميزانيات ضخمة، توفر سيولة مالية ضخمة ومتجددة بغطاء شرعى وقانونى كامل.

-السيطرة على النخبة: فمن خلال السيطرة على النقابات، تسيطر الجماعة على النخبة المهنية المتعلمة فى البلاد، وقد كانت قبل ذلك لا تصل سوى الحرفيين.

-البنية التحتية الجاهزة: تمتلك النقابات مقرات وفروعًا فى جميع أنحاء الجمهوريةبما يوفر أماكن مقننه لأنشطتهم.

 «الجمعيات الأهلية»

يسلط عبد القادر شهيب الضوء على ما يعتبره الواجهة الأكثر خداعًا وخطورة فى الإمبراطورية المالية للإخوان، وهو الذراع الاجتماعية التى مكنتهم من التغلغل فى أعمق طبقات المجتمع المصري. يحلل كيف حوّلت الجماعة العمل الأهلى والخيرى من مفهومه الإنسانى النبيل إلى أداة مزدوجة الأغراض: فهى من ناحية «الوجه الناعم» الذى يشترى الولاءات ويبنى قاعدة شعبية عريضة، ومن ناحية أخرى وهو الأمر الأخطر أنها «قناة مالية» متطورة لجمع الأموال وإعادة تدويرها تحت مظلة مقننة.

يكشف شهيب أن هذه الشبكة الواسعة من الجمعيات والمستوصفات والمدارس لم تكن مجرد مشاريع لخدمة الفقراء، بل كانت «حضّانات» لتربية الأجيال على فكر التنظيم، و«مغناطيسًا» لجذب التبرعات والزكاة والصدقات من ملايين المواطنين.. ثم تحولت هذه الجمعيات بمرور السنوات إلى ماكينات ضخمة لجمع سيولة مالية هائلة، يصعب تتبعها لأنها تأتى من مصادر صغيرة ومتعددة.

والأخطر من ذلك، كما يوضح الكتاب، هو أن هذه الجمعيات كانت تعمل كـ»غسّالة» لأموال التنظيم القادمة من مصادر أخري، سواء من رجال أعمال الجماعة أو من التنظيم الدولي.

«الاستثمارات الخارجية»

أما إدارة الأموال وتنظيمها الدولى فقد آلت منذ التسعينات وحتى انتفاضة يونيو، إلى خيرت الشاطر والذى جمع مع المكر الإرهابى فكر اقتصادى شيطانى جعل المنظومة المالية تتكامل عناصرها لتحقيق أهداف ومخططات العنف والتدمير.. وعندما تم إلقاء القبض على خيرت الشاطر بعد يونيو 2013 فقد آلت مسئولية إدارة أموال الجماعة إلى محمود عزت نائب المرشد الذى صار القائم بأعمال المرشد، بينما ظلّ إبراهيم منير مسئولًا عن إدارة أموال التنظيم الدولى من خلال مكتب الإخوان فى لندن.

ثم انفرد إبراهيم منير وحده بإدارة كل أموال الجماعة فى الداخل والخارج، خاصة وأنه تم تعيينه قائمًا بأعمال المرشد أيضًا بعد القاء القبض على الإرهابى محمود عزت، ولكن ظلّ ينازعه فى هذا الأمر محمود حسين أمين عام الجماعة السابق والذى مثل جبهة اسطنبول، ولعلّ ذلك كما يفسر شهيب كان أحد أسباب قرار القائم الجديد بأعمال المرشد بإلغاء منصب أمين عام الجماعة، وضم محمود حسين إلى لجنة تتولَّى إدارة شئون الجماعة.

