الأقصر كمدينة سياحية تتركز فيها أكبر نسبة من الفنادق سواء من الدرجة الأولى أو الثانية أو الثالثة ونسبة كبيرة من الفنادق العائمة والتى تستقبل على مدار العام أعداداً هائلة من السياح من شتى بقاع الأرض.. ونظراً لذلك، فلابد من إقامة المزارع التى تخدم هذا القطاع من المواد الغذائية اللازمة والضرورية، التى تلجأ الفنادق إلى استيرادها.. ومن أجل تحقيق الاكتفاء الذاتى من الخضراوات واللحوم والألبان على مدار العام، يجب أن تكون لدينا فى الأقصر مزارع مختصة بزراعة الأصناف المطلوبة من الخضراوات، التى لا تتوافر بالمدينة مثل البروكلى والكرابى والبروكسل والفينول والخس بأنواعه المختلفة، بدءاً من الخس البلدى إلى اللاتوجا والهندباء والكرنب الأحمر والصينى وغيرها، هذا بجانب الأنواع المعهودة مثل الطماطم والكوسة والخيار وجميع أصناف الليمون واليوسفى والبرتقال.. وكذلك المشروعات الحيوانية كمشروعات التسمين وإنتاج الألبان ومزارع الدواجن، التى تحتاجها كل الفنادق.. ولو تمت المقارنة بما يتم استيراده ووجود هذه المزارع، سنجد إنها تفوق الخيال، فمعنى وجود هذه المزارع حول وداخل المدينة سيعمل على توفير المواصلات وضمان وصول الخضراوات واللحوم والألبان طازجة يوميا.
لذا، يجب على المختصين والمعنيين أن يحاولوا جاهدين تنمية مثل هذه المشروعات المفيدة وجذب المستثمرين من داخل البلد أو من خارجها على أن توفر لهم كل الإمكانات وحملات الترغيب وتوضيح المكاسب التى يمكن الحصول عليها من خلال عام كعائد منها.. وهناك العديد من المناطق التى يمكن إقامة هذه المزارع عليها مثل مناطق الحبيل والبغدادى والطود واستغلال جوانب ترعة أصفون فى زراعة العديد من أنواع الخضراوات، وذلك فى المسافة من الأقصر إلى مدينة إسنا بطول 50كم.
أما بالنسبة لمزارع الدواجن، فهى لا تحتاج أراضى زراعية ويمكن إقامتها على أى نوعية من الأراضى، لأن هذه المزارع تحتاج عنابر فقط.. وكذلك حظائر التسمين الخاصة بإنتاج اللحوم، ومن ثم إقامة مصنع بجوارها لإنتاج كل منتجات الألبان.. فيمكن إقامته فى المناطق القريبة من الأقصر مثل منشاة العمارى والمدامود من أجل وجود لحوم طازجة وألبان بمختلف أنواعها قريبة غير مكلفة.
اليوم، نحن فى حاجة ماسة لإقامة مثل هذه المشروعات فى الأقصر، بل وفى كل مدننا السياحية التى يمكن أن نجنى ثمارها خلال فترة وجيزة.. ومن ثم تصبح دعماً للبلد واكتفاء ذاتياً لها ولأهلها ولفنادقها.. ولو فكرنا فى إتمام هذه المشروعات ستحل علينا كثيراً من المشاكل، خاصة التموينية التى نعانى منها والغلاء المتكرر للأسعار.
من هنا نناشد المسئولين، تبنى هذه الفكرة وتذليل كل العقبات حتى تكون الأقصر مدينة سياحية كاملة سياحياً وزراعياً وصناعياً.