و«غسل الأموال» .. و«أنغام والحسد» .. ومن غير ليه
سوف أعيد تذكيركم بأقوى وأوضح رسالة مصرية فى الأزمنة الأخيرة المتعلقة بما يحدث من تطورات وانعكاسات للحرب فى قطاع غزة.
والرسالة جاءت على لسان وزير الخارجية بدر عبدالعاطى من أمام معبر رفح حيث خاطب العالم قائلاً «إن الموقف المصرى ثابت وراسخ لا يتغير» وأن مصر ترفض رفضاً قاطعاً أى مخططات للتهجير سواء من خلال فرض سياسة الأراضى المحروقة أو من خلال ممارسات فرض واقع سياسى جديد يستهدف تصفية القضية الفلسطينية أو محاولة البقاء فى القطاع أو ضم الضفة الغربية ونرفض التصريحات الإسرائيلية وأوهام ما يسمى «إسرائيل الكبرى».
وما قاله عبدالعاطى يوجز ويوضح كل شىء.. ما قاله وزير الخارجية يعنى استعداد مصر لكل الاحتمالات.. وما ذكره بهذا الوضوح لا يحتمل أى تأويل آخر.. إنه الموقف الذى لم ولن يتغير.. وهو الموقف الذى تبنته مصر منذ اليوم الأول للحرب على غزة والمتعلق بالرفض الكامل لتهجير الفلسطينيين من غزة لأن التهجير يعنى نهاية القضية الفلسطينية وتصفيتها وتوقف أى حديث عن إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة.
ولهذا تعرضنا نتيجة لهذا الموقف القوى لمؤامرات ومؤامرات وتحالفات وتحالفات شارك فيها الأعداء وربما أيضا من كنا نعتبرهم من الأصدقاء.. وكان الهدف الضغط على مصر من عدة جهات وجبهات.. كان الهدف نوعاً من حصار مصر لإجبارها على قبول الأمر الواقع والتراجع عن موقفها.. كان الهدف أن يجبرونا على التنازل عن جزء من أراضينا بأوهام ومبرارات إنسانية بينما الحقيقة.. كل الحقيقة هى أنهم كانوا يبحثون عن مخرج من أزمتهم بتصدير الأزمة إلينا.. إلى داخل أراضينا لكى يسهل لهم إقامة ما يتحدثون عنه وهو «إسرائيل الكبرى»..!.
<<<
ولذلك تزداد أحاديث الحرب.. وتزداد الحشود العسكرية وحالة الاستنفار ويصبح خيار الحرب مطروحاً وقائماً وغير مستبعد أيضا، لأن الحرب ستكون قدراً مكتوباً إذا ما حدث أى اختراق لحدودنا.. وإذا ما دخلت المؤامرة حيز التنفيذ وإذا ما اعتقدوا أن فى مقدروهم فرض أمر واقع جديد.
وحين تزداد أحاديث الحرب وحين يتحدث البعض عن استعدادات الحرب فإن ذلك لا يعنى التهديد ولا يعنى الرغبة فى الحرب ولكنه يعنى أن الكرامة الوطنية والدفاع عن الأرض والوطن هى ضرورات تحكم القرار السياسى وتدعمه وتؤكد استقلاليته وتعبيره عن الرغبات الوطنية الحقيقية.
ونقول لها بكل الثقة.. ونقولها بكل الفخر.. إن الشعب المصرى كله بكافة طوائفه وفئاته، عمالاً وفلاحين ومثقفين.. رجالاً ونساء.. شيوخاً وأطفالاً.. كلنا على قلب رجل واحد.. كلنا من أجل مصر.. وكلنا خلف قيادتنا الوطنية فى كل ما تتخذه من قرارات.. لا شىء يعلو فوق صوت الوطن..