يصل الكتاب إلى حقيقة المشكلة الاقتصادية لدى الجماعة الإرهابية.. المشكلة لم تكن فى توفير موارد المال فقد استطاعوا تحقيق ذلك بطرق عدة منذ الاعتماد على الهبات الانجليزية، لكن المشكلة كانت فى كيفية انفاق هذا المال من خلال تنظيم لم يعرف إلا الإرهاب والعداء للدولة، خاصة وأن البنا تعاون بلا قيد أو شرط مع الإنجليز لتوفير المال وإن كان ذلك يمثل تهديدا للوطن وقضاياه، أما خلفاؤه الذين تولوا قيادة الجماعة بعده؛ فهم لم يحاكوه فقط فى جمع المال، وإنما كانوا أكثر مهارة منه فى ذلك الأمر؛ فقد تفوّقوا عليه فى جمع المال من الداخل والخارج، وابتكروا مصادر تمويل عديدة ومتجدّدة مع تنويع خارطة المانحين والداعمين لها ماليًا، وطرق التحالفات المالية، استنادا على فكرة المؤسس.

«ظل الله»

فى المؤتمر العام الخامس للجماعة 1939، قال البنا «إن الإمام – يقصد نفسه – هو واسطة العقد، ومجمّع الشمل، ومهوى الأفئدة، وظل الله على الأرض» وبهذه القداسة التى منحها لمقامه أصبح يحدث أصحابه أن رأى الشورى وأعضاء مكتب الإرشاد، بل وصف من اختلفوا معه أن الشيطان تلبسهم وأنهم يتآمرون على الإسلام.. وبالتالى يمكنه هذا المبدأ من أن يكون المتحكم الأوحد فى أموال الجماعة.

أصبحت قيادات الإرهابية ينفقون تدفق المال المقدم من الجهات ذات المصلحة معهم، على أنشطة العنف والخراب والتضليل والتدمير، وما يزيد عن ذلك ينفق على هواهم وكيفما يرغبون ويشاءون، لاسيما أنها مسألة ظلت دوما بشكل منفرد واحتكاريّ وبلا رقابة فى يد المرشد.

وزيادة الأموال كما يستخلص شهيب هى التى فتحت أبواب الفساد المالى بالجماعة على مصراعيه، لتبدأ من البنا وتنتهى عند إبراهيم منير القائم بأعمال المرشد منذ العام 2020.

«باعوا فلسطين»

أخطر ما يكشفه الكتاب عن فساد المنظومة المالية الإخوانية، أن حسن البنا أطلق حملة تجمع تبرعات من أجل فلسطين ثم احتجزتها لنفسها وتمويل أنشطتها رغم أن المقاومة الفلسطينية كانت فى أمس الحاجة لهذه الأموال فى مواجهة الكيان المحتل، وكرّرَت الجماعة ذلك فى البوسنة والهرسك، وهذه هى السّنَّة التى ابتدعها مؤسس الجماعة حسن البنا، حينما شرع فى جمع تبرعات لبناء مسجد، وبحصيلة التبرعات التى جمعها أقام أول مقر امتلكته الجماعة ومدرستين وإنشاء شُعَبٍ جديدة لجماعته وهذا هو نفسه ما يحدث الآن يجمعون التبرعات من عواصم العالم من أجل غزة، لكنهم ينفقونها على إعلامهم ومخططاتهم.

أموال الجماعة الإرهابية لا دين لها، قد يتم جمعها باسم الدين أو فى سبيله، لكنها وسيلة تبررها الغاية الأساسية «هوى المرشد» فهو ظل الله فى الأرض كما أكد، وبما يخدم مصلحة التنظيم وأهداف الممولين.. فالجماعة لا تنتمى لوطن، ولا تؤمن بدين، ولا تدافع عن قضية، لكنها أحد أسوأ أوجه الدعاية المنزلية التى تبحث عن «ما يطلبه المستمعون» تقوله ولا تفعله، وإنما تستهدف تحريك عموم المصريين.

