السفاح الصهيونى، فقد عقله وصوابه وهو يتلقى الصفعات على وجهه وقفاه، من كل جانب، من المقاومة الفلسطينية التى تكبده خسائر فادحة ويخرج له المجاهدون مثل الأشباح من تحت الأرض، والمواقف الدولية التى تتزايد للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ومطالب إنهاء الحرب الجائرة، وضغوط أهالى المحتجزين للإفراج عنهم.
طاش عقل النتنياهو، ويسارع فى كسب المزيد من العداوات، فبعد اعتزام فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى سبتمبر المقبل وجه رسالة إلى الرئيس ماكرون يتهمه فيها بتأجيج معاداة السامية، وزعم أن هذه ليست دبلوماسية.
وردت باريس بأنها لا تحتاج دروسا، وشدد قصر الإليزيه على أن رسالة نتنياهو لن تمر دون رد، واعتبر ربط نتنياهو اعتراف فرنسا بفلسطين بمعاداة السامية «أمرا دنيئا ومليئا بالمغالطات»، ووصف القصر تحليلاته بـ»الوضيعة والخاطئة».
وبعد فرنسا، شنت أستراليا هجوما عنيفا على نتنياهو بسبب اتهامه رئيس وزرائها أنتونى ألبانيزى بأنه سياسى ضعيف خان إسرائيل، وقال وزير الداخلية الأسترالى تونى بيرك إنّ «القوة لا تُقاس بعدد الأشخاص الذين يُمكنكم تفجيرهم أو بعدد الأطفال الذين يُمكنكم تركهم يتضوّرون جوعا».
وقبل يومين وجهت هولندا رسالة قوية لوقف العدوان الفاشى ضد الأبرياء، واستقال جميع أعضاء الحكومة من حزب «العقد الاجتماعى الجديد»، بعد استقالة وزير الخارجية، كاسبار فيلدكامب، بسبب فشل فرض عقوبات على الاحتلال الإسرائيلى جراء عدوانه المستمر منذ أكتوبر2023، وحرب الإبادة والتجويع فى غزة.
وتعكس تلك الاستقالات تصاعد التوتر داخل الأوساط السياسية الأوروبية بشأن سياسات الاحتلال الإسرائيلى، وتظهر التأثير المتصاعد للاحتجاجات الجماهيرية التى تشهدها أوروبا ضد العدوان الغاشم وتعاطفا مع القضية الفلسطينية على الأحزاب الأوروبية التى تتخوف من ابتعادها عن الجماهير والمواقف الشعبية.
ومن الإجراءات التى فرضتها هولندا ضد تل أبيب، حظر دخول الوزيرين بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، واتهمتهما بالتحريض على عنف المستوطنين، وإلغاء ثلاثة تصاريح تصدير لمكونات سفن موجهة إلى الكيان الصهيونى، وشاركت فى بيان مع 20 دولة، أدان مصادقة إسرائيل على مشروع استيطانى كبير فى الضفة الغربية.
ومنذ أن صعدت تل أبيب من عملياتها الغاشمة والعدوان الوحشى ضد الفلسطينيين العزل، تزايدت وتوالت الدعوات لوقف إطلاق النار فى غزة، ولم تتوقف الوساطات التى اشتركت فيها مصر وقطر وأمريكا، وواصلت الأطراف تقديم المبادرات واحدة تلو الأخرى، لكن النتن ياهو لا يريد وقفا دائما لإطلاق النار، ولا يريد أن يبدو مهزوما فى أى اتفاق، ويبحث عن مخرج من إخفاق جيشه فى تحقيق إنجاز على الأرض، ولذلك يصعِّد من العنف، وإن كان يواجه ضغطا وانتقادات حادة لاستمراره فى الحرب، من الإسرائيليين الذين يرون أن هذا لرغبته فى البقاء فى الحكم، ويخضع للوزراء المتطرفين ويخشى من سقوط الحكومة، مما قد يسفر عن خضوعه للمحاكمة بقضايا الفساد.
وكلما أبدت حماس مرونة يعود نتنياهو للرفض والتعنت، فبعد موافقة الحركة على الخطة المصرية الأخيرة لصفقة الرهائن، مازال الصهاينة يمارسون لعبة المراوغة، بل وعلى طريقتهم المستفزة قالت مصادر إسرائيلية إنهم يخططون لعملية احتلال غزة.
وتواصل عائلات المحتجزين ومجموعات من المتظاهرين المسيرات فى تل أبيب، مطالبين بالتوصل إلى صفقة لإطلاق سراح المحتجزين، وقالوا كفى تضحية بهم وبالجنود، وبالنازحين الإسرائيليين الذين لم يعودوا إلى منازلهم منذ بداية الحرب.
ودائما لا نأتى بكلام مرسل من عندياتنا، إنما ننقل أقوال بشهود من أهلهم، فقد كشف الكاتب الإسرائيلى رونين بيرجمان، فى مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت، عن أن إعلان نتنياهو الإصرار على اتفاق شامل يضمن الإفراج عن جميع الأسرى دفعة واحدة إنما هو يستخدم هذا الموقف كستار دخان لتأجيل أى حسم فى المفاوضات، ولإبقاء الحرب مفتوحة زمنا طويلا.
إلى ذلك، لم يكتف جيش الاحتلال بحرب الإبادة والمجازر البشرية التى يرتكبها كل لحظة، وبعدما وجه آلياته إلى الحيوانات، يقوم بتدمير المناطق الأثرية والتراثية الفلسطينية، واتجه إلى اقتلاع مئات الآلاف من أشجار الزيتون التى يزيد عمرها على 100 عام، فلم يسلم من جرائمهم بشر ولا شجر ولا حجر.!