شنت أوكرانيا أمس هجمات بطائرات مسيرة على عدد من منشآت الطاقة الروسية أدت إلى خفض الطاقة فى محطة «كورسك» للطاقة النووية، وأشعلت النيران فى محطة لتصدير الوقود فى ميناء «أوست لوجا».
وذكر المكتب الصحفى للمحطة النووية أن هجوماً أوكرانياً بالمسيرات ألحق أضراراً بمحول كهربائى مساعد، وتسبب فى انخفاض القدرة التشغيلية للوحدة الثالثة بالمحطة بنسبة 50 ٪. وأضاف المكتب أنه لم تقع إصابات، وجرى إخماد حريق ناجم عن الهجوم على الفور، موضحاً أن الإشعاع فى الموقع والمنطقة المحيطة به لم يتجاوز المستويات الطبيعية.
ووفقاً لشركة «نوفاتك»، يعالج مجمع «أوست لوجا»، الذى افتتح عام 2013، مكثفات الغاز ويحولها إلى وقود طائرات، وزيت الوقود، وزيت الغاز، ويساعد الشركة فى شحن المنتجات النفطية، بالإضافة إلى مكثفات الغاز، إلى الأسواق العالمية.
من جانبها، أفادت وزارة الدفاع الروسية، بأن وحداتهادمرت 95 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل فى 13 منطقة، بما فى ذلك لينينجراد وسامارا، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم.
وقالت هيئة الطيران المدنى الروسية إن الرحلات الجوية توقفت لساعات فى عدة مطارات روسية خلال الليل، بما فى ذلك مطار «بولكوفو» فى منطقة لينينجراد.
وذكر فياتشيسلاف فيدوريشيف، حاكم منطقة سامارا، عبر تطبيق «تليجرام» أن طائرات مسيرة أوكرانية هاجمت منشأة صناعية فى مدينة سيزران جنوب روسيا، مضيفاً أنه لم تقع إصابات. ولم يذكر ما هى المنشأة أو ما إذا كانت هناك أضرار.
فى الأثناء،أعلنت الحكومة النرويجية، أمس إنها ستساهم بنحو سبعة مليارات كرونة نرويجية (696.12 مليون دولار) من أنظمة الدفاع الجوى لأوكرانيا. وذكر رئيس الوزراء النرويجى يوناس جار ستور، فى بيانٍ: «بالتعاون مع ألمانيا، نعمل الآن على ضمان حصول أوكرانيا على أنظمة دفاع جوى قوية»، حسب وكالة «رويترز».
وتابع: «تعمل ألمانيا والنرويج معًا بشكل وثيق لدعم أوكرانيا فى نضالها للدفاع عن البلاد وحماية السكان المدنيين ضد الهجمات الجوية الروسية».
تموّل النرويج وألمانيا نظامى باتريوت، بما فى ذلك الصواريخ، كما تُساهم النرويج فى شراء رادار دفاع جوى من الشركة الألمانية هينسولدت (HAGG.DE) وأنظمة دفاع جوى من كونجسبيرج (KOG.OL) .
على صعيد متصل، قال مسئولون أمريكيون لصحيفة «وول ستريت جورنال»، إن وزارة الدفاع «البنتاجون» فرضت قيوداً على أوكرانيا بشأن استخدام صواريخ أمريكية بعيدة المدى لضرب أهداف داخل روسيا.
وبحسب المسئولين، فإن آلية الموافقة داخل «البنتاجون» حالت دون تمكّن أوكرانيا من إطلاق أى من صواريخ ATACMS الأمريكية بعيدة المدى ضد أهداف فى روسيا منذ أواخر الربيع الماضي.
وذكر اثنان من المسؤولين أن كييف طلبت مرة واحدة على الأقل استخدام هذه الصواريخ ضد هدف داخل الأراضى الروسية، لكن طلبها قوبل بالرفض.
وطوّر البنتاجون «آلية المراجعة» للفصل فى طلبات كييف لاستخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى وكذلك تلك التى تقدمها دول أوروبية، وذلك من خلال الاستناد إلى بيانات استخباراتية. وتمنح هذه الآلية وزير الدفاع الأمريكى بيت هيجسيث الكلمة الفصل فى السماح باستخدام صواريخ ATACMS، التى يبلغ مداها نحو 190 ميلاً، لضرب روسيا.
وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، إن «الرئيس الأمريكى كان واضحاً بأن الحرب فى أوكرانيا يجب أن تنتهي»، مضيفة: «لا يوجد تغيير فى الوضع العسكرى بين روسيا وأوكرانيا فى الوقت الحالي، الوزير هيجسيث يعمل بانسجام تام مع ترامب».
من جانبه، اتهم وزير الخارجية الروسي، سيرجى لافروف أمس الدول الغربية بالعمل على تعطيل مفاوضات السلام الهادفة لوقف الحرب مع أوكرانيا.
وقال لافروف فى مقابلة بثتها القناة الروسية العامةعلى تليجرام: «كل ما يقومون به هو البحث عن ذرائع لتعطيل المفاوضات»، منددا بموقف الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى الذى «يتعنّت ويضع شروطا ويطالب باجتماع فورى بأى ثمن» مع نظيره الروسى فلاديميربوتين.
وكان ترامب قد دعا إلى ترتيب اجتماع ثنائى بين الرئيسين الروسى والأوكراني، إلا أنهما تبادلا الاتهامات بعدم الرغبة فى ذلك، واتّهم لافروف السلطات الأوكرانية بـ»السعى لتعطيل عملية أسس لها الرئيسان بوتين وترامب وأثمرت عن نتائج جيّدة جدا».
وفى وقت سابق هذا الأسبوع، اتّهم زيلينسكى روسيا بالسعى «للتهرّب من عقد اجتماع»، وأعرب عن رغبته فى لقاء بوتين، لكن ليس قبل اتفاق حلفائه على ضمانات أمنية لأوكرانيا لمنع أى هجمات مستقبلية روسية فور توقف القتال.
وذكرت موسكو بأنه لا يمكن بحث الضمانات من دون إشراكها، معتبرة بأن أى حضور للقوات الأوروبية فى أوكرانيا سيكون أمرا.