<<<
ونذهب إلى معارك من نوع آخر.. نذهب إلى المعارك الاقتصادية وأحد الاخبار المهمة التى لم تحظ باهتمام كبير.. والخبر يتعلق بقرار من بنك HSBC البريطانى بإغلاق حسابات أكثر من ألف من أثرياء الشرق الأوسط من بينهم مصريون بسبب شبهات تتعلق بغسل أموال وعدم قدرة البنك على التحقق من مصادر هذه الأموال.
والبنك اضطر على ما يبدو لإتخاذ هذه الخطوة تلافياً لعقوبات قد تصل إلى حد الإغلاق اذا لم يتعامل مع قضية غسل الأموال بكل حزم ودون تردد.
واذا كان البنك البريطانى قد تحلى بالشجاعة وأقدم على هذه الخطوة فماذا عن بنوك عالمية اخرى مازالت تبحث عن الأثرياء وليس مهماً فى ذلك من أين أتوا بالمال.. والمهم أن يودعوه لديهم وقد لا يستردونه بعد ذلك أبداً.
إن الحديث يدور فى العديد من دول العالم عن عمليات مشبوهة واسعة النطاق «لغسل الأموال».. وهو حديث أصبح يدور بين العامة أيضا.. وفى كثير من الأحيان لا يوجد تفسير لثراء البعض المفاجئ والغريب إلا بأنه «غسل أموال» ويبدو أن ذلك صحيح إلى حد كبير..!! البذرة الأولى غسل أموال.. وبعد ذلك تأتى المليارات بطريقة شرعية..!.
<<<
وجاءنى يشكو أنه كان فى سلام ووئام مع الجميع وفجأة بدأ يتلقى الطعنات والإساءات ويسألنى ماذا حدث.. ولماذا يحدث؟
وياصديقى.. إذا لم تجد لك حاقداً فاعلم أنك فاشل.. هذه هى ضريبة النجاح.. فكلما نجحت زاد عدد الأعداء وقل عدد الأصدقاء..!.
<<<
وماذا يحدث لبنت مصر أنغام؟ ماذا عن تطورات مرض آخر حبات الزمن الجميل فى رومانسية الطرب والغناء أنغام الأنغام؟
لا أجد اجابة وليس عندى تفاصيل جديدة عن أنغام إلا أن الحسد «ومن شر حاسد إذا حسد».. فأنغام التى تألقت إلى حد لافت فى الأعوام الأخيرة أصبحت هى نجمة الشباك الأولى.. واصبحت المسافة بعيدة جداً بينها وبين أقرب منافسيها.. وعين الحسود أصابت أنغام والمرض ابتلاء وامتحان واختبار ودرس بالغ القسوة أيضا.. وعودى يا أنغام لبيتك القديم فى «الشروق».. أما «زايد» فوشها وحش عليكى..!.
<<<
وكتب مرسى جميل عزيز رائعته «من غير ليه» وغناها محمد عبدالوهاب عام 1989 «جايين الدنيا ما نعرف ليه ولا رايحين فين ولا عايزين إيه، مشاوير مرسومة لخطاوينا نمشيها فى غربة ليالينا، يوم تفرحنا ويوم تجرحنا واحنا ولا عارفين ليه وزى ما جينا جينا ومش بإيدينا جينا.. زى ما رمشك خد ليالى وحكم وأمر فيها وفيا ولقيت روحى فأحضان قلبك بحلم وأصحى وأعيش على حبك، حتى فى عز عذابى بحبك عارف ليه من غير ليه من غير ليه آه ياحبيبى باحبك.
ومن غير ليه.. من غير ليه تعيش سعيد..!!
<<<
وأخيراً:
…الكلمات الطيبة لا تسمع بالأذن فقط بل بإمكانها أن تلمس القلب فيزهر
<<<
..وأصحاب الرأى الحر دائماً ما يبدون أشراراً فى نظر الآخرين.
<<<
ووجودك لا يزيدينى سعادة وحب فى الحقيقة إنك دائما
من يهبنى الطمأنينة حتى وإن لم تفعل أى شىء.