يعد الصراع «الفلسطينى الإسرائيلى» من أقدم الصراعات إذ يعود إلى ما يقرب من 3700 سنة عندما خرج سيدنا يعقوب وأولاده هرباً من أخيه «عيسو» إلى «مدينة شكيم» فى أرض كنعان وهناك وقعت أول مذبحة فى التاريخ على يد ولديه «شمعون» «ولاوى وقتل جميع رجال المدينة والأطفال والنساء .. من هنا يبرز البعد الدينى فى ذلك الصراع بغض النظر عن الاختلاف بين المفكرين اليهود إذ يعتبره البعض «صراعًا علمانيًا» بينما يراه اليمين المتطرف صراعًا دينيًا تقوده مجموعة من النبوءات التوراتية .. بل وصل اللغط إلى حد تأييد بعض المسيحيين الإنجيليين ضرورة قيام دولة إسرائيل تحقيقاً للنبوءات التوراتية ليس حباً فى إسرائيل أوما تقوم به من ممارسات عنف ومذابح بل ظناً منهم بأن ذلك يعجل بعودة المسيح أوما يسمى «بالمجئ الثانى» .. وقد ظهر ذلك التيار الذى يعرف «بالمسيحية الصهيونية» اعتقاداً من بعض المسيحيين الأمريكيين بأن وجود إسرائيل وعودة الشعب اليهودى إلى الأرض المقدسة يتوافقان مع النبوءات التوراتية والمجئ الثانى .. فى مقال «تروند باكيفيج» بعنوان غزة صراع دينى ؟ صرح قائلاً إن اليهود والسياسيين اليمينيين فى إسرائيل ورئيس الوزراء «نتنياهو» يدعمون ملكية الأرض ويستخدمون العديد من الخرائط التى تؤيد ذلك وهم مقتنعون بأن الله إلى جانبهم ومدركون مدى قوة الخطاب الدينى فى الحشد .. وقد استطرد «باكيفيج» قائلاً لقد استخدم «نتنياهو» الخطاب الدينى لدعم حربه ضد «حماس» مستشهداً مراراً وتكراراً بتلك الكلمات التى وردت فى سفر التثنية « أذكر ما فعله بك عماليق فى الطريق عند خروجك من مصر «تثنية 25:17» .. من بين النصوص التى استخدمت بقوة فى الحرب ضد «غزة «ما جاء بسفر صموئيل الأول « فالآن أذهب وأضرب عماليق وحرموا كل ماله ولاتعفوا عنهم بل أقتل كل رجلا وامرأة طفلاً ورضيعاً بقراً وغنماً جملاً وحماراً.. صموئيل « 3:15» .. يؤكد «باكيفيج» قائلاً من هنا لايمكن فهم تعليقات «نتنياهو» فى غياب متابعة تلك الاقتباسات الواردة فى الكتاب المقدس والتى تستعمل بهدف دعم حرب إسرائيل وما تقوم به من ممارسات يبغضها العالم كله بدعوى أن ما يقوم به هو امتثالا وتطبيقا لأوامر الله.. وقد خلص «باكيفيج» فى مقاله قائلاً إن الله ليس جزءاً من القانون الدولى فقد نشأ القانون الدولى لأن الأطراف المتحاربة استشهدت بالله كمبرر لضرب بعضها البعض حتى الموت لذلك يجب أن تستند جميع محاولات السلام فى الشرق الأوسط إلى «القانون الدولى».