أتمنى أن أرى العلاقة التى تجمع كل العاملين فى الحقل الرياضى صورة طبق الأصل من العلاقة التى تجمع بين الأصدقاء الحقيقيين الذين يجمعهم (العيش والملح) لكن للأسف الشديد يغلف المجال الرياضى هذه الفترة ومنذ أكثر من عقدين معانى ضربت بكل القيم والمبادئ عرض الحائط وأصبحت لا يطاق حملها ولا تعيش معانيها النبيلة التى جعلتنا نطلق عليها لقب القوى الناعمةفبدلا من تعاون الأندية فى الارتقاء باللعبات المختلفة للوصول إلى المستويات العالمية عبر بوابة علوم التنظيم والإدارة والتخصصات الرياضية المختلفة نجد التناحر فيما بينها من أجل خطف لاعب أو لاعبة بطرق المكر السيئ غير مبالين بصالح المنتخبات الوطنية التى ترفع علم الدولة عاليا خفاقا فى المحافل الدولية ولا يعرفون المعنى الحقيقى للعيش والملح الذى يربطهم بهذه المهنة السامية إذا جاز التعبير.
ولكى نكون منصفين وغير متشائمين علينا أن نتحدث عن بعض العلامات المضيئة والنماذج والرموز التى تستحق أن نرفع لها القبعة لإسهاماتها فى النجاحات والإنجازات التى تحققها بعض الرياضات والوجوه المضيئة من أبنائنا الرياضيين شباب وبنات يقودهم نخبة قليلة من أصحاب الضمائر اليقظة التى تعرف قيمة الوطن والتضحية لأجل إعلاء شأنه حتى لو كان على حساب مصالحهم الشخصية.
تلك النخبة تحارب على أكثر من جبهة وتعرف المعنى الحقيقى للعيش والملح الذى يجمعها مع الرياضة التى يحبونها ويمارسونها.
فالرياضى يا سادة لا يقل دوره أهمية عن الجندى الذى يحمل السلاح على جبهة القتال لأن الكل يقوم بمهمة وطنية سامية وراقية تستحق منا جميعا كل التقدير والاحترام.
فمحمد صلاح على سبيل المثال لا الحصر يمثل فى نظرى مجموعة من السفارات المتنقلة لمصر فى جميع أرجاء العالم فتألقه فى أقوى دورى بالمعمورة زاد من شعبية مصر ليس لدى إنجلترا فقط بل لكل أرجاء العالم وبات هذا النجم المصرى الأصيل نموذجا يحتذى به لجميع الشباب فى هذا الكون.
ولم يقف الأمر عند ذلك بل هو أيضا يمثل قافلة من قوافل الأزهر الشريف بسبب تدينه ووسطيته الإسلامية والمحافظة على صلاته لدرجة أصبح بعض الفتيان من الإنجليز يقلدون سجوده شكراً لله بعد تسجيل أهدافه وأصبحوا يقولون.. إذا كان ذهابك إلى المسجد والمحافظة على أداء الصلاة يؤدى إلى نجاحك وتألقك فسوف نذهب إلى المسجد.
فهو يعرف جيدا القيمة الحقيقية للعيش والملح التى تجمعه بمحبوبته الساحرة المستديرة إذا جاز التعبير.
وإذا كنا نحن أصحاب الكلمة بكل أنواعها لم نقدم للقارئ والمشاهد والمستمع نماذج حقيقية وواقعية للإخلاص فى العمل لأجل وطننا الحبيب ولم نعظم العلاقة الحقيقية بين العيش والملح والتى تقوم على الإخلاص والشفافية واحترام القيم الأصيلة للمجتمع فعلينا أن نعيد حساباتنا حتى لا نصبح مثل ظاهرة السراب التى تظهر وتختفى فى وضح النهار وحتى نقوم بدورنا على الوجه الأكمل للمساهمة فى رفعة هذا الوطن العظيم.
والله من وراء القصد.