مع موسم الصيف.. تتحول مدينة الإسكندرية إلى خلية نحل نابضة بالحياة ووجهة للمواطنين من مختلف المحافظات، ليس فقط من جانب المصطافين القادمين من مختلف المحافظات، بل أيضًا من قبل المهن الموسمية التى تنشط على شواطئ المدينة، وتشكل مصدر دخل أساسى لشريحة واسعة من المواطنين.
الإسكندرية، «عروس البحر المتوسط»، لا تُعد وجهة سياحية فقط، بل هى منصة اقتصادية حقيقية لمهن ترتبط ارتباطًا وثيقًا بفصل الصيف، فمع ارتفاع درجات الحرارة، وتدفق الزائرين على الكورنيش والشواطئ، تظهر المهن الموسمية لتكون جزءًا من المشهد الصيفى السكندرى والمشهد الاقتصادى والسياحى ايضا للمدينة.
من أوائل المهن التى تستوقف الزائر صوت بائع الذرة المشوية، الذى يحمل عربة صغيرة ويشوى أكواز الذرة على الفحم أمام أعين الزبائن، خاصة فى المناطق المفتوحة مثل سيدى بشر والعصافرة ومحطة الرمل، حيث يقبل الزبائن على تناول وجبة سريعة بعد الغروب.
«الفريسكا» و«غزل البنات»
تتجول الفريسكا، الحلوى الشهيرة المقرمشة المحشوة بالعسل أو الشوكولاتة، على رءوس الباعة بأصواتهم المميزة التى ترتبط بالذاكرة الإسكندرية.
وبجانبها يظهر «بائع غزل البنات»، خاصة فى الحدائق القريبة من الشاطئ ، وهو مشهد محبوب للأطفال لا يكتمل المصيف بدونه.
«الأيس كريم» و»العصائر»
عربات الجيلاتى او «الأيس كريم» تنتشر بكثافة، تقدم نكهات تقليدية كالفراولة والفانيليا، وأخرى مثل المانجو والشيكولاتة وغيرها.
كما تظهر عربات العصائر الطازجة: خروب عرق سوس، وحتى كوكتيلات الفواكه التى تُحضّر أمام المصطاف فى لحظتها.
«الترمس والسوداني»
الترمس المملّح السودانى المحمص، وأحيانًا الحمص واللب، تقدم جميعها فى أكياس ورقية أو بلاستيكية، وتُعد وجبة تسالى مفضلة أثناء الجلوس على البحر أو التنزه بالكورنيش.
«الشاى والقهوة»
رغم حرارة الجو، إلا أن مشروب الشاى والقهوة يظل حاضرًا على الشاطئ، خاصة بعد غروب الشمس على عربات صغيرة أو حتى طاولات بسيطة، تقدم هذه المشروبات بأسعار مناسبة، وتحظى بإقبال من المصطافين.
من المهن الأساسية على الشاطئ «تأجير الكراسى حيث يتولى شباب وأسر مهمة توفير الكراسى البلاستيك خاصة من بعد فترة العصر، ومقابل رسوم بسيطة حيث تقبل الأسر على الكورنيش؛ للجلوس أمام البحر لفترات طويلة تمتد حتى فجر اليوم التالى فى بعض الأحيان. هذه المهنة تدر دخلًا ثابتًا لأصحابها طوال الموسم، لكنها تتطلب التنسيق مع إدارات الشواطئ العامة والخاصة.
«تأجير العجل»
مهنة أخرى لا تقل أهمية، هى تأجير الألعاب مثل العجل «الدراجات» وهى مستحدثة وهذا يعود للمساحة الكبيرة خلف بلوكات صد الأمواج وهى مساحة مسفلتة تسمح بسير الدراجات.
كذلك البلالين وألعاب البحر «العوامات، القوارب المطاطية». يقبل عليها الأطفال بشغف، وهى من مصادر الرزق اليومية الثابتة.
«الإكسسوارات والنظارات»
على الشاطئ، تجد أيضًا من يبيع نظارات شمسية، واساور يد، وقلادات بحرية، قبعات قش أنيقة أغلبها يُصنع يدويًا، وتعرض وتحمل فى يدالبائع المتجول ويعرضها على الناس فى المقاهى والكافتيريات.
«التين الشوكي»
وسط زحمة الشواطئ وصوت أمواج البحر فى الإسكندرية، يطل عليك مشهد لا يمكن أن تخطئه العين وهو «بائع التين الشوكي»
عربة عليها كمية من فاكهة التين الشوكى والبائع بيده سكين حادة يتحرك بها بخفة واحترافية، يقشر الثمرة فى ثوانٍ ويقدمها للزبائن.
التين الشوكى فى المصيف ليس مجرد فاكهة، لكنه رمز للانتعاش فى عز الحر. إقبال المصطافين عليه كبير، خاصة بعد السباحة أو الجلوس تحت الشمس، ويحقق البائعون دخلًا يوميًا جيدًا، خصوصًا فى المساء حين تمتلئ الشواطئ والعائلات بالكورنيش.
«التنظيم مطلوب»
ورغم بهجة المشهد، فإن هذه المهن تواجه تحديات عدة مشاكل نتيجة غياب التراخيص الواضحة،
والملاحقات أحيانًا من قبل مسئولى الأحياء، أيضا تقلبات الطقس وصعوبة الادخار والعمل خارج موسم الصيف.
يطالب بعض العاملين بتوفير تراخيص مؤقتة مرنة، ومساحات مخصصة لتلك الأنشطة ضمن الشواطئ، بحيث تكون منظّمة وآمنة، وتضيف للمشهد الجمالى لا أن تنتقص منه.