الحياة مليئة بالمنعطفات، والمتغيرات ولا تخلو من همّ وابتلاء، لكن وسط كل هذا يبقى هناك سر بسيط يغيّر شكل الرحلة كلها، هو التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب يقول العلماء: الإيمان أن تؤمن بأن الله يراك ويسمعك ويعلم ضعفك، واليقين أن تثق أن ما قدّره لك لن يفوتك أبدًا. وقالوا ان الإيمان لا يكتمل بالانتظار وحده، بل بالسعى والعمل..والتوكل الحق ليس أن تجلس وتقول «الله سيرزقنى»، بل أن تبذل جهدك ثم ترفع قلبك بالدعاء قائلًا: «يا رب فعلت ما أستطيع، فأكمل لى ما لا أستطيع» بهذا التوازن النفسى يعيش المؤمن عزيزًا، لا تهزّه خسارة ولا تُضعفه محنة.. قد يمرض، لكنه يتداوى ويعلم أن الشفاء من الله..قد يُظلم، لكنه واثق أن عدل الله قادم.. قد يفقد رزقًا، لكنه مطمئن أن خزائن السماء لا تنفد. هذا هو السر الذى جعل الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو فى الغار، يطمئن صاحبه بكلمة خالدة: «لا تحزن إن الله معنا» واليقين يعلّمنا أن نتخفف من القلق المفرط على المستقبل.. فما كتبه الله سيأتى، وما لم يكتبه لن يحدث ولو اجتمع عليه أهل الأرض جميعا ولقد أعجبنى ما قاله أحدهم.. فى قلوبنا: إيمان يملأ القلب، يقين لا يتزعزع، سعى صادق، وتوكل على الله..عندها وعندها فقط نعيش فى سلام مع أنفسنا ومع الدنيا، مطمئنين إلى أن النصر والعزّة لا تأتى من حول ولا قوة، بل من الله وحده. وهناك معادلة واحدة من عاشها ذاق حلاوة الطمأنينة، ومن فهمها أدرك سر القوة الداخلية التى ترفع الإنسان فوق الهموم والمخاوف.. تلك هى معادلة الإيمان واليقين الإيمان فى جوهره ليس مجرد كلمات تُقال باللسان، بل هو شعور عميق بأن الله حاضر فى كل تفاصيل حياتنا، يرانا ويسمعنا ويعلم حاجاتنا وضعفنا..أما اليقين فهو الدرجة الأعلى، هو الثقة التى لا تهتزّ بأن ما قدّره الله خير، وأن ما كتبه لنا لن يتخطّانا أبدًا. حين ننظر إلى سِيَر العظماء والناجحين، نجد أن سرهم لم يكن فى ذكاء خارق فقط، بل فى يقين لا يتزعزع.. ولذلك، فإن من عاش بهذه الروح يرى العالم من زاوية مختلفة..قد يخسر مالًا، لكنه لا يخسر طمأنينته.. قد يُظلم يومًا، لكنه واثق أن عدل الله آتٍ.. قد يمرض، لكنه يستسلم للعلاج والأطباء وفى قلبه يقين أن الشفاء بيد الله وحده.. كل موقف فى حياته يصبح فرصة ليزداد قربًا من الله، لا ابتعادًا. المعادلة أيضًا تُعلّمنا أن نترك القلق المفرط على المستقبل..فكم من إنسان أضاع عمره فى الخوف من الغد! يخاف من فقدان الرزق، أو من مرض لم يأتِ بعد، أو من فشل لم يقع.. بينما المؤمن المتيقّن يعيش يومه بقوة، ويسلّم غده لله، لأنه يعلم أن الله هو المدبّر. قد يقول قائل: كيف أكتسب هذا اليقين؟ الجواب بسيط: بالذكر والدعاء والتأمل فى نعم الله التى تغمرنا كل يوم..كل نفس نتنفسه هو دليل على أن الله يرعانا، وكل عثرة تجاوزناها فى الماضى هى رسالة أن الله لم يتركنا يومًا.. من يربّى قلبه على شكر هذه النعم، يزداد يقينه يومًا بعد يوم.