ما بين استهداف معبر كرم أبوسالم وإصرار إسرائيل على التصعيد باجتياح رفح الفلسطينية والسيطرة على معبر رفح من الجانب الفلسطيني.. هناك أهداف خبيثة وشيطانية تؤكد النوايا المرسومة سلفاً.. ربما على مدار العقود الماضية خاصة ان الفلسطينيين أصبحوا بين مطرقة وسندان.. باتت المساعدات الإنسانية ودخولها لقطاع غزة أمراً صعباً.. والحصار المطبق على سكانه من كل جانب واتجاه.. اذن ماذا يفعل الفلسطينيون؟.. هنا أقول.. باتت الأمور والأهداف أكثر وضوحاً.. فالهدف ليس فقط تصفية القضية الفلسطينية.. ولكن الهدف أيضاً هو مصر.. ودفع واجبار الفلسطينيين على النزوح إلى الحدود المصرية من أجل أوهام التوطين فى سيناء وهو ما يتعارض مع الأمن القومى المصري.. وهو أيضاً خط أحمر لا يمكن تجاوزه.. وهذا أيضاً كما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى «لن يحدث».
ما يحدث من تصعيد إسرائيلى وإصرار على حرب الإبادة واجتياح رفح والسيطرة على معبر رفح وتعطيل معبر كرم أبوسالم يعنى مزيداً من الاشعال وسكب البنزين على النار.. ولذلك يجب أن يفهم الجميع وفى المقدمة المصريون أهمية التحلى بالهدوء والثبات والصبر والوعى وترك الابتعاد عن الشعارات والعواطف والاندفاع والتعقل وان نترك الأمور وإدارة الأزمة والموقف برمته لقائد عظيم وحكيم هو الرئيس السيسي.. نثق فيه جميعاً وعلينا أن نستفيد من دروس الماضى ونربط الماضى القريب منذ يناير 2011 وحتى وقتنا هذا حيث التعقيد والاشعال الذى يجرى فى المنطقة بما يؤكد ان الهدف الأساسى هو مصر لكل ما يجرى من حولنا.. من اضطرابات وصراعات وحرائق مشتعلة وفوضى مستعرة ودول تسقط وتنهار حتى باتت مصر تعيش وسط طوق من النار.. كل ذلك لم يأت صدفة أو اعتباطاً.. لذلك فإن الصبر والاتزان الإستراتيجى والحكمة هم أساس النجاح والعبور.. والنصر دون اطلاق رصاصة فرغم كل ما يجرى إلا أن (مصر- السيسي) تعيش أزهى عصور الأمن والاستقرار والتنمية والبناء.
الشعب المصرى العظيم.. لا يسمع لأحد سوى صوت الوطن.. فهؤلاء الشياطين الذين يعيثون فى الفضاء الإلكترونى كذباً وتحريضاً وتشويهاً وتشكيكاً هم مجرد أدوات للمؤامرة التى تدار ضد مصر.. وتحاصرها من كل اتجاه على مدار 13 عاماً.. ونجحت فى اجهاضها لكن مازال المخطط سارى المفعول.. محاولات مستميتة لاستدراج مصر وتوريطها وتدمير مشروعها الوطنى للبناء والتقدم.
الحكمة أهم ما نملك الآن.. ولدينا قائد عظيم حكيم.. وأيضاً لدينا المفهوم الشامل للقوة والقدرة المؤثرة التى يجب حمايتها من خلال التمسك بأهداب الاتزان والصبر الإستراتيجي.. طالما ان أمننا القومى لم يمس وبالحكمة وعبقرية القيادة نستطيع تفويت الفرصة على المتآمرين وتحقيق النصر دون إطلاق رصاصة.. لذلك فإن الاتزان والتوازن وتفعيل الأوراق والبدائل وتنشيط الجهود والمساعى لمحاصرة قوى الشر.. وإسقاط مشروعها الشيطانى أمر غاية فى الأهمية مع فهم ووعى شعبى غير مسبوق من خلال إدراك حقيقى لما يحاك لمصر وقراءة متأنية وواعية لما يحدث حولنا جنوباً وغرباً وشرقاً.. وقبلها محاولات قوى الشر تمكين جماعة الإخوان الإرهابية من مصر والمنطقة لصياغة ورسم شرق أوسط جديد ثم الإرهاب الأسود الذى سعى لتقويض مصر إلا أنها انتصرت منفردة وطهرت البلاد من آثامه.. ثم حروب الأكاذيب والتشكيك والشائعات التى لم تتوقف حتى الآن.. كل ذلك يؤكد ان الهدف مصر.. لذلك فإن أفضل وسائل المواجهة تتجسد فى الحكمة وتقديرات المواقف الدقيقة.. والحسابات التى تستند على العقل والتريث بعيداً عن العواطف والانفعالات والشعارات.. فمصر لديها قيادة تدرك تماماً أهمية الحفاظ على الوطن وأمنه القومى ومقدراته ومشروعه الوطنى لتحقيق التقدم.
مطلوب منا جميعا كشعب أن نتحلى بأعلى درجات اليقظة والفهم والوعى وعدم الانسياق وراء الأكاذيب والتحريض والتشويه.. فمصر لديها دولة وطنية ومؤسساتها فى منتهى القوة والقدرة واليقظة والثقة فى قدرتها على عبور التحديات والتهديدات وأيضاً من الأوراق والبدائل.. فلن تجبرنا أى قوة على الاندفاع أو الاستدراج أو التورط دون عقل وحكمة وحسابات وتقديرات دقيقة.. فمصر هى الهدف.
الرئيس السيسى يواجه تحديات لم تعشها مصر على مدار تاريخها وتهديدات من كل اتجاه وأزمات دولية وإقليمية.. لكنها الأقدار جاءت بمن هو جدير على قيادة مصر بشكل استثنائي.. فى توقيت استثنائي.