سألت من قبل سؤالا واضحا وقلت «من يصنع المزاج العام فى مصر؟ ورغم بساطة السؤال فيبدو أن الإجابة ستكون شديدة التعقيد» وسمعت ردودا عديدة من شخصيات مرموقة وفاعلة تتوافق مع الطرح العام بضرورة البحث عن إجابات عن هذا السؤال بشكل علمى وعملى ومجرد بعيدا عن التجاذبات السياسية والخلافات الأيديولوجية وبالفعل قررت أن أفرد مساحة من خلال هذا العمود اليومى وكذلك البرنامج التلفزيونى لتسليط الضوء على هذا الملف واستدراج كل المعنيين والمهتمين بالتعامل مع مسألة الرأى العام والمزاج العام رغم ما بينهما من اختلافات بينة وواضحة، وبالصدفة وقع فى يدى منذ فترة تقرير إسرائيلى يتحدث عن «انخفاض الروح المعنوية للإسرائيليين بعد السابع من أكتوبر» وذلك بسبب الحرب والأسرى وحماس وانهيار صورة إسرائيل أمام دول العالم والفكرة الصهيونية التوسعية ليس فى الداخل الإسرائيلى فقط وإنما حوّل العالم كله إزاء هذا الموقف قررت إسرائيل الاستعانة بتقنية الذكاء الاصطناعى لمواجهة هذا الموقف الصعب حصلت إسرائيل على تطبيق «سيستم» من جهة ما معززاً بالذكاء الاصطناعى هدفه الأساسى هو «التأثير على المزاج العام فى دولة ما أو منطقة ما فى لحظة ما» ومن خلال هذا النظام يمكن التحكم فى مزاجية أمة بأكملها سواء بتوجيه النظام لخلق حالة من الثقة أو عدم الثقة أو خلق حالة من الاطمئنان أو القلق وكذلك يمكن عن طريق هذا النظام إشاعة جو من الحب أو الكراهية أو الحماسة أو الانكسار أو حتى التشاؤم والتفاؤل إلى آخر هذه المصفوفة من المشاعر والآن تدور حالة من الجدل الشديد حول الإمكانيات الخارقة لهذه الأنظمة ومدى التحكم فيها من عدمه وهل يمكن أن يفقد الإنسان القدرة على التحكم فى آليات الذكاء الاصطناعى وتطبيقاته المتنوعة، فى إسرائيل هناك حالة من الخوف من التوسع فى استخدام تقنيات التلاعب بمشاعر وأمزجة الجماهير فيما بعد الحرب خاصة فى الصراعات السياسية والفعاليات الانتخابية المختلفة وكذلك المكايدات الأيديولوجية بين اليمين واليسار، الإسرائيليون يدللون على ما جرى فى الانتخابات الأمريكية وما تم تداوله حول التحكم فى مزاجية الجماهير والناخبين عبر وسائل التواصل الاجتماعى وتقنيات الذكاء الاصطناعى المنتشرة، فى ضوء ذلك وتلك التساؤلات عمن يصنع المزاج العام فى مصر ومرورا برسائل ذات قيمة جاءتنى من كثيرين ونهاية بما يجرى فى إسرائيل هذه الأيام فأرى أن الملف يجب أن يحظى باهتمام على كل المستويات وبشكل عاجل ألا قد بلغت اللهم فاشهد.