دفعت تفاصيل ما جرى عسكريا فى الحرب الإرهابية الإسرائيلية على إيران وكذلك فى الحرب الروسية ـ الأوكرانية إلى هوس فى التسلح والإنفاق العسكرى.
وهوس التسلح لا يقتصر فقط على شراء المزيد من الأسلحة المعروفة أو منظومات الدفاع المتطورة وإنما يتعلق بالبحث العلمى الذى يهدف إلى إيجاد المزيد من الأسلحة الأشد فتكا والأرخص تكلفة والأقدر على اختراق دفاعات العدو وتجنّب الرصد والأسرع فى الوصول إلى الهدف فلا يكون طول المسافة عائقا فى الوصول أو عاملا من عوامل سهولة التعامل مع السلاح المهاجِم كما جرى فى الحرب الإيرانية الإسرائيلية كما يتعلق الهوس بالتسلح أيضا بحجم السلاح ودقته هذا من حيث الهجوم . وكذلك فى حالة الدفاع الذى أثبت أن تكلفة الأسلحة المضادة للهجوم تتجاوز آلاف الأضعاف من ثمن السلاح المهاجم.
كذلك أثبتت الحرب أن الاستخدام المحلى للقدرات الذاتية بحثية وتصنيعة كان له الأثر الأنجح فى تحقيق الأذى المطلوب فى الخصم وقد كان هذا السلوك التصنيعى العسكرى المحلى من الدول الضعيفة محل تهكم من البعض إلا أن التجربة الإيرانية أكدت أن سلاحها المحلى استطاع تحقيق الأذى المطلوب فى مواجهة القوى الكبرى كما كان للتصنيع المحلى قدرة على المفاجأة فهو سلاح ليس مباعا من دولة أخرى تروج وصناعتها العسكرية عالميا بإعلان عن قدراته التدميرية واختراقه الدفاعات وغير ذلك من وسائل الترغيب.
من ذلك: « كشفت الصين عن تطور مذهل قد يقلب موازين سباق التسلح، ويهدد فعالية درع القبة الذهبية الأمريكى الذى أعلنه الرئيس دونالد ترامب لمواجهة التهديدات الصاروخية.
فقد نشر موقع «شينارى إيكونومتشى» الإيطالى فى تقرير أعده الكاتب فابيو لوغانو، أن الصين أعلنت، بعد أيام قليلة عن تطويرها سلاحًا شبحيًا «متعدد الأطياف» قادرًا على التهرب من أجهزة الاستشعار الحرارية والرادارية.. وبعد أن عرّض الكاتب بالقبة الذهبية الأمريكية ذكر خصائص الأسلحة تحت عنوان «خصائص مذهلة».
فقال: إن السلاح الصينى الجديد، قادر على التهرب من الأشعة تحت الحمراء والميكروويف والموجات القصيرة والمتوسطة والطويلة والموجات الدقيقة مع الحفاظ على خصائصها حتى فى درجات حرارة قصوى تصل إلى 700 درجة مئوية.
بالإضافة إلى ذلك، يتميز هذا السلاح بكفاءة عالية فى تبديد الحرارة: ففى ظروف مماثلة للطيران بسرعة تفوق ضعف سرعة الصوت، يظل سطحها أكثر برودة بمقدار 72.4 درجة مئوية مقارنة بالمواد التقليدية مثل الموليبدينوم. وهذا يجعلها مثالية للتطبيقات فى البيئات القاسية، مثل الطائرات والصواريخ عالية السرعة، وهى جميعها أدوات تهديد للقبة الذهبية.
أما إيران فقد اعلن المرشد العام للثورة الإيرانية على خامنئى عن تطوير القدرات العسكرية والعلمية سيشهد تسارعا فى كلمة مكتوبة، يوم الجمعة،الماضى حيث قال :إن الحركتين العسكرية والعلمية ستتقدمان بزخم أكبر من السابق فى إيران.
والذى نتوقعه أنه سيكون هناك إقبال على شراء الصواريخ الفرط صوتية الإيرانية التى أثبتت جدارة فى الحرب إن لم يكن الشراء قد بدأ بالفعل مثلما تم على المسيرات التى كان المشترى الأكبر لها روسيا فى حربها على أوكرانيا.. وعلى هذا السياق تتحدث تركيا وغيرها من الدول الأوربية أما مبيعات السلاح فالرواج الواضح والذى تتناقله الاخبار غير مسبوق ولا يفوتنا أن نتأمل ما كان من إسرائيل وامريكا من تلاسن بالتصريحات عندما غمزت إسرائيل فى قدرات القبة الذهبية الامريكية وأنها وراء الفشل فى صد بعض الصواريخ فاتهمت أمريكا اسرائيل بأنها تروج لقبتها الدفاعية على حساب قبة أمريكا الذهبية.
إذن نحن مقبلون على سباق تسليحى وصراعات عسكرية فى مناطق كثيرة من العالم هى افراز لما تم فى حروب أثبتت أن امتلاك القوة العسكرية وليس العدالة الدولية هو الحل.