بالتالى يتجاوز كتاب «أموال الإخوان» لعبد القادر شهيب كونه مجرد كشف حساب مالي.. فهو يقدم إعادة صياغة جذرية لفهم طبيعة هذا التنظيم.. ينجح الكتاب فى نزع القناع الدينى والدعوى الذى طالما ارتدته الجماعة، ليكشف عن وجهها الحقيقى كـ «شركة قابضة» عملاقة، تستخدم الأيديولوجيا كأداة تسويق، والدين كغطاء، بينما هدفها الحقيقى هو الربح والسلطة والنفوذ.. بما يحقق غايات الإرهاب للمجتمع .

متعلق مقالات

الأهلى لـ «الخلف دُر»
ملفات

لا تصالح مع القتلة والخونة وسماسرة بيع الأوطان

26 أغسطس، 2025
الأهلى لـ «الخلف دُر»
ملفات

أدعو وزير الثقافة للبحث عن «أرشيف المأثورات»

26 أغسطس، 2025
«الإخوان» جماعة الانتقام والخيانة
ملفات

«الإخوان» جماعة الانتقام والخيانة

25 أغسطس، 2025
المقالة التالية
الأهلى لـ «الخلف دُر»

الرئيس اللبنانى: «الطائفية» لا تصنع دولة

اترك تعليقاً إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ملحق الجمهورية التعليمي

الأكثر قراءة

  • «تعليم القاهرة».. إعادة فتح باب التحويلات المدرسية لمدة أسبوع استجابة لطلبات أولياء الأمور

    «تعليم القاهرة».. إعادة فتح باب التحويلات المدرسية لمدة أسبوع استجابة لطلبات أولياء الأمور

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • كل ما عليك معرفته عن برج الثور الرجل

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • سمير عثمان أمينا عاما لجامعة عين شمس الأهلية

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
  • في جولة مفاجئة: عميد قصر العيني يتابع سير العمل في المستشفيات ويتحدث مع المرضى والأطقم الطبية

    0 مشاركات
    شارك 0 تغريدة 0
لوجو جريدة الجمهورية
صحيفة قومية أنشأتها ثورة 23 يوليو عام 1952, صدر العدد الأول منها في 7 ديسمبر 1953م, وكان الرئيس الراحل محمد أنور السادات هو أول مدير عام لها, ثم تعاقب على رئاسة تحريرها العديد من الصحفيين ويتولي هذا المنصب حالياً الكاتب الصحفي أحمد أيوب.

تصنيفات

  • أجراس الأحد
  • أخبار مصر
  • أهـلًا رمضـان
  • أهم الأخبار
  • إقتصاد و بنوك
  • الجمهورية أوتو
  • الجمهورية معاك
  • الدين للحياة
  • العـدد الورقـي
  • برلمان و أحزاب
  • تكنولوجيا
  • حلـوة يا بلـدى
  • حوادث و قضايا
  • رياضة
  • سـت الستـات
  • شهر الفرحة
  • عاجل
  • عالم واحد
  • عالمية
  • عرب و عالم
  • عقارات
  • فن و ثقافة
  • متابعات
  • مجتمـع «الجمهورية»
  • محافظات
  • محلية
  • مدارس و جامعات
  • مع الجماهير
  • مقال رئيس التحرير
  • مقالات
  • ملفات
  • منوعات
  • سياسة الخصوصية
  • إتصل بنا
  • من نحن

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©

لا توجد نتائج
كل النتائج
  • الرئيسية
  • أخبار مصر
  • ملفات
  • مدارس و جامعات
  • محافظات
  • رياضة
  • برلمان و أحزاب
  • فن و ثقافة
  • حوادث و قضايا
  • المزيد
    • تكنولوجيا
    • عرب و عالم
    • إقتصاد و بنوك
    • الجمهورية معاك
    • منوعات
    • متابعات
    • أجراس الأحد
    • عالم واحد
    • مع الجماهير
    • العـدد الورقـي
    • مقال رئيس التحرير
إتصل بنا

جميع حقوق النشر محفوظة لـ دار التحرير للطبع والنشر - 2024 ©