شعب واحد.. تاريخ مشرف.. علاقات متينة.. أواصر راسخة.. رؤى مشتركة.. حكيمة.. تنسيق متكامل يجمع بين دولتين شقيقتين مصر والسعودية ويميزهما فى محيطهما العربى والشرق أوسطى منذ أمد بعيد.. هما قلب الأمة العربية وركيزتا استقرار المنطقة وحجر الزاوية للأمن القومى العربى بمفهومه الشامل.
العلاقات بين مصر والسعودية عبر الزمان والمكان لها جذور ضاربة فى أعماق التاريخ وتزداد رسوخاً وثباتاً وازدهاراً وتطوراً ونمواً فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى وخادم الحـــرمين الشــريفين الملك ســـلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولى العهد الأمير محمد بن سلمان من خلال زيارات واتصالات ومواقف واتفاقيات وتعاون مشترك فى كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية والدينية والثقافية التى تخدم الشعبين الشقيقين، هذا التعاون عزز حالة الشراكة القائمة بين البلدين، لاسيما أن الرياض أكبر شريك تجارى للقاهرة فى الشرق الأوسط.
إن التنسيق الكامل والتشاور الدائم هو سمة العلاقات المصرية- السعودية لمواجهة مشاكل وأزمات المنطقة، لاسيما التهديدات المتلاحقة والتحديات الهائلة التى تهدد الأمن القومى العربى ومحاولة تغيير الهوية والمصير.
الحقيقة، أن التوافق فى الرؤى بين البلدين الشقيقين انعكس بشكل ايجابى على الكثير من القضايا العربية والاقليمية، خاصة فى ظل تشابك الكثير من الموضوعات فى دول المنطقة بدءاً من الأوضاع فى سوريا مروراً بما يحدث فى ليبيا والوضع المتدهور فى اليمن والعراق.
إن التغول العدوانى فى المنطقة، يضع البلدين الكبيرين أمام مسئولية كبيرة للحفاظ على أمن واستقرار المنطقة من خلال سعيهما لتحقيق السلام فى البلدان العربية المضطربة وإيجاد حلول توافقية، بعيداً عن محاولات بعض القوى الاقليمية للسيطرة على هذه الدول، ودعم القاهرة المستمر لجهود المملكة لتحقيق السلام والاستقرار فى اليمن.
>> خلاصة القول:
السعودية أرض الحرمين التى نزلت بها الدعوة النبوية الداعمة لكل الأشقاء، ومصر أرض الكنانة والبلد الذى استقبل السيد المسيح وبلد الأزهر الشريف والحضارة الاسلامية، الذى لا يتخلى عن أى دولة وقت الأزمات، قاد حملات للتصدى لمحاولات استغلال الدين سياسياً ومساعى القوى المتطرفة والرجعية والجماعات الإرهابية لادعاء احتكارها التحدث باسم الاسلام، وبالتالى فإن علاقات البلدين الكبيرين ستبقى متميزة وراسخة على كل الأصعدة، لأنها مستمدة من تاريخ طويل جمع بين البلدين الشقيقين، عبر سلسلة من الأحداث والوقائع والمواقف التى حصّنت العلاقات عبر الزمان والمكان.